اللواء أشرف أمين: الأكمنة الثابتة تحتاج جنودا مدربين ومعدات حديثة لمواجهة استهدافها اللواء فاروق المقرحي: الإرهابيون يرصدون نقاط الضعف بالأكمنة الثابتة .. ويجب تسليح الجنود بمعدات حديثة نصر سالم: "المفاجأة" تمثل 50% من نجاح العمليات الإرهابية ضد الأكمنة في دقائق وربما لعدة ساعات ، اشتباك بالبنادق الآلية وأحيانًا تفجير عبوة ناسفة ، بات استهداف الجماعات الإرهابية للأكمنة الثابتة أسهل من تنفيذ عمليات داخل الحيز العمراني، "متابعة ورصد لنقاط الضعف في الكمين المستهدف" هكذا تبدأ الخطة مرورًا باختيار التوقيت الذي على أساسه يقرر المستهدفون ما إذا كانوا سيستخدمون بنادق أم يزرعون عبوة ناسفة مرورًا باختيار أفراد العملية. خطط كثيرة تعلمها "إرهابيون صغار" تدربوا على أيدي تكفيريين من جيل التسعينيات ، وخطط أخرى استخلصوها مما قرأوه عبر ما تعج به مواقع الانترنت ، فمنذ أيام استهدفت مجموعة كمين النقب الواقع على الطريق الواصل بين أسيوط والوادي الجديد واستشهد 8 أفراد من الكمين وأصيب 3 آخرون ، وقبلها بأيام استهدفت مجموعة إرهابية كمين المساعيد بالعريش واستشهد 9 جنود وأصيب 11 آخرون من قوات الأمن و4 مدنيين. ورغم استهداف الإرهابيين الدائم للأكمنة إلا أن خبراء الأمن أكدوا أنه لا غنى عنها ولا يمكن حلها ، مطالبين وزارة الداخلية بتسليح الجنود بأسلحة حديثة وتدريبهم على التعامل بشراسة مع أي هجوم على الأكمنة. اللواء أشرف أمين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رأى إن استهداف الإرهابيين للأكمنة الثابتة لأن هدفها الأساسي صناعة حالة من الردع تجاه الإرهابيين، وعلى النقيض خلق الإحساس بالأمن لدى المواطنين. وأوضح أن الوضع الأمنى الحالي في مصر يحتم على وزارة الداخلية تكثيف عدد الكمائن وتقوية أجسامها من الداخل بمضاعفة القوى البشرية والمادية من أسلحة وذخائر، إضافة إلى زيادة أعداد نقاط التمركز فى الأماكن الملتهبة وتقارب المسافات بينهم واستخدام وسائل الاتصال والاستغاثة الحديثة، مشيرًا إلى أن هذه العملية تحتاج لجنود مدربين تدريبا قويا ومعدات حديثة، منوها إلى أن هذه المتطلبات تكلفتها المادية عالية فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد. وجرى استهداف كمين النقب وهو الحادث الأخير حتى الآن في قائمة استهداف الأكمنة بعد الساعة ال 11 مساء في وقت استبدال الخدمة بين الجنود الأمر الذي أكده أمين لافتًا إلى أن الإرهابيين يستهدفون الجنود فى أوقات الذروة وأوقات الاسترخاء الأمنى، وأن معظم الحوادث السابقة وقعت فى مثل هذا التوقيت، لذا يجب التواجد بشكل مكثف خلال تلك الفترات. اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رأى أن التكثيف الأمني المستمر قد يؤدي إلى تراجع الهجمات الإرهابية المتكررة على الاكمنة إضافة إلى ضرورة وجود تنسيق بين الأكمنة بنوعيها سواء الثابتة أو المتحركة ، لافتًا إلى أن الأكمنة الثابتة تتسم بالسرعة في اتخاذ الإجراءات من إغلاق الطرق في حال فرض الطوارئ. "المقرحي" طالب بوجود قوات متأهبة متمركزة على أعلى استعداد إضافة إلى تجهيز الأكمنة بأحدث الأسلحة ، مشيرًا إلى أن الإرهابيين ينفذون هجماتهم من خلال الرصد والمتابعة للقوات المتواجدة بالأكمنة ومتابعة نقاط الضعف والأوقات التي يتم تغيير قوات الحراسة فيها. ويستخدم الإرهابيون أسلحة متطورة جدا خلال استهدافهم للأكمنة خاصة في سيناء التي شهدت أكبر عدد من عمليات استهداف الأكمنة خاصة كمين الريسة الذي شهد استهدافه لأكثر من 40 مرة ، ومؤخرًا كمين المساعيد. مساعد وزير الداخلية السابق أوضح الفرق بين الاكمنة الثابتة والمتحركة قائلا :" الأكمنة الثابتة تستخدم فى تأمين المداخل بين المحافظات وتقاطعات الطرق ولها أهمية قصوى لا يدركها المواطنون، كما أنها سريعة جدا في فرض حالة الطوارئ ولا تستغرق سوى بضع دقائق أما الوضع بالنسبة للأكمنة المتحركة فهي تستقر في أماكن تعرف بنقاط" ارتكاز"، وتشكل نوعين تعرف بالقوات الراكبة بسيارات والأخرى القوات الراجلة التي تتنكر في زي المواطن العادي". وشدد المقرحي على ضرورة تكثيف عدد الجنود الذين يتمتعون بالكفاءة العالية وإمدادهم بالمعدات التي تفوق معدات الارهاب الحديثة، مستنكرا التسليح الضعيف وبالطراز القديم قائلا: "نحن بصدد حالة حرب لابد من استجماع كل القوى المتاحة لتجفيف منابع الإرهاب". عنصر المفاجأة يحقق نحو 50% من نجاح العملية ، هذا ما أكده اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا مضيفا:" العدو خفي يتواجد بيننا ويمتلك عنصر المفاجأة وبنسبة 50% هذا العنصر سبب نجاح هجماته ضد قوات الأمن". وأوضح "سالم" أن مخططات الارهاب تقوم على أربعة محاور هما اختيار الوقت والزمان والمكان غير المتوقع والسلاح غير المألوف وذلك بعد عدة مرات من الرصد والمراقبة، حيث يتوجه العنصر لنقاط الارتكاز التى لم يتم الهجوم عليها من قبل ويختار الاهداف المعزولة كآخر هجوم على كمين النقب بالوادي الجديد. وأضاف:" نحن بحاجة ملحة لانشاء نقاط ارتكاز على طراز الدول المتقدمة والتي ستساهم بشكل كبير في الحد من الهجمات الإرهابية لما يتوافر بها من أحدث اجهزة انذار واستشعار وأجهزة الكشف عن المتفجرات". وأشار إلى أن للمواطن دورا كبيرا بجانب قوات الامن في التصدي للإرهاب الاسود وذلك من خلال المشاركة الايجايبة بالإبلاغ عن المشتبه بهم.