أكد مصطفي كامل الباحث المتخصص في التراث والتاريخ علي أهمية توثيق الحرف اليدوية، مشددا علي ضرورة إنشاء قاعدة معلومات عن الحرف و أعداد الحرفيين بدقة بأسمائهم للحفاظ علي التراث الشعبي لمصر،وهو ما يقوم عليه في مشروعه الذي بدأه منذ عامين،بعمل توثيق لتلك المهن بشكل علمي ودقيق. وأشار في تصريحات لصدي البلد أن إنشاء قاعدة بيانات يمثل إفادة كبيرة للباحثين في مجال الحرف وكتابة تاريخ الحرفيين المصريين،وربط ماضي الحرف بحاضرها ورصد حالة التطور السريع فيها،حيث أن هدفي الكبير هو المحافظة علي تلك الحرف اليدوية من الاندثار،ونشر فكر تعليم الحرف للشباب لحل أزمة البطالة،وإظهار أصحاب الحرف للناس وعمل معارض دائمة شهرية لهم. وتابع:توثيق وتسجيل الحرف بالنسبة لي فخر وواجب وطني لأني أوثق تاريخ وتراث بلدي،كما اسعي لإثبات وإظهار مدي براعة الفنان والحرفي المصري،خاصة أن عددا كبيرا من تلك الحرف التراثية واليدوية تمثل عصب الاقتصاد المصري،وإذا نهضت الحرف اليدوية نهضت مصر وبقوة،كما أنها يمكن أن تصبح مصدر جذب سياحي كبير. وقال:من هذه الحرف صناعة القباقييب إذا زخرفت بطريقة مبتكرة وتم تطعيمها بالصدف كما كان يحدث قديما لوجدنا لها رواجا سياحيا كبيرا،وايضا الخيامية اذا ادخلت عليها بعض الرسومات والزخارف الموجودة بالمساجد الأثرية لساعد ذلك علي تجديدها،وغيرهما حرف كثيرة يسري عليها هذا. وأكد علي ضرورة تطوير الحرف اليدوية والتراثية عن طريق استخدام التسويق الالكتروني بقوة في دعم تلك الحرف والحرفيين،ونشر فنهم بعمل موقع عالمي مصري يعرض كل منتجات الحرفيين المهرة فقط،وذلك علي غرار المواقع الكبيرة مثل ebay وAmazon،ويجب عمل موقع مصري عالمي ويدار تسويقيا بقوة ليخدم هؤلاء الحرفيين في كل مكان في مصر. وكشف أنه يدرس جمع كل ما لديه من توثيق قام به علي مدار العامين الماضيين في كتاب للناس،لافتا أنه وطبقا للجولات التي قام بها يدرس عمل خريطة بأماكن الحرفيين وكل المعلومات الممكنة عنهم ووسائل الإتصال بهم،خاصة أنه يوثق كل حرفي يلتقي به صوتا وصورة وفيديو،ويستعين في كل هذا أيضا بمراجع علمية ليكون بحثه وعمله دقيقا. وأوضح أنه رغم كونه يعمل بجهود ومبادرة فردية منه،إلا أنه أكد علي وجود عدة جهات تدعمه بشكل أو آخر،مثل متحف النسيج في شارع المعز بقيادة د.أشرف أبو اليزيد،حيث يوفر للحرفيين معارض كبيرة ومهمة،كما أننا نستعد قريبا لإقامة أول ندوة عن الحرف وأصحابها وأهم المشاكل التي تواجهها. وتابع:هناك أيضا كلية الهندسة جامعة القاهرة ومشروع الاحياء العمراني للقاهرة التاريخية،حيث تلقيت دعوة منهم دعوة ومديرة لجنة الحرف الدكتورة نجلاء ادهم بتوصية من الدكتور محمد الرشيدي للعمل معهم في تسجيل الحرف وتوثيقها،وبالفعل نزلت مع الدكتور نجلاء وقمنا بحصر كل الحرفيين في مناطق مثل باب الشعرية والخليفة والسيدة زينب والدرب الاحمر والجمالية،وذلك ليقوموا في المشروع بوضعها في خريطة كبيرة بعناوينهم ومعلومات دقيقة عنهم. وأكد علي أنه يسعي الي الوصول لكل حرفيين مصر،والخروج من القاهرة إلي مناطق أخري مثل دمياط والاسكندرية وغيرهما من الأماكن التي تمتلئ بأرباب الحرف،وقد أنهيت حوالي 80% من القاهرة وبعد انتهائها سأتوجه الي محافظات اخري،وذلك للربط بين الحرفيين وبعضهم البعض حتي يكونوا نسيج وطني كبير لمصر. وكشف أنه التقي بحرفي هو حنفي محمود ومتخصص في الخيامية،وهذا الرجل كشف لي عن حلمه بأن تقيم مصر مدينة للحرفيين ويكون اسمها مدينة الفن،بحيث يتم فيها جمع كل الحرفيين المهرة والفنانين التشكيليين لتصبح بمثابة تجمع كبير ليهم،وهذا أيضا أحد أحلامي بجانب تسليط الضوء علي مدن مثل دمياط الزاخرة بالحرف اليدوية مثل نجارة الاثاث ومعالجة مشاكلها.