حظيت القارة السمراء بالعديد من الزعماء الأفريقيين الذين ناضلوا ضد الاستعمار البريطاني وتفشيه شمالًا وجنوبًا، حتى حصلوا على استقلال بلادهم وعملوا على إحداث نهضة حقيقية تنسي الشعوب السمراء استعباد البيض وسرقتهم لخيرات قارتهم السوداء، ومن هؤلاء الزعماء كوامي نكروما أول رئيس لدولة «ساحل الذهب» أو غانا بعد حصولها على الاستقلال. نكروما من مواليد عام 1909 وتلقى تعليمه الجامعي بجامعة لينكولن الأمريكية، وحينما عاد إلى بلاده انضم إلى التنظيمات الطلابية المنادية بالاستقلال وسافر خلال ذلك إلى العديد من الدول الأفريقية والغربية ومنها بريطانيا، حتى عاد عام 1947 بقوة حشد سياسية هائلة أدخلته المعتقل لفترة طويلة. ثم أسس الزعيم الأفريقي بعد خروجه «حزب المؤتمر الشعبي» عام 1948 واستطاع الفوز بالانتخابات التشريعية بعد ذلك بعامين، رغم وجوده في السجن تلك الفترة، وفي عام 1952 تولى رئاسة الوزراء وواصل كفاحه حتى الاستقلال عام 1957. ومنذ ذلك التاريخ أصبح نكروما أول رئيس لغانا عقب الاستقلال عن بريطانيا، وبدء رحلته للإعمار والتنمية وقاد مشروعًا ضخمًا لإقامة «الوحدة الأفريقية»، ومن أجل ذلك وافق على ترشيح الرئيس المصري جمال عبدالناصر لعروس المستقبل، وبالفعل تزوج من سيدة مصرية تُدعى فتحية، نالت شعبية كبيرة في غانا حتى بعد الانقلاب على زوجها عام 1966. النهضة التي حققها الرئيس الغاني أثارت استياء القادة العسكريين، مما دفعهم إلى محاولة اغتياله عدة مرات، ولكنهم لم يفلحوا، حتى انتهزوا فرصة وجود نكروما في زيارة رسمية لفيتنام وأسقطوا نظامه واستولوا على الحكم، ولجأ وقتها الرئيس المخلوع إلى صديقه الرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، الذي رحب به وجعله شريكًا «شرفيًا» للرئاسة. ولم يستسلم نكروما للانقلاب ودعا الشعب الغاني إلى مقاومة العسكريين، الذين قادوا البلاد إلى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، حتى ازدادت الرغبة الشعبية في عودته مجددًا إلى الحُكم ولكن المرض قد تمكن منه وتدهورت صحته سريعًا، حتى فارق الحياة عام 1972، ودفن في غينيا ثم نُقل جثمانه إلى مسقط رأسه في العاصمة الغانية أكرا.