* ولد في القاهرة عام 1919 ونشأ في بيئة أصابته بالتناقض والاهتزاز * والدته الفنانة والصحفية روز اليوسف ووالده الفنان والمؤلف محمد عبد القدوس * معظم رواياته ترجمت لأكثر من لغة أجنبية وتم تحويلها إلى أعمال سينمائية ودرامية اليوم تمر الذكرى ال 27 لرحيل الكاتب إحسان عبد القدوس، فقد رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1990، وهو كاتب وأديب روائي اعتبر من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في أعمالهم قصص الحب البعيد عن العذرية، فقد تحولت معظم رواياته إلى أفلام سينمائية، حيث شكل أدب عبد القدوس نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من الحيز الضيق، حيث المحلية، ووصل إلى آفاق أوسع وأرحب ليصل إلى العالمية، فقد ترجمت معظم رواياته إلى عدة لغات أجنبية متعددة. إحسان هو ابن السيدة روز اليوسف اللبنانية المولد تركية الأصل مؤسسة مجلة "روز اليوسف" ومجلة "صباح الخير"، ووالده الفنان والمؤلف محمد عبد القدوس. نشأ عبد القدوس في بيت جده لوالده الشيخ رضوان، والذي ترجع جذوره إلى قرية نات السيدة ميمونة زفتى الغربية، وكان جده رئيسا بالمحاكم الشرعية، وكان يفرض على جميع العائلة الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء فروضه والمحافظة على التقاليد، حيث كان يحرم على جميع النساء في عائلته الخروج إلى الشرفة بدون غطاء للرأس. على الجانب المقابل، كانت والدته الفنانة والصحفية سيدة متحررة تفتح بيتها لعقد ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء ورجال الفن والسياسيين، وعن هذا يقول عبد القدوس في أحد حواراته الفنية: "كان الانتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه". كتب عبد القدوس أكثر من 600 رواية وقصة، وقدمت السينما المصرية 49 رواية تم تحويلها إلى أفلام سينمائية اعتبرت من أشهر ما قدمته السينما نظرا لطبيعة المواضيع التي كانت تحتويها هذه الروايات، كما تحولت 9 روايات إلى مسلسلات إذاعية، بينما تم تحويل 10 منها إلى أعمال درامية تليفزيونية، إضافة إلى 55 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية والأوكرانية. وكانت معظم رواياته تصور فساد المجتمع المصري وانغماسه في الرذيلة وحب الجنس والشهوات والبعد عن الأخلاق والفضيلة، ومنها "النظارة السوداء"، و"لا أنام"، و"صانع الحب"، و"شيء في صدري"، و"البنات والصيف"، و"يا عزيزي كلنا لصوص"، و"أيام في الحلال"، و"دمي ودموعي وابتسامتي"، و"أرجوك أعطني هذا الدواء"، و"أنف وثلاث عيون"، و"أبي فوق الشجرة"، و"امبراطورية ميم"، و"العذراء والشعر الأبيض"، و"في بيتنا رجل"، و"نادية"، و"الطريق المسدود". واعترض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على روايته "البنات والصيف"، والتي وصف فيها عبد القدوس العلاقات بين الرجال والنساء في فترات الصيف وما يصاحب ذلك من تجاوزات، إلا أن عبد القدوس لم يعبأ بهذا الاعتراض الرسمي من قبل رأس الدولة بل قام بإرسال رسالة إلى عبد الناصر أوضح فيها أن قصصه هذه من وحي الواقع، بل إن الواقع أشد قبحا من ذلك، قائلا: "إنني اكتب هذه القصص لأسلط الضوء على تلك القضايا وكلي أمل أن أجد حلولا لها".