الأخت الفاضلة هالة كمال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجعلك الله سبحانه وتعالى في أعلى عليين، في الفردوس الأعلى مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم رغماً عن أنف الظلاميين. استمتعت بقراءة مقالك المنير " المرأة وردّة دستور الإخوا-سلفيين "وحمدت الله سبحانه وتعالى أن خلق لآدم ونسله المرأة، وهو يعلم سبحانه وتعالى أن سيكون منها أمثالك، ليكن شقائق الرجال، وكمال المودة، وهناء السكن، وهدوء العصب، وطمأنينة القلب، وشريك العبادة وخلافة الله في الأرض وعمارة الكون. فهنيئا لنا نحن الرجال بكن أيتها القوارير، أحباء الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وسلم وموضع ما اختص مم اختص من وصايا في حجة الوداع، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. المولى سبحانه وتعالى خلق كل شيء أزواجا، لحكمته سبحانه، حتى الكهرباء فهي وليدة السالب والموجب، ولا فضل لسالب على موجب ولا لموجب على سالب. وقس على ذلك، فلا فضل لذكر على أنثى، ولا لأنثى على ذكر إلا بالتقوى، فلماذا هذه النظرة الدونية للمرأة في شرقنا العربي وخاصة في بقاعه المتخلفة؟ فعلا، لا يسعني إلا أن أعلق على المادة 36 من الدستور المشبوه في مقالك المنير إلا بأن هذا المادة عار، عار، عار على من كتبها أو فكر فيها أو من سيقبلها، فالأمر يتعلق بمفهوم الولاية، ولا يحق للسلفيين أو الإخوانيين في معاركهم السياسية أن يفرضوا مفهومه على المسلمين، ثم هل تمنع المرأة في الحركة بالطريق العام إلا بمحرم حتى في السعودية؟، ثم كيف لا يسمح لطبيبة أن تنقذ رجلا من الوفاة في حادثة مثلا لأنها امرأة وهو رجل؟ ثم فصل المرأة عن الرجل في العمل، أليس هذا تقطيعا للنظم الإدارية كما هو تقطيع للجسد الحي؟ والله إنه لفكر الظلام حقا .... وعار على مصر الحبيبة أن يكون في أحضانها من يتدنى بفكره إلى هذا الحد. إن هذا الفكر ضرر لنا، ولا بد أن ندفعه عنا لأن أساس الشريعة "لا ضرر ولا ضرار". أردت فقط إلى أن أشير إلى أن السلفيين، مقلدوا الثقافة البدوية شكلا وجوهرا، هم الأقرب إلى هذا الفكر، وربما يكونوا هم بجهابذته في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور البائس، والذي لا أظن أبدا أن يسمح رئيس هذه الجمعية "المستشار الغرياني" رغم عصبيته الظاهرة أخيرا، بأن ينتهي إلى دستور به مثل هذه المادة ليعرض على المصريين، وإلا سيكون الأمر فضيحة له قبل أن يكون لأعضاء الجمعية. أما الإخوان فلا يهمهم لا دين ولا قيم عليا ولا وطنية ولا مصر ولا العروبة ولا القومية ولا أمريكا ولا إسرائيل. لقد أثبت سلوكهم في المرحلة الانتقالية البائسة للثورة الحبيبة وتعاملهم مع المجلس العسكري، من ناحية، والثوار من ناحية أخرى، علاوة على تاريخهم مع الملك وعبد الناصر ومن خلفه من عسكر على أنهم جماعة من البشر المبرمجين المكبلين في تنظيم حديدي جوهره تقديس المرشد والمجلس والأمر والائتمار والسمع والطاعة لمجرد الانتماء للجماعة والفخر الجماعي للانتماء إليها والوهم بالسعي نحو السيادة السياسية وتحقيق الدولة الثيوقراطية والخلافة وأستاذية العالم، كل ذلك في ظل الاستمتاع بالنعم والمكاسب التي تأتيهم من سادتهم من المستغلين لهم عوضا عن "الجزية" المفروضة عليهم والتي يسمونها تبرعات الأعضاء. عندما يجتمع هذان الطرفان، السلفيون والإخوان، فإنهما يحكمان القبضة على فقراء الشعب وبسطائه الذين حرموا من الإرادة والاجتهاد الفردي والمسئولية الفردية أمام الله سبحانه وتعالى وآمنوا بالمقولة الزائفة "علقها في رقبة عالم، وانفذ بجلدك". ولذلك فأشكرك سيدتي الفاضلة على إعلامك وتنويرك لعباد الله رجالا ونساءً ولنفسي شخصيا، وأضع المسئولية أمام كل صاحب فكر أو قلم أن يجاهد من أجل إجلاء هذا الفكر الظلامي عن مصر الحبيبة والسير في ظل منهج الله وسنة الحبيب الواضحين البسيطين اللذين لم يتعرضا لمثل هذه التفاصيل الدقيقة التي تدخل في نطاق "أنتم أعلم بشئون دنياكم"، ومن ثم فهي ليست أبدا محل دستور عام يعلو فوق المراحل الزمنية وفوق القوانين واللوائح والتقاليد والأعراف. اللهم الطف بمصر والمصريين ولا تجعلنا فريسة للظالمين، الداخليين منهم والخارجيين.