شهدت مصر فى الاونة الأخيرة حالات كثيرة من التعصب , فمنا من هو متعصب لرأيه و منا من هو متعصب لحزبه ومنا من هو متعصب لدينه ومنا من هو متعصب لشخص ما و منا من هو متعصب لوطنه _متعصب لمصر_. و استطاع "محمد الغزالى" الكاتب الشاب أن يجسد التعصب فى كتابه ( أنا متعصب" وهو كاتب شاب مصرى الجنسية ,و من اعماله: (ساديزم) وهى مجموعة قصصية وجاء كتابه (انا متعصب) ليس مجرد شرح مفصل للتعصب واسبابه بل جاء ناقدا للتعصب الدينى فى الاديان السماوية الثلاث, فقد صدر الكتاب عن" دار دون للنشر و التوزيع" لعام 2011 وهو كتاب ذو غلاف بسيط يصور جسد انسان ولكن مكان الراس يوجد حجر صلب وتغلب على خلفية الغلاف اللون الاحمر وهو لون الدم والون الرمادى لون الحجارة , ويقع الكتاب فى (151) صفحة , استطاع فيهم الكاتب ان يشرح التعصب من وجه نظر مفكريين كثر , و يشرح كلمة التعصب بمعناها اللغوى و السيكولوجى. ثم اهتم بالحديث عن التعصب الدينى منتقدا التعصب فى الاديان السماوية الثلاث , بدأ من الديانة اليهودية حيث شرحها منذ مولد سيدنا موسى "عليه السلام" وحتى تحريف التوراه , مرورا بالتعصب اليهودى , فقد ذكر عبارة لأحد المفكريين اليهود قائلا "مهمتنا هى سحق الحضارة الأسلامية واحلال الحضارة العبرية محلها والمهمة شاقة". شارحا كيف استطاع اليهود ان يزعموا امام العالم انهم هم أصل السامية وأن العرب لا ينتمون للسامية بأى شكل او صلة . وتحدث عن تعصب اليهود لعرقهم وكيف ان دينهم هو الذى يأمرهم بالقتل والسفك بأعتبارهم أن غير اليهود من البشر لا قيمة لهم او على اعلى تقدير هم مخلوقون لخدمتهم, ولذلك يقتل اليهودى ويسفك الدماء وهو مقتنع انه يطبق تعاليم دينه - التى حرفها الحاخامات منذ ألاف السنين – و بذلك يدعى اليهود بأن لهم مبرر ليصبحوا متعصبين و قتلة وارهابيين ولا يجدوا حرج فى إعلان ذلك . ثم لبث فى التحدث عن الديانة المسيحية , فقد تحدث عن المسيحية منذ ميلاد سيدنا عيسى " عليه السلام" وحتى العصر الحديث و ما مرت به المسيحية من محاولة اضطهاد من قبل اليهود الذين انكروا وجودها ووجود سيدنا عيسى فيقول الكاتب (اعترض اليهود على"يسوع" ورفضوا إعداءه بأنه المسيح المنتظر , وحرضوا الرومان على صلبه, وتعلن اليهودية الاصلاحية بشكل صارم بان كل يهودى يؤمن بان "يسوع" هو المسيح المخلص هو ليس يهودى ), مرورا بما فعله المسيحيين بعد ظهور الدين الاسلامى و ماتعرض له المسلمون من اضطهاد فى الحروب الصليبية حيث كان الاساس الفكرى للحروب الصليبية هو عداء الاخر سواء كان مسلم او مسيحى شرقى او يهودى. أما فى العصر الحديث و بالرغم من كل النصوص المسيحية التى تدعوا للتسامح و الغفران مع من أخطأ ., إلا ان هناك تعصب كامن كما قال الكاتب ( التعصب المكبوت بداخل الجميع لم يستثنى اتباع الديان المسيحية و فالتطرف الموجود بداخل البعض يظهر كممارسات من أن لأخر,ولا يصح ان تقاس أفعال فردية لتعمم على طائفة بأكملها سواء كمسحيين او مسلمين ) . واستكمل بالحديث عن الدين الإسلامى, منذ ظهوره ونزول الوحى على سيدنا محمد" عليه الصلاة والسلام" حتى يومنا هذا , واهتم بذكر وجهات نظر الأديان المختلفة فى الاسلام وكيف تغيرت أرائهم عبر الأزمان والعصور, ثم تحدث عن التعصب السلامى الذى بدأ بموت الرسول , فالتاريخ الاسلامى يحتوى على شخصيات كثيرة سفكوا دماء بعضهم البعض و استباحوا المدينةالمنورة وقتلو الحسين حفيد الرسول و مروا على جسده بالخيول و قطعوا رأسه وبالرغم من ان هذا التعصب لم يكن فى الاسلام نفسه ولكنه ارتكب باسم الاسلام و يقول الكاتب "يعتقد أغلبية المسلمين أنهم يحملون مفاتيح الجنة وان مجرد الشهادة بوحدانية الله و برساله نبيه تمنحهم الجنة وتمنعها عن من سواهم" وبدأ بعد ذلك فى الحديث عن التعصب المصرى الذى امتد لما هو ابعد من الدين فقد شمل الرياضة ومحافظة الميلاد فمثلا منا من ولد اهلاويا ومنا من ولد زملكاويا , ومنا من ولد صعيديا ومن من ولد قاهريا وانهى الكاتب حديثه بدعوة , طالبا من القارىء ان يتصارح مع نفسه حيث يقول "ان فى كل جانب هناك من يكره الجانب الأخر , ولا يفرق هل هو مسلم صحيح , او مسيحى صالح , او ملحد متنور, لايهم , علينا ان نعلم لن هؤلاء موجودون وإنكارهم محض الغباء" ويعد هذا الكتاب مادة خصبة لمعرفة التاريخ الدينى لكل الاديان السماويةو لمواجهة النفس بما تحمله من أشياء كامنة ننكر وجودها فى العلن. فكل من يقرأ هذا الكتاب سوف يدرك ان التعصب موجود داخل النفس البشرية ولكننا يجب ان نتعلم التسامح و الرجوع للحق.