سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كفيفة تحصل على الماجستير فى «إبداع المكفوفين»: رسالتى تسعى لتغيير نظرة المجتمع إلينا.. والإعاقة جعلتنى أتحدى الظروف الصعبة.. اسرتها: نتمنى تعيينها فى الجامعة.. فيديو
نجلاء: والداى كانا يرددان على مسامعى "سلاح البنت شهادتها" اسرتها: سعداء بوصولها لهذا المستوى الرفيع ونتمنى تعيينها فى الجامعة بعد التحدى لكل الظروف الصعبة المشرف على الرسالة: الباحثة طبقت نظرية التلقي الألمانية لأول مرة على المكفوفين تحدٍ من نوع مختلف لا يقوى الكثير من الرجال الأصحاء عليه، فالشخصية التى قررت التحدى فتاة صعيدية كفيفة تعيش فى منطقة نائية تسمى "خط الجبل" بمركز قفط تبعد عن عاصمة المحافظة بأكثر من 40 كيلو مترًا فى طريق يخشاه الجميع ولا ترغبه المواصلات، حتى أكرمها المولى عز وجل بالحصول على درجة الماجستير فى إبداع المكفوفين بعد معاناة طويلة خلال مراحل التعليم المختلفة. المختلف لدى "نجلاء" ليس تحدي إعاقة البصر فقط، بل كان هناك تحدٍ آخر وهو تحدى بعض العادات الصعيدية التى تقف فى وجه المرأة التى تحاول الحصول على حقوقها التى كفلها لها الشرع والدستور والقانون، أما التحدى الثالث فتمثل فى تحدى الظروف المعيشية الصعبة التى تعيشها مع أسرتها في منطقة نائية، إضافة لمعاناتها فى الوصول إلى مدارسها خلال المراحل التعليمية المختلفة. وتتحدث نجلاء أحمد فرج حامد بكل فخر واعتزاز عن تجربتها قائلة: "والدى يعمل ميكانيكى ورغم ذلك وقف إلى جانبي بكل جهده ولم يبخل على فى يوم من الأيام سواء خلال دراستى العادية أو فى الجامعة وآخرها الماجستير بنفقاته الباهظة والتى لا تتحملها أسرتى البسيطة، أما والدتى التى لا تحمل من المؤهلات العلمية سوى الشهادة الابتدائية، فقد كانت من أهم العوامل المساعدة فى إكمال رسالة الماجستير فقد كانت تقرأ لي الكتب والمراجع وتسهر معى حتى انتهيت من رسالة الماجستير التى حصلت عليها بتقدير ممتاز وكانا دائمًا يرددان على مسامعى" سلاح البنت شهادتها". وعن قصة الإعاقة البصرية التى حدثت لها، تقول "نجلاء": عانيت من آلام فى العين وتوجهت مع والدى للأطباء حتى فقدت بصرى فى السابعة من عمرى بسبب خطأ طبى، لكننى لم أستسلم وتغلبت على الصعوبات التى واجهتني وحصلت على الشهادات المختلفة وكان لأهلي دور كبير فى تقوية عزيمتى وإرادتي وتشجيعي لاستكمال تعليمي حتى تخرجت عام 2012 من كلية الآداب قسم لغة عربية وحصلت على تمهيدى ماجستير عام 2013 ثم سجلت لنيل درجة الماجستير عام 2015 إلى أن حصلت عليها فى هذا الشهر. واستطردت نجلاء قائلة: "بعد تخرجى كان لابد أن أقدم شيئا لفاقدى البصر وأغير من نظرة المجتمع إليهم، فقررت أن يكون عنوان رسالة الماجستير" أثر كف البصر فى المبدع والمتلقى.. دراسة تحليلية نقدية"، مشيرة إلى أن الكفيف يستطيع مواجهة أى عوائق أو مشكلات يتعرض لها، وقادر على إنجاز أى عمل يكلف به والدليل على ذلك النماذج التى ذكرتها فى دراستى منهم "طه حسين-أبوالعلاء المعرى-المغشى-عبدالله ابن العباس بن عبدالمطلب-بشار بن برد-أبوالأسود النهشلى-إدريس بن النابولسى..الخ" وأثبت أن الإعاقة ليست فقد حاسة من حواس الجسم لكنها إعاقة الفكر والإبداع فهناك الكثير من المبدعين فى مختلف المجالات كالأدب وغيره، كما أن فقد البصر كان له أثر إيجابي على شخصيًا فى تحدى الصعوبات. ووقفت معوقات لا حصر لها فى طريق "نجلاء"، من أبرزها الغربة وخاصة فى المرحلة الابتدائية، وعدم تكيفها فى البداية مع البيئة والوضع الجديد، وتعلم طريقة برايل بعد أن كانت تجيد القراءة والكتابة مثل المبصرين، إضافة لصعوبة الانتقال من السكن إلى الكلية وقاعات المحاضرات وهو ما يضطرها للاستعانة بصديقة، ووالدها الذى كان يضطر للتغيب عن عمله لتوصيله إلى الجامعة وضغطه ماديًا لشراء ما تحتاجه من كتب ومراجع، أما التحدى الأكبر فقد كان فى تحضير رسالة الماجستير فقد واجهت صعوبات كثيرة فى توفير المرجع العلمى والسفر للقاهرة لتصوير المراجع المهمة". وتتمنى نجلاء، أن تحصل على وظيفة، لأنها تأمل فى الحصول على درجة الدكتوراه من خارج صعيد مصر حتى تطلع على تقدم الأمم الأخرى، وأن تتغير النظرة النمطية من المجتمع للمكفوفين، كما تأمل من الباحثين أن يتناولوا أدب الإعاقات الأخرى للتعرف على قدراتهم الأدبية. وحول رسالتها التى اختارت لها عنوان غير تقليدى حاولت من خلاله تغيير النظرة النمطية من المجتمع للأكفاء، تقول "نجلاء": تشمل الرسالة 4 فصول "رؤى الأكفاء وإحساس الفقد ونظرية التلقي، الأغراض الشعرية التى كانت لدى الأكفاء، وتضمن الفصل الرابع بعض أعمال مكفوفى البصر بالتحليل والنقد ومنها المعذبون فى الأرض وبعض الأشعار لأبى العلاء المعرى وبشار بن برد وقدرتهم على وصف الأشياء التى لم يروها، وانتهت بتقديم ملخص للرسالة باللغة العربية والإنجليزية". وأضافت "نجلاء": تناولت فى الرسالة أثر كف البصر على فاقدى البصر فى الجوانب النفسية والفنية بشكل خاص وعلى أدبهم بشكل عام وأن لفاقدى البصر مواهب متعددة وقدرات فائقة لم تمنعهم الإعاقة البصرية عن الإبداع، بل كانت سببًا فى إبداعهم، كما أن لكف البصر تأثير سلبى وضح فى رثاء بعض الشعراء لكف البصر ورغم ذلك ترك لنا إنتاج أدبى رائع، وتأثير إيجابي تمثل فى افتخار بعض الشعراء بفقد البصر وأعلنوا تعويضهم عن ذلك بفصاحة اللسان ونور القلب والذكاء". وعن أهم توصيات الرسالة قالت "نجلاء": "تمثلت أهم التوصيات فى، توعية المجتمع بكيفية التعامل مع الكفيف، وعدم النظر إليه نظرة ازدراء أو شفقة أو إحسان، توعية المجتمع بالأسباب المؤدية إلى مختلف الإعاقات وكيفية التعامل معها وطرق الوقاية منها والكشف المبكر عنها إن حدثت، الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة تعليميا وصحيًا وتربويًا، بناء تصور مقترح لدور وسائل الإعلام فى كيفية التعامل مع مشكلات المعاقين وطرق رعايتهم للمعاقين والحد من مشكلة الإعاقة". ومن جانبه يقول أحمد فراج "والد نجلاء": "توفير وتدبير نفقات نجلتى لم يكن سهلا لأنها كانت تحتاج لمعاملة مختلفة عن الآخرين، لكن ربى عوضنى خيرًا بحصولها على الماجستير وأنا سعيد بوصولها لهذا المستوى الرفيع والذى كان سببًا فى سعادة أهلها وأتمنى تعيينها فى الجامعة بعد هذا العناء والتحدى للوصول إلى هذه الدرجة العلمية حتى أتفرغ لتربية وتعليم بقية أبنائى". أما عبده بشارى فاوى "جد نجلاء" فقال: أتمنى أن يكرمها الله عز وجل بالحصول على درجة الدكتوراه وأن تحصل على وظيفة تعينها لاستكمال مشوارها التعليمي وتخفيف المعاناة عن والديها، اللذان لم يبخلا عليها منذ فقد بصرها حتى تكمل تعليمها مثل الأصحاء". ومن جهته أوضح الدكتور محمد أبوالفضل بدران، نائب رئيس جامعة جنوب الوادى والمشرف على الرسالة، أن الجديد فى هذه الرسالة هو تعبير الكفيف عن نظرية التلقي وهى نظرية ألمانية طبقت على المبصرين وتطبق لأول على المكفوفين من خلال هذه الرسالة، كما أكدت هذه الرسالة أن الكفيف يستطيع أن يعبر بصدق عن المكفوفين وربما لا يستطيع غيره أن يعبر عنهم.