علق الدكتور عيسى تركي، عضو مجلس النواب البحريني، على اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته العادية 148 الذي انطلقت أعماله أمس الثلاثاء، قائلا إن مندوب قطر ظهر كمتحدث رسمي باسم إيران وكممثل شرعي لها خلال الاجتماع. وشهد الاجتماع الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة تصريحات نارية من قبل ممثلي الدول الأربعة المكافحة للإرهاب، ضد مندوب قطر سلطان بن سعد المريخي، وزير الدولة للشؤون الخارجية، الذي أثار عاصفة استياء خلال الاجتماع بقوله: «حين سكت أهل الحق عن الباطل، توهم أهل الباطل أنهم على حق، نحن دعاة سلام، نشتغل بصدق ولا نختبئ وراء الستائر، ودول الحصار لم تتجاوب مع جهود الدوحة، وإيران دولة شريفة»، وذلك ردا على الدول المكافحة للإرهاب، مصر والسعودية والبحرين والإمارات، والتي تتهم قطر بدعم الإرهاب والتعاون مع إيران، والتدخل في الشأن الداخلي لأشقائها. «تركي» أكد ل«صدى البلد» أن الموقف القطري في الاجتماع يعكس مدى ابتعاد قطر يومًا بعد يوم عن الحضن الخليجي، مراهنة على تحالفها مع إيران، واستمرارها في سياسة دعم الاٍرهاب بجميع أشكاله، رامية خلف ظهرها أهداف النظام الأساسي لدول مجلس التعاون الهادف إلى التعاون وصولا للوحدة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. وقال النائب الخليجي إن هذا الموقف القطري غير المسؤول يهدف لإفشال الاجتماع بغية تحقيق هدف أكبر يتمثل في إضعاف دور الجامعة العربية ومنظومة مجلس التعاون الخليجي، وإلهاء الرأي العام العالمي عن حقيقة السياسة القطرية وما أحدثته من فوضى في العالم العربي، وإشغال هذه المؤسسات عن دورها في تعزيز الأمن القومي العربي وتكريس وحدة المصير المشترك. وأضاف قائلا إن مثل هذا الموقف القطري العابث تكرر في اجتماع سابق لوزراء الإعلام العرب في شهر يوليو الماضي عندما أثار مندوب قطر فوضى أثناء الاجتماع من أجل ذات الغايات والأهداف، وأردف "إذا عدنا بالذاكرة قليلا للوراء وتحديدًا إلى عام 1990 وأثناء قمة الدوحة لقادة دول مجلس التعاون التي عقدت في ظرف خطير وحساس تمثل في غزو العراق للكويت، افتعلت قطر أزمة كادت أن تفشل الاجتماع بإقحام خلافها الحدودي مع مملكة البحرين، متناسية أن هناك مصلحة عليا وخطرًا محدقًا". وذكر أن الموقف القطري البرجماتي في اجتماع جامعة الدول العربية يبرهن على سياسة قطر المتناقضة وحساباتها الخاطئة ،لافتا إلى أن دفاع قطر عن النظام الإيراني ووصفه ب"الشريف" وتقاربها معه علنا هو خروج عن إجماع دولي اتفقت عليه أكثر من 55 دولة بحضور الولاياتالمتحدةالأمريكيةوقطر في الرياض من أجل محاصرة النفوذ والتمدد الإيراني ومكافحة الإرهاب ووقف تمويله، مؤكدا أن النظام الإيراني الذي ثبت بالدليل القاطع ضلوعه في أحداث البحرين والقطيف والكويت وبتهديده للأمن الداخلي لهذه الدول، وإبقاء المحيط الجيواستراتيجي لدول الخليج في حالة عدم استقرار لخلخلة التوازن الإقليمي. كما أكد في حديثه ل«صدى البلد» أن الموقف القطري يبرهن على أن الدوحة ماضية في استخدام أسلوب المناكفة السياسية واستفزاز شقيقاتها، والابتعاد عن منطق الحكمة وتكييف الوقائع على غير حقيقتها، وتحويل الحالة السياسية في الدوحة من دولة إلى فكر تنظيمات تسعى للإطاحة بالأنظمة. وتساءل "هل تلاقت وتقاطعت المصالح والأهداف القطرية مع الأهداف والمصالح الإيرانية حتى باتت قطر الممثل والمتحدث الرسمي للنظام الايراني؟ أليست طهران متهمة بدعم الاٍرهاب والتدخل في الشأن الداخلي لدول الخايج والعديد من الدول العربية. وهذا ما تفعله الدوحة؟! أليست إيران تحتضن وتأوي عناصر إرهابية مطلوبة من دول عدة، وهذا ما تفعله قطر؟! وبالتالي قد تتجه قطر لتكون شريكا للنظام الإيراني في زعزعته لأمن واستقرار دول مجلس التعاون وفِي دعمه للإرهاب، ما اعتبره هدما للتوازنات الإقليمية في المنطقة.