اختفلت آراء علماء الدين حول قصر الله سبحانه وتعالى الرسالة والنبوة على الرجال بالدعوة وحرمان المرأة من ذلك فمنهم من قال إن هناك نبيات من النساء وهناك من نفى ذلك مؤكدًا أنه لا يجوز أن تكون المرأة نبية أو من الرسل، إلا أن بعض علماء الدين منهم من قال إن السيدة مريم، وأم موسى نبيتان ونزل عليهما الوحى، لكن آخرين نفوا ذلك واعتبروهما من الصالحات فقط. وقال الله تعالى: «وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم من أهل القرى» يوسف: 109»، فالبعض أوضح أن الله تعالى جعل الأنبياء من الرجال لأنهم أقدر على تحمل مشاق الدعوة إلى الله، وأكثر صبرًا على تحمل الأذى فيها، ولأن النساء مأمورات بالقرار فى البيوت، والبعد عن الاختلاط بالرجال، ومهمة النبوة تتطلب عكس هذه الأمور، مشيرين إلى أن جنس الرجال أفضل من جنس النساء، كما قال تعالى: «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض» «النساء: 34»، وقال جل وعلا: «ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شىء عليمًا» «النساء: 32»، ولكن لا يمنع هذا أن يكون فى النساء من هو أفضل من كثير من الرجال، إضافة إلى أن المرأة جعل الله تعالى من خصوصياتها أنها تحمل وتلد وترضع وتربى، ومن المستحيل أن تقوم بأعباء النبوة مع هذه الأمور وقال تعالى «الله أعلم حيث يجعل رسالته «الأنعام: 124». والبعض قال إن للنبوة شروطاً، منها خلوة النبى بالمدعو الذى يدعوه سرًا ومنفردًا ويدعو جهارًا الجماعة من أمته، وهذا مما قد يسبب المشاكل والطعن فى النساء بسهولة، وقد يؤذى النبى وقد يضطهد ويهاجر، وهذا مما لا تطيقه المرأة ولا تتحمله لأن طبيعتها تسكن إلى الاستقرار، ولابد من توافر القوة البدنية واللسانية والقلبية فى النبى لمواجهة الخصوم والمكذبين، وجدالهم وقد يسمع النبى ما لا تطيقه الجبال لكن من قالوا إن هناك أنبياء سيدات، استندوا إلى قوله تعالى «وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فالقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى»، وقوله تعالى «فاتخذت من دونهم حجابًا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا»، فهذا دليل على أن أم موسى ومريم بنت عمران من الأنبياء وليستا من الرسل. وفى إطار الجدل حول نبوة النساء من عدمه يقول الدكتور يحيى إسماعيل أمين عام جبهة علماء الأزهر وأستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن هناك أنبياء سيدات، وذلك فى قوله تعالى «أوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى»، وقوله تعالى «فاتخذت من دونهم حجابًا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويًا»، فهذا دليل على أن أم موسى ومريم ابنة عمران من الأنبياء وليستا من الرسل، وقوله تعالى «واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيًا». وأضاف أستاذ الحديث بالأزهر، أن الرسول مكلف برسالة، وهناك فرق بين الأنبياء والرسل، فالرسول مكلف برسالة من خلالها يتنقل ويحاجج ويجاهد ويقود الجيش، مشيرًا إلى أن الرسول من شروطه أن يكون ذكراً، ورسالته قيادة وعبء ورسالة وقيادة جيوش، الاختلاف فى المهام فريضة كونية والإسلام ليس متحيزاً للرجل أو للمرأة لافتًا إلى أن الإسلام أعطى للمرأة حقوقها وهى بذلك نبية. محمد رجب أبوتليج أمين عام رابطة الصحوة الأزهرية والحاصل على المركز الأول فى أبحاث المجلس الأعلى للشئون الإسلامى، قال إن هذه القضية اختلف فيها العلماء، حيث ذهب الكثير من العلماء إلى أن الله تعالى قد جعل نبيات منهن مريم ابنة عمران، وأم موسى عليه السلام، ومن أشهر من قال هذا الحديث أبوالحسن الأشعرى واستدل عليه بخطب الملائكة لمريم عليها السلام، حيث قال الله تعالى: «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين»، وقوله تعالى «فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا، وقوله «وأوحينا إلى أم موسى»، ولكن هناك من رد عليهم مخالفة لهذا القول أن هذا غير ملزم لأن وليس كل من خاطبته الملائكة نبياً. ويضيف أمين عام رابطة الصحوة الأزهرية: هناك من قالوا إنه يجوز أن تكون المرأة نبية ولا تكون رسولاً، وآخر استدل بتصريح المولى عز وجل فى حق مريم ووصفها بالصديقة فقال: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام»، والراجح أنه لم تكن هناك نبيات، وكل ما جاء بلفظ أوحينا مؤول بالرؤيا فى المنام أو الإلهام، وسماع خطب الملائكة ورؤيتهم فى صورة بشر غير ممتنع عقلاً ولا شرعًا، فهو جائز فى حق الصديقين والأولياء، وقد صرح الله تعالى فى حق مريم بمقام الصديقة، وهى أعظم درجات الولاية لله تعالى التى يصل إليها العبد، وبهذا عدل كفله الله تعالى للمرأة ولم يهضم حقها، وإن كانت المرأة قد منعت أن تكون نبيًا فما ذلك إلا رحمة بها ومراعاة لخصوصيتها وطبيعتها، ذلك لأن النبوة مقام يحتاج إلى جهود قد تكون أعلى من طاقة النساء وتحتاج إلى خصائص قد لا تتوافر عند النساء. وأوضح أن الدعوة قد تكون سرًا وجهارًا مما قد يؤدى بخلوة النبى بالمدعو يدعوه سرًا منفردًا ويدعو جهارًا الجماعة من أمته، وهذا مما قد يسبب المشاكل والطعن فى النساء بسهولة، وقد يؤذى النبى وقد يضطهد ويهاجر، وهذه سنة الله فى أنبيائه ورسله، وهذا مما تطيقه المرأة ولا تتحمله لأن طبيعتها تسكن إلى الاستقرار، ولابد من توافر القوة البدنية واللسانية والقلبية فى النبى لمواجهة الخصوم والمكذبين وجدالهم وقد يسمع النبى ما لا تطيقه الجبال ويصبر والمرأة سريعة العبرة وقريبة الضيق بما يؤذى مشاعرها ورهافة إحساسها. وقال إن قيادة الجيوش والحروب قد كانت من سنن الأنبياء، مشيرًا إلى أن ما يتشدق به دعاة المذاهب الفكرية الحديثة سواء الفكر الغربى، حيث يظهرون أنه لا عدالة فى حقوق المرأة، ومن أعجب العجب أنهم يحملون الإسلام وزر كل هذا مع أنه لا يعرف دين سماوى أعطى المرأة حقوقها أكثر من الإسلام، فالقرآن الكريم فيه سورة كاملة سميت بسورة النساء، وذكر الله تعالى فيها بروتوكول التعامل مع المرأة وحفظ حقوقها المعنوية والمادية، وسورة الطلاق، وسورة النور، وغيرها من سور القرآن وآياته، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم»، بل وكانت آخر وصاياه الوصية بالنساء وهو على فراش الانتقال إلى الرفيق الأعلى، فقال: «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم». ومضى يقول: هاهم اليهود يحرمون نساءهم إذا جاء الحيض أو النفاس لهن فلا يجالسوهن ولا يمسوهن حتى ولو بالمصافحة ولا يؤاكلوهن ولا يشربون من إناء شربن منه، ولا يأكلون من طعام وضعن أيديهن فيه، وأما اليوم فيرون حقهن فى العرى والتبرج والتحرر من القيم والأخلاق، مما يجعل المرأة سلعة رخيصة، تباع وتشترى ويتجرأ عليها بسبب ما هى فيه، ويحاربون الحشمة فى الإسلام والحجاب بحجة أنه يؤدى إلى تخلف عقلى، فهناك كثير من العلمانيين اليوم يهاجمون التراث والعلماء القدامى بحجة أنهم لم ينصفوا المرأة فى حين أن الواقع التاريخى يكذبهم، فها هو العلامة شيخ شيوخنا الإمام ابن الجوزى رحمه الله يفرد تصنيفًا خاصًا بالمرأة يسميه فقه النساء، وها هو سفيان الثورى رحمه الله كان يوقر ويحترم السيدة رابعة العدوية، ويجلس فى مجلس وعظها وهناك كثير من الفاضلات من شيخات العلم اللاتى روى عنهن المحدثون فى أسانيدهم ومروياتهم وللبخارى شيخات روى عنهن مما يدل على احترام علماء السلف للمرأة. الداعية الإسلامى جمعة محمد على خطيب التحرير قال إن هناك آية كريمة تقول «وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم» موضحًا أن الله سبحانه وتعالى لم يرسل رسولاً نبيًا أو امرأة، لعدة أسباب منها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة خلقت من ضلع أعوج وأن هذا دليل على أن المرأج عندها أعوجاج فى القدرات. وأضاف الشيخ جمعة، أن الله سبحانه وتعالى جعل المرأة تأتيها الحيض وفى هذه الحالة ترفع عنها الصلاة متسائلاً، كيف لنبى مرسل يدعو الناس وهو لا يصلى، وكذلك الله سبحانه وتعالى قال «منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك»، وأن الأنبياء كلهم خمسة وعشرون نبيا، والذين يذكر أسماؤهم هم ثمانية عشر نبيًا فى القرآن، وهناك من قال أن الأنبياء ستمائة نبى أو أكثر، كما أن الحكمة من عدم إرسال المرأة رسولاً هو أن شهادة الرجل بامرأتين، كما قال فى كتابه العزيز «الرجال قوامون على النساء»، مشيرًا إلى أن القوامة للرجل، كل ذلك يمنع أن تتصدر المرأة المشهد. ويوضح أن الرسول يجب أن يكون رجلاً حتى يتحمل المشقة، كما أن الرسول يرسل ويوحى إليه، لكن قول أن المرأة نبى ضعيف، والآية التى تقول «فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرًا سويًا»، ليس معناه أن السيدة مريم أصبحت نبية ولكنها معجزات تعطى للصالحين، كما أنه لم يرد فى القرآن والسنة أن هناك نبية امرأة، فالله تعالى اصطفى أم موسى كمرأة من الصالحين وليست نبية وقال تعالى «وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى»، فهذه معجزة وهى أن ترضع ابنها، بعد أن يأخذ فرعون سيدنا موسى في قصره ليبحث عن مرضعة له حتى يأتى له بأمه لتعرضه فى قصر فرعون، مؤكدًا أنها معجزات لأم موسى وللسيدة مريم. وقال إن هناك فرقا بين المعجزة والنبوة، فقد تكون المعجزة تشبه النبوة، فالمعجزة أن الله سيعطى لبشر شيئا خارج نطاق القل لكن النبوة تكليف بأمر من الله ورسالة تؤدى، فالرجل أعطى له طاقة وقوة تحمل للنبوة، فالمرأة لا تكلف بالقتال، فالرجل مكلف بنشر الدعوة بين القبائل والتنقل، ويعرض نفسه بين القبائل والجبال والصحراء، لكن المرأة الله عززها وكرمها بأشياء أخرى أن تطيع زوجها وتعالج المرضى فى الحروب، والذكر ليس كالأنثى حيث قال تعالى «فقال يارب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإنى سميتها مريم»، فالإسلام أكرم المرأة وأعطاها حقوقها وأبعدها عن التعب والمشقة. الشيخ محمد الصعيدى عضو أمانة الفتوى بالأزهر قال إن هناك أحاديث تؤكد أن المرأة «لايصلح قوم كبيرهم امرأة»، وقال تعالى «الرجال قوامون على النساء»، ولا يجوز أن تكون النبوة لامرأة، لأنه أمر مخالف للشريعة. وأضاف قوله تعالى «أن رسلاً قصصناهم عليك ورسلاً لم نقصصهم عليك، ولا يوجد دليل واضح على أن السيدة مريم نبية، كما أن سيدنا لقمان الذى ذكرت سورة باسمه فى القرآن لم يكن نبياً ولكنه كان من الصالحين مشيرًا إلى أن النبوة تقتضى الإشهار بالدعوة ومخالطة الرجال ومقابلة الناس فى السر والعلانية وهذا لا يجوز للنساء. الداعية الإسلامى الشيخ خالد أبوعيد الهاشمى قال إنه من المعلوم أن الله اختص فى اختياره الأنبياء من الرجال دون النساء لحكمة عظيمة وسامية وليس معنى ذلك انتقاصًا من المرأة، ولكن من أجل أسباب ومقومات لا توجد فى المرأة ولا شك أن الرجل أقدر على تحمل مشاق الدعوة إلى الله وتحمل الأذى والصبر عليه أما المرأة فأنها لا تستطيع أن تتحمل أعباء ومشاق الدعوة إلى الله بالإضافة إلى أن الحق أمرهم بالمكوث فى بيوتهن والبعد عن الاختلاط بالرجل وكذلك المرأة خصها الله بخصوصيات مثل الحمل والولادة والرضاعة والتربية والحيض وما شابه ومهمة النبوة تتطلب عكس هذه الأمور المذكورة، فمن هنا كانت الحكمة فى أن الله اختار من الرجل من أرسل عليهم رسالته من الرجل لأنهم أقدر على ذلك وأصبر على تحمل الأذى فيها قال تعالى: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض «النساء: 34». وأضاف أنه لا يمنع أن يكون فى النساء من هو أفضل من كثير من الرجال، كما هو مشاهد، فكم من امرأة قانتة عابدة أفضل من ألف رجل مطيع متبع لهواه، وصدق الله حيث يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته «الأنعام: 124»، وقال تعالى «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين» «18».