لم أدرس في الأزهر ولم يكن لي علاقة مباشرة مع مؤسسته، فلا يربطني به سوى مهنة الكتابة، ولأني مسلم مصري أنتميت له معنويا لأنه يمثل إسلاما وسطيا معتدلا ، ينبذ الإرهاب ويحارب أسباب العنف والتعصب الديني، وبالتالي الدفاع عنه حق واجب على كل مسلم مصري، وكل مسيحي مصري ممن يرفضون التطرف والتعصب شكلا ومضمونا، فما زال الأزهر المرجعية المعتدلة الوحيدة لأغلبية مسلمي مصر، فإن انهار- لا قدر الله- فلن يجد من يهمهم أمر استقرار مصر مرجعية وجهة منظمة ومقدرة من الجميع مثل مؤسسة الأزهر ، ليعودوا إليها عندما ينحل وينفرط عقد الرابط الأزهري بالمجتمع المصري! لأن أفكار المتطرفين والمتعصبين والمتأسلمين السوداء ستتحكم وتسيطر على ضعاف العقول !! وعليه فمن الضروري التأكيد أن الأزهر ليس له علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالإرهاب والإرهابيين، وإن شذ بعض مشايخه وأساتذته أو حتى طلابه بأفكارهم المتشددة والمتعصبة، فالأزهر غير مدان وهو منهم براء كبراءة جوهر الإسلام من جرائم الإرهاب! وكيف للأزهر أن يناصر التطرف أو أن يشجع على التشدد والتعصب والإرهاب! كيف يكون له ذلك وهو الأزهر الذي كان وما زال دائما منارة للإسلام المعتدل، فالوسطية هي جوهر الدين الإسلامي، كيف يحابي المتشددين وهو دائما متهم من قبل السلفيين والإخوان وكل المنتمين إلى تيار الإسلام السياسي (يمين ويسار ) بأنه موال للسلطة وأن مشايخه وعلماءه هم "علماء السلطة" على مدار المراحل المختلفة للتاريخ المصري المواكبة لتاريخ الأزهر، وأنهم مشايخ السبوبة والمصلحة و" الشو الإعلامي " فكيف للأزهر أن يكون حليفا للمتطرفين والمتعصبين وهو وسطي المنهج معتدل الفكر. لذلك كان وما زال من الأفضل للجميع أن ترفعوا سهامكم الموجهة للطعن في الأزهر الشريف، فكلمة الإمام الأكبر شيخ الأزهر تكفي توضيحا وتعقلا، عندما كشف وربما ولأول مرة منه في حديث مباشر، وبكل وضوح أن المستفيد الأول وربما الأخير هم تجار السلاح وتجار الحروب على مستوى العالم! كما أوضح أن كل الأديان بريئة كل البراءة مما ينتهك من حرمات باسمها، فأي دين سماوي لا يحرض على القتل ولم يشرعه بغير الحق. كما أشار فضيلته إلى الجرائم التي ترتكب على مستوى العالم من انتهاك حقوق الإنسان والقتل والتعذيب والتهجير تصدر ممن ينتمون كافة الأديان السماوية وغير السماوية وإلى مختلف المعتقدات والمذاهب والأفكار والطوائف وليس من ينتمي للإسلام فقط ! ، فالإرهاب لا دين له ولا وطن ، الإرهاب صناعة مشتركة شيطانية بشرية. وقد أشاد قداسة بابا الفاتيكان بوسطية واعتدال الأزهر الشريف في زيارته الأخيرة التي تواكبت مع فعاليات مؤتمر السلام العالمي لنبذ التعصب والذي أقيمت فعالياته بالأزهر الشريف على مدار يومين موجها رسالة مشتركة للعالم كله بأن رموز وممثلي الأديان اجتمعوا في رحاب الأزهر وقد أجمعوا على الدعوة إلى السلام بين قادة الأديان ليؤكدوا العمل بهذه الدعوة يدا واحدة من أجل نبذ كل أسباب التعصب والكراهية، وترسيخ ثقافة المودة والمحبة والتراحم والسلام بين الناس أجمعين. ومؤخرا وعلى نفس منهج الأزهر عزل الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر أحمد حسني، عقب اتهام الأخير لإسلام البحيري ب"الردة" ! بعد نشر البحيري آراء أثارت جدلا كبيرا وجاء في بيان للأزهر: "قرر شيخ الأزهر الشريف، عزل أحمد حسني، رئيس جامعة الأزهر، وتكليف محمد المحرصاوي، عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة، بالقيام بأعمال رئيس الجامعة لحين تعيين رئيس للجامعة. وأخيرا منعت وزارة الأوقاف الشيخ سالم عبدالجليل من الخطابة وتم إحالته للتحقيق بعد اتهامه للمسيحية بأنها عقيدة فاسدة ! وعلى إثر تلك القضية المثارة الآن وردا على تفسير سالم عبدالجليل، قال شيخ الأزهر في فيديو مسجل إن آية "لا إكراه في الدين"، هي آية محكمة تماما ولا يمكن أن يكره إنسان على الدخول في الإسلام. وتابع أما آية "إن الدين عند الله الإسلام"، وآية: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ"، يجب أن نعلم أن كلمة الإسلام التي ترد في القرآن تعني الدين الإلهي، فسيدنا إبراهيم عليه السلام بشر بالإسلام، "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك "، وسيدنا نوح قال: "وأمرت أن أكون من المسلمين"، وسيدنا موسى نفس الشيء، حتى سيدنا عيسى عليه السلام" فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"، كل الأنبياء جاءوا بدين الإسلام وقالوا نحن مسلمون لله. فبأي حديث كذب على مشيخة الأزهر به تفترون ! رجاء : الأزهر يحتاج لدعم كل العقلاء والمخلصين للدين والوطن معا ،وليس بحاجة لمن يفتري عليه أو يزايد على مكانته في القلوب تأكيد: وجود الأزهر كمرجعية إسلامية ناضجة واعية ضرورة حتمية للجميع حتى وإن شذ بعض منتسبيه وتشدد وكفر بسلام الإسلام فناصر الإرهابيين.