صدر حديثا كتاب آنا متعصب للكاتب محمد الغزالي عن دار دون للنشر, يقع الكتاب في150 صفحة من القطع المتوسط, يبرز من خلالها الكاتب أسباب التعصب مؤكدا ان الأمر يتعلق بالميلاد, لا بالتدين, وأن الإنسان يصير متعصبا لأي رأي مضاد له فقط لأنه مختلف ولأنه سمح لنفسه أن يصبح آخر. ويقول الكاتب إننا حين ندافع عن أوطاننا أو أدياننا أو أفكارنا بشراسة, فنحن ندافع عن أنفسنا. لعبة أخري من ألعاب النفس البشرية التي لاتنتهي. لماذا تصر طيلة الوقت علي الدفاع إلا ان كنت تتوقع هجوما أو تخشاه؟ لأنك تسقط كل مافي داخلك علي مبادئ أعلي, علي قيم ومثل. فيصير الأمر تدريجيا من الدفاع عن نفسك في الأساس إلي الدفاع عن كلمات لاتدرك حتي أنت معانيها كاملة, اعترافك أو فهمك لذلك المتعصب داخلك سيجعلك تتلافي الكثير مما قد يفعله وأنت لاتدري عنه شيئا. وينطلق الكتاب لعرض التعصب في الأديان الثلاثة في اليهودية يقول الكاتب المشكلة أن الحديث عن الهيود دائما محير, محير لأنه يندر أن تجد أمة عبر التاريخ تتصرف بتاريخ وفكر لا ينكر أو يخجل من التصريح بأنه عنصري, ومتطرف وقاتل, ويؤمن بأن الرب يباركه في كل خطواته ومذابحه وسفكه للدماء, وبأن الرب نفسه اصطفي أبناءه ليدخلوا الجنة دون غيرهم وبأن باقي الأمم خلقت لجعل الحياة أفضل فحسب وهو المنهج نفسه الذي ينتهجه بعض المتأسلمين الجدد. فجذور العنف والتعصب اليهودي لاتبدأ بقيام دولة إسرائيل, بل من بداية التاريخ اليهودي, كما هو مسطر في أسفار العهد القديم المقدس. والتعصب في المسيحية يقول عنه الكاتب علي الرغم من التسامح الواضح والصريح الوارد في بعض تعاليم السيد المسيح إلا أن هذا لم يمنع التعصب من أن يتسلل بداخل المسيحية وتفاسير الأنجيل العهد الجديد, كما أن الاسلام بحسب المؤلف لم يسلم من حمي التعصب والقراءات الخاطئة.