تعود تفاصيل الواقعة إلى الأربعاء الماضى، عندما ذهبت التلميذتان «علا، ومنى» الطالبتان بالصف الخامس الابتدائى بمدرسة «الحدادين» الابتدائية المشتركة التابعة لإدارة القرنة التعليمية (غرب الأقصر) إلى المدرسة بدون غطاء للرأس، وبمجرد دخول المُدرّسة المنتقبة «إيمان» لإلقاء درس مادة العلوم فى الحصة الخامسة، تبين لها عدم التزام الطالبتين، فأخرجت مقصًا وقامت بقص شعريهما عقابًا لهما على عدم ارتداء الحجاب. (النيابة الإدارية تحقق فى هذه الواقعة). لم أستغرب هذه الفعلة الخرقاء من قِبل هذه المُدرّسة الرعناء، سيبك من النيابة الإدارية، ستحولها لأعمال إدارية، وتعود للفصل وللقص بحكم القضاء، قص الشعر عنوةً من الجنايات، تتهز له سبع حكومات، لا تتعجب، كل هذا العجب يزول إذا اطّلعت على ما قاله وزير التربية والتعليم الإخوانى إبراهيم غنيم: «إن ضرب الطلاب فى المدارس ليس مشكلة...» إذن الوزير أعطى تصريحًا بالضرب، إذا كان الوزير بالضرب موصيًا فشيمة المدرسين الضرب، وشيمة المدرسات قص الشعر. نشنت يا فالح، أول القصيدة كفر، قص الشعر، مدرسة منتقبة تقص شعر زهرات صغيرات، تخيلوا الرعب الذى عاشته الصغيرتان وأمنا الغولة تفترسهما، الغولة كانت ترتدى أسود فى أسود، وعينيها بتطق شرار، تخرج المقص من جيبها العميق فى جلبابها الطويل بقفازين سوداوين، كانت الصغيرات يحجلن، يغنين، قطتى صغيرة، اسمها نميرة، تنقض تمسك بالعصافير الصغيرة من شعورهن، تلوى أعناقهن، يبكين، يصرخن، تقص شعورهن، تضحك ضحكة شريرة من تحت النقاب، تلقى بالخصلات كالوردات فى الأرض، تدهسها بحذائها المتسخ دومًا، تدهس شعورهن بعد شعرهن، تغتال طفولتهن، تغتصب نفوسهن، تكسر أعينهن، صرن مقصوصات الشعر، مكسورات الجناح. تكرههن على الحجاب، «إذا أراد الله بقوم خيرا ولى عليهم حلماء»، تعذب الصغيرات تحت وطأة نقابها، «لست عليهم بمسيطر»، لم ترحم طفولتهن «إنك لا تهدى من أحببت»، يا حول الله، صغيرات يُكرَهن على الحجاب فى سنة خمسة ابتدائى، كيف بالله عليكم لمثل هذه المدرسة المنتقبة أن تتعامل مع قلوب خضراء بهذا السواد، تقص أجنحة العصافير يشقشقن صباحًا، يطرن بطائرات الحلم الورقية نحو قبة السماء الفضية، يتغنين بالضياء، طلع الفجر وذهب الليل؟! مثل هذا السواد (سواد القلب) يُخرِس ألسنة العصافير، وزير التعليم يوصيكم بالضرب غير المبرح، إذن المدرسون يضربون الوجوه، المدرسات يقصصن الشعور، بلا شعور صارت المدارس نهبًا موزعًا بين رغبات سادية ومازوشية (تعليمية)، ليست جنسية كالتى تكلم عنها الوزير من قبل، اليوم قص الشعر، وغدًا يا خوف فؤادى من غدى!.. نقلا عن المصري اليوم