قال جمال نكروما، نجل الزعيم الراحل كوامي نكروما، أول رئيس لغانا ومحررها من الاستعمار البريطاني، إن "مصر بلد جميل وأعشقه كثيرا، خاصة أن أمي مصرية مسيحية". وأضاف نكروما، خلال حواره ل"صدى البلد"، أن مصر هي البلد الوحيد الذي كان يخلو من سلوك معاكسة السيدات أو إيذائهن في الشوارع وتجريحهن بالألفاظ الخادشة للحياء، فقد كانت هذا الصفة سمة تتميز بها مصر عن بقية دول وبلدان العالم. وأكمل قائلا: "كانت المرأة المصرية تسير في شوارع المدن والقرى ولا يجرؤ أحد على معاكستها أو التصدى لطريقها بالفعل أو القول أو حتى النظر"، مشيرا إلى أن الوضع اختلف كثرا وتغير للأسوأ بسبب البعد عن العادات والتقاليد الصحيحة التي تحافظ على استقرار المجتمع. وتابع: "أعشق مصر وإثيوبيا، وأحب كوكب اليابان لما يحرزه هذا البلد المختلف المحب دائما للتطوير من تقدم، وما يتصف به من دقة في النظام والنظافة والتحديث وحل الأزمات بصورة فورية وسريعة لا يشعر بها المواطن". جدير بالذكر أن نكروما كان أول رئيس لغانا بعد استقلالها من الاحتلال البريطاني عام 1960 وحتى 66، وكان أول رئيس وزراء لغانا أيضا عام 57 وحتى 60، وأبرز دعاة الوحدة الأفريقية وواحدا من مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية قبل إسدال الستار عنها في 2002. ولد عام 1909 وتخرج في دار المعلمين في أكرا، وعمل أستاذا إلى أن التحق عام 1935 بجامعة لينكولن بأمريكا، كما عمل بمدرسة الاقتصاد في لندن هام 1945. وفي 1947، عاد إلى غانا وأصبح أمين عام مؤتمر شاطئ الذهب الموحد، وبدأ بالنضال لأجل استقلال غانا من الاحتلال البريطاني، فترك المؤتمر وأسس صحيفة "أخبار المساء" لتنشر أخباره. وفي عام 49، أسس حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد، وفي أوائل 1950 اعتقل نكروما مجددا بعد سلسلة من الإضرابات وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفاز حزبه بالانتخابات البلدية والعامة في الانتخابات، وفاز وهو بالسجن بدائرة أكرا وبأكثرية كاسحة، فأطلق سراحه وتولى رئاسة الوزراء 1952. وفي 1957، أسس نكروما حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد، وتوفي نكروما في رومانيا 1972 فأعلنت السلطات الغانية الحداد الرسمي، وبعد أن كان قد دفن في غينيا أعيد جثمانه إلى غانا، حيث شيع رسميا. وله مؤلفات عديدة منها "أتكلم عن الحرية"، "يجب أن تتحد أفريقيا"، "الاستعمار الجديد" وكذلك نشر سيرته الذاتية بعنوان "غانا".