قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن العلماء اختلفوا على قولين، في حقيقة وجود أنبياء من النساء، مشيرًا إلى أن جمهور العلماء رأى أن جميع الرسل والأنبياء كانوا من الرجال. وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن أصحاب القول الأول رأوا أن الله تعالى لم يبعث رسولًا من النساء، واستدلوا على ذلك، بصيغة الحصر التي وردت في قوله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم» الأنبياء/ 7. وأشار إلى أنه ذهب أصحاب القول الثاني وهم أبو الحسن الأشعري والقرطبي وابن حزم إلى وجود نبيَّات من النساء، ومنهن مريم بنت عمران، وحواء، وأم موسى، واستدلوا بأن القرآن أخبر بأن الله تعالى أوحى إلى بعض النساء، فمن ذلك أنه أوحى إلى أمّ موسى: «وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ أُمّ مُوسَىَ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيَ إِنّا رَآدّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ» (سورة القصص: 7). وتابع: واستدل أصحاب الرأي الثاني أيضًا بأن الله تعالى أرسل جبريل إلى مريم -عليهما السلام- فخاطبها: «فَأَرْسَلْنَآ إِلَيْهَآ رُوحَنَا فَتَمَثّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنّيَ أَعُوذُ بِالرّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنّمَآ أَنَاْ رَسُولُ رَبّكِ لِأهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا» (سورة مريم : 17-19) وخاطبتها الملائكة قائلة: «يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ» (سورة آل عمران: 42-43). واستطرد: واستدلوا أيضًا باصطفاء الله تعالى لمريم -عليها السلام- على العالمين، كما في قوله تعالى: «وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ» (سورة آل عمران: 42) وبقوله صلى الله عليه وسلم: «كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون» رواه البخاري (3769)، ومسلم (2431). من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، فقالوا: الذي يبلغ مرتبة الكمال هم الأنبياء.