سجلت معظم الأسواق الآسيوية تراجعا في تداولات اليوم الإثنين، في ظل تصاعد المخاوف من تصعيد وشيك في الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، بعد أن اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين بانتهاك اتفاق تجاري تم توقيعه مؤخرا، وهي اتهامات سارعت الحكومة الصينية إلى نفيها بشدة. وذكر موقع (إنفستنج) الأمريكي أن مؤشر "نيكي 225" الياباني تراجع بنسبة 1.5%، متأثرا بقوة الين، في حين انخفض مؤشر "توبكس" بنسبة 1%. أما مؤشر "إيه إس إكس 200" الاسترالي فقد 0.2% من قيمته، وتراجع مؤشر "ستريتس تايمز" في سنغافورة بنسبة 0.4%. وتفاقم القلق في الأسواق بعد إعلان ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم، ما أدى إلى حالة من الغموض حول توجهات السياسة التجارية الأمريكية. كما ألقى تصاعد العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا بظلاله على معنويات المستثمرين، خاصة قبيل جولة جديدة من محادثات السلام، في حين أشارت تقارير إلى أن واشنطن تدرس فرض تعريفات جمركية جديدة تستهدف الصينوالهند، في محاولة للحد من شرائهما للنفط الروسي. وتراجعت الأسواق الإقليمية بالتوازي مع انخفاض العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية، حيث هبطت عقود مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%. وفي ظل عطلة رسمية في الصين، شهدت أحجام التداول في آسيا بعض الهدوء، إلا أن الخسائر الحادة في بورصة هونج كونج عكست تدهور شهية المستثمرين تجاه الأصول الصينية؛ وسجل مؤشر "هانج سنج" انخفاضا حادا بنسبة 2.3%، متأثرا بتراجع أسهم شركات السيارات الكبرى مثل "بي واي دي" (BYD)، وسط تصاعد المخاوف من اشتداد حرب الأسعار في القطاع. وفي الهند، هبطت العقود الآجلة لمؤشر "نيفتي 50" بنسبة 0.3%، ما يشير إلى بداية ضعيفة للسوق، وإن كان من المتوقع أن تكون الخسائر محدودة في ظل بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي صدرت يوم الجمعة الماضي، والتي أظهرت نموا قويا للاقتصاد الهندي في الربع الأول من العام. وعلى النقيض، تفوق أداء مؤشر "كوسبي" في كوريا الجنوبية الذي ارتفع بنسبة 0.2%، قبيل الانتخابات الرئاسية المبكرة المقرر إجراؤها غدا الثلاثاء. وردت الصين اليوم، برفض "قاطع" لاتهامات ترامب بشأن انتهاكها اتفاقا تجاريا تم توقيعه في منتصف مايو بمدينة جنيف. وذكرت وزارة التجارة الصينية أن اتهامات الرئيس الأمريكي "لا أساس لها من الصحة"، مؤكدة عزم بكين على "الدفاع عن مصالحها الوطنية". يأتي هذا الرد الصيني في وقت تتصاعد فيه مؤشرات التوتر في العلاقات التجارية بين البلدين، خاصة بعد أن أقر مسؤولون أمريكيون الأسبوع الماضي بتوقف المفاوضات التجارية مع الصين. كما زاد التوتر بعد انتقادات صينية متكررة للقيود الأمريكية المفروضة على قطاع أشباه الموصلات في بكين، ما أثار مخاوف من استبعاد التوصل إلى اتفاق تجاري دائم في المستقبل القريب. وأظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات في الصين، التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، استمرار الضغوط على النشاط الاقتصادي في البلاد نتيجة الحرب التجارية مع الولاياتالمتحدة. وسجل قطاع التصنيع في الصين انكماشا للشهر الثاني على التوالي في مايو، وسط تراجع في الطلبات الخارجية المتأثرة بالرسوم الجمركية الأمريكية. كما أظهرت بيانات المؤشر غير التصنيعي ضغوطا على الشركات المحلية، ما يؤكد استمرار الاتجاه الانكماشي للاقتصاد الصيني دون تحسن يذكر. وعلى الرغم من اتفاق الصينوالولاياتالمتحدة في مايو على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة، فإن التعريفات ظلت عند مستويات مرتفعة تاريخيا، ما يثير شكوكا حول فعالية هذا الاتفاق في تخفيف التوترات الاقتصادية بين الجانبين. اقرأ أيضا: تباين الأسواق الآسيوية وسط استمرار الغموض التجاري بين أمريكا والصين