قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن التجارب النووية والصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية تستهدف إحداث انشقاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة.. مشددة على ضرورة أن يقف جيران بيونج يانجوالولاياتالمتحدة بحزم في مواجهة جهود كوريا الشمالية التي تستهدف إحداث الفرقة بينهم. وأشارت المجلة - في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد - إلى أن النظام الكوري الشمالي أجرى هذا العام عددا من التجارب الصاروخية أكبر من التي أجراها تقريبا في عقدين كاملين في ظل حكم الزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونج-إل.. مرجحة أن يكون هذا الجدول الزمني "العنيف" للتجارب النووية والصاروخية - والتي تأتي في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي - هادفا إلى إيصال تهديدات قابلة للتصديق بأن بيونج يانج قد تستهدف الولاياتالمتحدة أو اليابان أو كوريا الشمالية بسلاح نووي. كما رجح التحليل أن هذه التجارب تسعى - بجانب تعزيز القدرات العسكرية الكورية - إلى تحقيق هدف دبلوماسي هو إحداث خلافات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها والصين.. ذاهبا إلى أن نظام كيم يسعى إلى إحداث الفرقة بين جيرانه لانتزاع تنازلات وإفشال العقوبات التي تطاله فضلا عن إبطال الجهود المنسقة بينها للضغط عليه. وأجرت كوريا الشمالية ليلة الماضية سادس تجاربها النووية وأقواها على الإطلاق وذلك بعد أيام قليلة من إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى فوق اليابان وبعد أسابيع قليلة من إطلاق صاروخ أثبت قدرته على حمل رؤوس نووية إلى أراض أمريكية للمرة الأولى. وقالت "فورين بوليسي" إنه بإمكان الولاياتالمتحدة مواجهة تهديدات بيونج يانج وتشجيع الصين على إجبار كوريا الشمالية على العودة إلى محادثات نزع السلاح النووي في حال زادت واشنطن من تعاونها الثلاثي مع اليابانوكوريا الجنوبية. وأوضحت أن قدرة بيونج يانج على إحداث انقسام بين واشنطنوطوكيو تعتمد على قدرة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على طمأنة اليابان ومدى تصرف حكومة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بسرعة فيما يتعلق بالسياسة الأمنية.. مشيرة إلى هناك احتمالا أن يرى اليابانيون أن إدارة ترامب منشغلة بقضايا سياسية كملف العلاقات بين فريق ترامب وروسيا وملف أحداث العنف بين اليمينيين ومناهضيهم في شارلوتسفيل في ظل توجه الإدارة الأمريكية نحو مشاركة الأعباء مع الحلفاء . وأبدى ترامب تباينا في الموقف المعلن من دعمه للحلفاء التقليديين للولايات المتحدة حول العالم، ومن بينهم اليابان، خلال حملته الانتخابية وبعد وصوله إلى البيت الأبيض، ما بين ميل إلى تخفيف التزامات الولاياتالمتحدة نحو حلفائها وطمأنة الحلفاء في وقت لاحق، وهو ما أثار مخاوف لدى طوكيو وحلفاء آخرين حول استمرارية الدعم والحماية الأمريكية. إلا أن "فورين بوليسي" رأت أن فرص نجاح مساعي بيونج يانج لإحداث انقسام بين واشنطنوطوكيو ضعيفة..مشيرة إلى استمرار الدعم والالتزام الأمريكي القوي لليابان، رغم المشكلات الداخلية التي تواجهها الإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى اهتمام آبي بزيادة المساهمات العسكرية والتنسيق مع الولاياتالمتحدة. وفي المقابل، قدّرت المجلة أن الاستفزازات الكورية الشمالية تتمتع بفرص أكبر لتعقيد العلاقات بين سول وطوكيو، نظرا للحساسيات بين الجانبين حيال عدد من القضايا، واحتمالات اختلاف أجندتي البلدين مع استمرار الاستفزازات الكورية خاصة وأن كوريا الجنوبية أكثر ميلا للحوار مع بيونج يانج لحل الأزمة، بينما تميل اليابان بشكل أكبر نحو زيادة الضغط على النظام الكوري الشمالي.