واصلت اليوم الجمعة القافلة الدعوية لعلماء وزارة الأوقاف عطاءها العلمي والدعوي بالمساجد الكبرى بمحافظة بورسعيد، بمناسبة عيدها القومى. وواصلت القافلة عطاءها العلمي والدعوي، حيث قام أعضاء القافلة بإلقاء خطب الجمعة بالمساجد الكبرى بالمحافظة، وكان موضوع خطبة الجمعة الموحد بعنوان: "ابدأ بنفسك.. المبادأة والمبادرة نحو القيم والأخلاق وخدمة المجتمع". وأبرز علماء القافلة عظمة الدين الإسلامي وأنه دين يجمع بين القيم الفاضلة والمُثُل العالية، فلم يترك من الفضائل ولا قيمة من القيم تسمو بها النفوس إلا دعا إليها وحثَّ على التمسك بها، وما ترك خلقًا ذميمًا إلا نهى عنه وحذَّر منه، مؤكدين أهمية المبادرة إلى غرس القيم والأخلاق النبيلة التي تسهم في تقدم المجتمع ورقيه وازدهاره. وأكد الدكتور رمضان عبد السميع إبراهيم، الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بالوزارة، من على منبر مسجد الشاطئ بمدينة بورسعيد، أن الله تعالى أمر عباده بالمبادرة إلى التحلي بالقيم النبيلة والأخلاق الحميدة والمسارعة إليها حتى توصلهم إلى مغفرته ورضوانه، قال سبحانه:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال عز وجل:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}، وقال تعالى:{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. ومن على منبر مسجد السيدة مريم بمدينة بورسعيد أوضح الدكتور ياسر معروف خليل الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بالوزارة أن على الإنسان أن يبادر إلى التحلي بحسن الخلق ، ويبدأ بنفسه في تطبيق منهج الله (عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة لها عدة مجالات متنوعة ، من أهمها : مبادرة الإنسان إلى القيم الأخلاقية ، فهي لبُّ الدين وجوهر رسالته التي دعا إليها ورغَّب فيها وحثَّ على التخلق بها ، لما لها من مكانة رفيعة ومنزلة عالية، فقد سئل (صلى الله عليه وسلم) ما الدين؟ قال: (حسن الخلق). ووصف عَبْد اللَّهِ بْن المُبَارَكِ حُسْنَ الخُلُقِ فَقَالَ: (هُوَ بَسْطُ الوَجْهِ، وَبَذْلُ المَعْرُوفِ، وَكَفُّ الأَذَى)، ولقد أولاها النبي (صلى الله عليه وسلم) عناية فائقة، حيث أعلن أنها الغاية الأولى من بعثته ورسالته ، فقال: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مكارم الأَخْلاقِ) ، وكان (صلى الله عليه وسلم) مثلًا أعلى في التخلق بالقيم الأخلاقية السامية التي تدل على صفاء النفس وكمال العقل، لذا وصفه ربه بقوله:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، فاجتمعت فيه الفضائلُ كلُّها، وهذا ما أكدته أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ (رضي الله عنها) حين سئلت عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَتْ: (كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ). وأكد الدكتور/ عمرو محمد عبد الغفار الباحث بالإدارة العامة لبحوث الدعوة، من على منبر مسجد الرحمة بمدينة بورسعيد أن المبادرة إلى القيم الإنسانية تحافظ على كرامة النفس واحترامها. وأشار إلى أن ديننا الحنيف مفعم بالقيم الإنسانية سواء في أخلاقه أم في تشريعاته، فعندما كرم الإسلام الإنسان كرَّمه على أخلاقه الإنسانية بغض النظر عن لونه أو جنسه أو لغته أو عرقه، فقال سبحانه:{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}، لم يقل: كرمنا المسلمين وحدهم، أو المؤمنين وحدهم ، أو الموحدين وحدهم ، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى).