ارتبط التاريخ المصري بالعديد من الصناعات اليدوية التي تحولت بمرور الزمن إلي فنون حقيقية صنعت شهرة الحضارة المصرية عبر قرون، ومن تلك الصناعات الفنية »الخيامية» التي تعد فنا مصريا عريقا، ويمتد تاريخ هذه المهنة إلي العصر الفرعوني، لكنها ازدهرت في العصر الإسلامي ولا سيما العصر المملوكي، وقد اشتق اسمها من كلمة خيام، وكانت ترتبط الخيامية قديماً بكسوة الكعبة المزينة بخيوط الذهب والفضة، والتي كانت تقوم مصر بتصنيعها حتي ستينيات القرن الماضي وإرسالها للحجاز قي موكب مهيب يعرف باسم المحمل. ورغم تراجع الاهتمام بهذه الصناعة، وتأثير التقنيات الحديثة في انتاج الأقمشة علي ورش الخيامية، إلا أن شارع الخيامية بالقاهرة الفاطمية لا يزال واحدا من المواقع التي تحمل عبق التاريخ، وتجتذب الآلاف من عشاق هذا الفن الجميل، حيث تصطف ورش الخيامية علي الجانبين، ويرجع وجود هذا الشارع إلي العصر الفاطمي. وستكون الخيامية واحدة من اهم الصناعات التي يحتفي بها »مهرجان التراث المصري الاول» الذي ينطلق اليوم وينظمه متحف النسيج المصري بشارع»المعز لدين الله الفاطمي»، بالتعاون مع الادارة العامة للقاهرة التاريخية، وهيئة قصور الثقافة، ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي. وأكد الأثري محمد عبد العزيز المُشرف العام علي القاهرة التاريخية، أن هذا المهرجان يُسلط الضوء علي أهمية الحرف التراثية في الحفاظ علي الهوية المصرية، كما أنه يُساعد علي إحياء هذه الحرف وإعادتها للحياة مرة اخري، والحفاظ عليها من الاندثار، دعماً للجهود التي يبذلها الحرفيون من أجل الحفاظ علي ثروتهم الفنية ونقلها إلي الاجيال القادمة. وأوضح الأثري أشرف أبو اليزيد مدير عام متحف النسيج: أن المهرجان يتضمن تقديم عروض حية أمام الجمهور لمختلف أنواع الحرف التراثية مثل الخيامية وصناعة السجاد والنسيج اليدوي وغيرها وذلك في محاولة لتعريف الزائرين بفنون تلك الحرف بطريقة مباشرة وعملية.. كما سيتم عرض»ديوراما القاهرة التاريخية»، وأوضح أنه تم اختيار »النوبة»، ضيف شرف المهرجان هذا العام.