شاع عند كثير من المسلمين أن حادثة الإسراء والمعراج كانت في السابع والعشرين من شهر رجب، وهذا خطأٌ كبير، لأنه لم يرد حديث نبوي صحيح، ولا يُقوِّيه أثرٌ عن أحدٍ من أهل القرون المفضلة الأولى وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم، ولا اتفق عليه أهل التأريخ والسير، ولا ذهب إليه أكثرهم. واختلف المؤرخون وكتاب السِّيَر: في السنة التي كان فيها حادث الإسراء والمعراج على أقوالٍ متعدِّدة، فمنهم من قال: "أنه وقع قبل الهجرة بسنة". ومنهم من قال: "أنه وقع قبل الهجرة بخمس سنين"، ومنهم من قال: "أنه وقع قبل الهجرة بشهر". ووقع اختلاف أيضًا على الشهر الذي كان فيه الإسراء والمعراج.. هل كان في رجب؟ أم كان في ربيع الأول؟ أم كان في ذي القعدة؟ واختلفت أقوال العلماء اختلافًا شديدًا في تحديد تاريخ الإسراء والمعراج، فقال المباركفوري في (الرحيق المختوم): "وقع حادث الإسراء والمعراج، واختُلف في تعيين زمنه على أقوال شتى: فقيل: كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة، واختاره الطبري، وقيل: كان بعد المبعث بخمس سنين، رجَّح ذلك النووي والقرطبي، وقيل: كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة. 4- وقيل: قبل الهجرة بستة عشر شهرًا، أي في رمضان سنة 12 من النبوة، وقيل: قبل الهجرة بسنة وشهرين، أي في المحرم سنة 13 من النبوة، وقيل: قبل الهجرة بسنة، أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة. وَرُدَّتِ الأقوالُ الثلاثة الأول بأن خديجة -رضي الله عنها- توفِّيت في رمضان سنة عشر من النبوة، وكانت وفاتها قبل أن تفرض الصلوات الخمس، ولا خلاف أن فرض الصلوات الخمس كان ليلة الإسراء. وقال المؤرخ أبو شامة المقدسي: "وذكر بعض القصاص أن الإسراء كان في رجب، وذلك عند أهل التعديل والجرح عين الكذب". وأكد الدكتور سعيد عامر، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، أن المشهور بين العلماء أن المسلمين يحتفلون بالإسراء والمعراج ليلة 27 من شهر رجب.