أصدرت دار "دون" كتاب "أنا متعصب" للكاتب الشاب محمد الغزالي ، وفيه يطرح أشكال التعصب ومنها التعصب للأشخاص وللحزب والوطن، وينتقد المؤلف التعصب الديني في الديانات السماوية الثلاث، ويتطرق الكتاب أيضا للتعصب بمعناه السيكولوجي واللغوي. شرح الكاتب التعصب في الديانة اليهودية حيث شرحها منذ مولد سيدنا موسى عليه السلام وحتى تحريف التوراة ، وقال أحد المفكرين اليهود : "مهمتنا هي سحق الحضارة الإسلامية وإحلال الحضارة العبرية محلها والمهمة شاقة" . ، وقد استطاع اليهود أن يزعموا أمام العالم أنهم هم أصل الديانة السامية وأن العرب لا ينتمون للسامية . واليهود متعصبون لعرقهم وكيف أن دينهم هو الذي يأمرهم بالقتل والسفك باعتبار أن غير اليهود من البشر لا قيمة لهم أو أنهم على أعلى تقدير مخلوقون لخدمتهم ، ولذلك يقتل اليهودى ويسفك الدماء وهو مقتنع أنه يطبق تعاليم دينه - التى حرفها الحاخامات منذ ألاف السنين – و بذلك يدعى اليهود بأن لهم مبررا ليصبحوا متعصبين و قتلة وإرهابيين ولا يجدوا حرج في إعلان ذلك.
ثم يتحدث الكتاب عن الديانة المسيحية منذ ميلاد سيدنا عيسى " عليه السلام" وحتى العصر الحديث و ما مرت به من محاولة اضطهاد من قبل اليهود الذين أنكروا وجودها ووجود سيدنا عيسى فيقول الكاتب "اعترض اليهود على"يسوع", وحرضوا الرومان على صلبه, وتعلن اليهودية الإصلاحية بشكل صارم بان كل يهودى يؤمن بان "يسوع" هو المسيح المخلص هو ليس يهودى ), ثم ما فعله المسيحيون المتعصبون بعد ظهور الدين الإسلامي وتعريض المسلمين للحروب الصليبية وغيرها .
أما فى العصر الحديث و بالرغم من كل النصوص المسيحية التى تدعوا للتسامح و الغفران مع من أخطأ ., إلا أن هناك تعصبا كامنا كما قال الكاتب ( التعصب المكبوت بداخل الجميع لم يستثنى أتباع الديانة المسيحية فالتطرف الموجود بداخل البعض يظهر كممارسات من آن لآخر, ولا يصح أن تقاس أفعال فردية لتعمم على طائفة بأكملها سواء كمسيحيين أو مسلمين ) .
واستكمل المؤلف بالحديث عن الدين الإسلامى, منذ ظهوره ونزول الوحى على سيدنا محمد" عليه الصلاة والسلام" حتى يومنا هذا , واهتم بذكر وجهات نظر الديانات المختلفة فى الإسلام وكيف تغيرت أراؤهم عبر الأزمان, ثم وتحدث عن التعصب الإسلامى الذى بدأ بموت الرسول , فالتاريخ الاسلامى يحتوى على شخصيات كثيرة سفكوا دماء بعضهم البعض و استباحوا المدينةالمنورة وقتلوا الحسين حفيد الرسول و مروا على جسده بالخيول و قطعوا رأسه وبالرغم من أن هذا التعصب لم يكن فى الإسلام نفسه ولكنه ارتكب باسم الإسلام . وفي النهاية يقول المؤلف أن إنكار الآخر محض غباء ، لأنه موجود فعلا، ولابد أن نتعايش ونتحاور وننبذ التعصب .