دعا الرئيس السوداني ، عمر البشير، الحركات المتمردة ، للسلام ووقف الحرب والعمل على حل الخلافات بالحوار ، مؤكدًا أن الدعوة للسلام لا تتعارض مع تطوير القدرات العسكرية والمنظومة الدفاعية،لأن السلام الذي لا تحرسه القوة سيكون عرضة للإجهاض والانهيار". وأكد البشير في كلمته خلال اجتماع المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي بالسودان ، والذي عقد اليوم الاثنين بالخرطوم ، حرص الحكومة على السلام وتعزيز استدامة الحوار بين أبناء الوطن ومختلف مكونات المجتمع السياسية، لتحقيق التنمية وتحسين معاش الناس . وقال البشير، إن دعوتنا للسلام الدائم والسعي لتحقيقه لن تمنعنا من السعي لبناء وتطوير القدرات العسكرية والمنظومة الدفاعية ، لأن السلام الذي لا تحرسه القوة سيكون عرضة للإجهاض والانهيار ، مؤكدًا استعداد القوات المسلحة وقوات الدعم السريع و الأجهزة الأمنية كافة لأداء واجبها متى ما طلب منها ذلك. وأشاد بالدور الذي ظلت تقوم به القوات المسلحة السودانية في إعادة الشرعية في اليمن ومناهضة الإرهاب، وقال "إننا ماضون في هذه المشاركة حتى تحقق غاياتها ". وأشار البشير إلى أن الحوار الوطني بشقيه السياسي والمجتمعي أجاب على قضايا ظلت محل خلاف منذ الاستقلال قائلا:- " إن التزمنا جميعًا بما جاء في مخرجات الحوار، سوف نرتقي بمفهوم الانتماء الوطني وعدم المساس بحرماته والعمل على إبراز الصورة المشرقة له داخليًا وخارجيًا " . ونوه البشير إلى إسهام السودان في بناء الخطة العشرية الإفريقية 2023، مشيرًا إلى تصنيف السودان ضمن أفضل خمس دول في التخطيط الاستراتيجي بالقارة، موجهًا الأمانة العامة للتخطيط الاستراتيجي بإعداد تقرير عن موقف تنفيذ الخطة العشرية الإفريقية لاستعراضها في الاجتماع القادم للقادة الأفارقة . ولفت البشير إلى إدماج مخرجات الحوار الوطني في الخطة الاستراتيجية للدولة للفترة 2017 -2020، مبرزا أنه بإجازة الخطة ستكون الوثيقة الحاكمة لمهام حكومة الوفاق الوطني أداة لتقويم وقياس أثر هذا الأداء. وأكد البشير، سعي الحكومة إلى تخفيف حدة غلاء المعيشة، وبناء النهضة الشاملة في البلاد، لافتا إلى أن النجاحات التي تحققت من خلال الخطة الخمسية الثانية هي إحدى ثمرات الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ووجه الرئيس السوداني بضرورة استصحاب الخطة الاستراتيجية الثالثة (2017-2020) لاعتماد منظور التنمية من أجل معاش الناس وفق توجه لمشاريع تنموية تعمل على رفع المستوى المعيشي للمواطن بما يكفل الحد الضروري من المطلوبات الحياتية في السلع والخدمات وجعلها ميسرة لفئات المجتمع. وقال البشير ،إن الخطة الخمسية الثالثة تستهدف تحقيق التوافق الوطني وذلك بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني في شقيه السياسي والمجتمعي، مؤكدا أن النجاحات التي حققها الشعب السوداني من خلال الخطة الخمسية الثانية هي إحدى ثمرات الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته البلاد. وأضاف "لقد تأتى ذلك الاستقرار من خلال الإيفاء باتفاقيتي الشرق والدوحة بسلاسة وعظم مسئولية من الأطراف الموقعة، وما شهدته علاقات البلاد الخارجية من تحول إيجابي نحو قضايا السودان وجهوده التنموية، مما يدفعنا أن نقبل بعزم على الخطة الثالثة في مسيرتنا الاستراتيجية". وأكد الرئيس السوداني، أن الغاية العظمى للخطة الثالثة هي إرساء دعائم السلام في البلاد وتحقيق الأمن القومي وتعزيز استقرارها بجهد تنموي وبناء ما دمرته الحرب، بجانب ترسيخ حكم رشيد ونظام سياسي قائم على ديمقراطية المشاركة وفق قيم العدالة وتكافؤ الفرص بما يفضي إلى شراكة سياسية مسئولة لتحقيق النهضة في البلاد.