أكد خبراء أمن ضرورة إمداد الأكمنة الشرطية الثابتة ونقاط ارتكاز الدوريات المتحركة بالأجهزة التكنولوجية الحديثة والتسليح الجيد لتفادي تكرار الهجمات الإرهابية عليها كما حدث أمس الأول من استهداف كمين مسجد السلام بحي الهرم. وأوضح الخبراء - في حديثهم ل«الوفد»- أهمية الكمائن بنوعيها الثابتة والمتحركة لحماية المدن والطرق والمحاور الرئيسية، مشيرين إلى دور الإعلام في توعية المواطنين بضرورة الإبلاغ عن أي أشخاص أو حقائب تثير الريبة في مناطق محيطة بالمناطق التي يوجد بها رجال الشرطة. قال اللواء أحمد عبدالحليم، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن بعض الأماكن يتطلب تأمينها كمائن ثابتة مثل المنشآت الحيوية المعرضة لهجمات إرهابية. وأن مناطق أخرى تحتاج إلى كمائن متحركة لخطورة الاوضاع بها مثل شمال سيناء وبعض الطرق الرئيسية، مؤكدا أن احتمالات تعرض الارتكازات الأمنية لهجمات الإرهابيين واردة في كل مكان بالعالم وليس مصر وحدها مهما بلغت الاحترازات. وأوضح أن مواجهة الهجمات الإرهابية على الشرطة يحتاج إلى وعي شعبي بضرورة الإبلاغ عن أي أشخاص أو حقائب مريبة، مشيرا إلى دور وسائل الإعلام في التوعية بأهمية مشاركة المواطنين في حراسة الوطن. وأكد «عبدالحليم» ضرورة دعم الكمائن الأمنية بأقصى درجات الحماية بالأجهزة اللازمة، لكنه في الوقت نفسه قال إن نسب التأمين لا يمكن أن تصل إلى الكمال، وأردف: «الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تقدر حتى الآن على حماية حدودها مع المكسيك من عصابات تهريب المخدرات والأسلحة». وقال إن العالم كله يعاني منذ أحدث 11 سبتمبر 2011 من التنظيمات الإرهابية العنقودية التي لا يمكن الوصول إلى جميع أفرادها بمجرد القبض على خلية منها، وتابع:« التنظيمات العنقودية تعتمد على خلايا غير ذات صلة ببعضها البعض ولا يمكن الوصول إلى جميع أعضائها بالقبض على أحدهم». وأشار اللواء عبدالسلام شحاتة الخبير الأمني إلى أن حل مشكلة الكمائن الثابتة هو تجهيزها بالأجهزة الحديثة ككاميرات المراقبة طيلة اليوم وتسليح الضباط على أعلى مستوى إلى جانب إلغاء تجنيد عساكر الأمن المركزي. وانتقد «شحاتة» مستوى أداء عساكر الأمن المركزي قائلا :«إنهم يفتقرون إلى الحس الأمني ولا يجيدون استخدام التكنولوجيا الحديثة»، مشيرا إلى صعوبة توفير وزارة الداخلية المبالغ المالية اللازمة لتطوير الأكمنة. لذلك يرى الخبير الأمني أنه في حالة عدم مقدرة الدولة على حماية الأكمنة الأمنية فعليها القبول بالصلح مع مرتكبي العنف، قائلا :«ستقل عمليات العنف بنسب كبيرة لكنها لن تتوقف تماما». وأوضح اللواء فاروق المقرحي مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن كمين مسجد السلام ليس ثابتا ولكنه نقطة ارتكاز لدورية متحركة، وتابع :« الدورية المتحركة تتحرك في عدة أماكن ويكون لها نقطة قريبة من المناطق المكلفة بتأمينها ترتكز فيها». وقال «المقرحي» إن الدوريات المتحركة عليها تمشيط وتعقيم المكان الذي ترتكز فيه قبل الوقوف لضمان سلامة أفرادها، مؤكدا ضرورة أن تخصص وزارة الداخلية لكل دورية شخصًا متخصصًا في اكتشاف الألغام والعبوات الناسفة لحماية رجال الشرطة. أما الكمائن الثابتة فشدد مساعد وزير الداخلية الأسبق على أهميتها، موضحا أنها توجد على مداخل ومخارج المحافظات والمحاور الرئيسية لضمان السيطرة على المدن وحمايتها.