أكد الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربي للمياه ، أنه لا يمكن لدولة واحدة، أن يكّون لها القدرة والسيطرة على مياه أي نهر من الأنهار المتشاطئة ولكن عندما تتعاون الدول المتشاطئة يمكنها تحقيق مصالح الجميع وزيادة حصة كل الأطراف. وقال أبو زيد في كلمته في افتتاح المنتدى العربي الرابع للمياه اليوم إن عدد أحواض الأنهار المشتركة في العالم اكثر من 270 نهرا تشاركه دولتين أو أكثر وكذلك الخزانات الجوفية المشتركة تبلغ نفس العدد . وأضاف أنه في كثير من الأحيان تنساب الأنهار دون اتفاقات مما يجعل المياه سبب للصراعات والاضطرابات. وقال إن التوترات بين الدول المتشاطئة بشأن المياه العابرة للحدود يمكن أن تؤدي لمزيد من التعاون أو الصراع؛ فالانهار يمكن تكون حافزا لأي من الأمرين. وشدد على الحاجة المتزايدة للعمل على تجنب الصراعات، مشيرا إلى أن الصراع والتعاون واقعان موجودان جنبا لجنب مع بعضهما والنظر لهما بفهم أكبر وبصيرة أعمق سوف يخفض حدة التوتر عبر زيادة حصة كل منتفع من الكعكعة إذا زادت الكعكة نفسها، حسب تعبيره. وأستطرد قائلا : نحن بحاجة لبناء الجسور على هذا الكوكب للعمل بأسلوب أكثر فعالية وتطوير ثقافة للسلام لضمان الأمن المائي مشيرا إلى أن التحديات تفرض مسؤولية تاريخية خاصة من يمتلك الامكانيات. وأضاف أن مجابهة تحديات المياه مهمة أساسية من أجل الأجيال القادمة والتنمية المستدامة ولايمكن لدولة واحدة أو منظمة واحدة القيام بذلك. وأشار إلى أن سلسلة المنتديات العربية للمياه أصبحت محفلا يضم أعضاء المجلس العربي للمياه وصناع القرار والخبراء للتداول في مشكلات المياه . وقال : إننا نسلط الضوء اليوم على التحديات المائية وبحث الحلول ووضع آليات التعاون المشترك من أجل تحقيق الأمن المائي وتحقيق تنمية شاملة في ظل الوضع المائي الحالي مع تزايد الجفاف المتكرر والتغيرات المناخية ونزوح السكان والهجرات القسرية. ولفت إلى أن التعاون في المياه بات تعزيزه أمرا حيويا وملحا وكذلك تعزيز الموارد المائية خاصة أن الجزء الأكبر من المياه في العالم العربي هي مياه عابرة للحدود وتنبع من خارج المنطقة العربية.