* أب سوري يفخخ طفلتيه * أستاذ مقارنة أديان: * «ما فعله الأب السوري بابنتيه مُنافٍ لأي دين» * منير أديب: * والد الطفلتين الانتحاريتين بسوريا يعاني مرضًا نفسيًا * استشاري نفسي: * احتمالان لا ثالث لهما إما "قربانا" أو استغلالا بعد مرور 10 أيام على التفجير الذي قيل إنه انتحاري ونفذته امرأة فى 16 ديسمبر الجارى في مقر للشرطة بمنطقة الميدان بالعاصمة السورية دمشق، اتضحت الحقيقة إثر ظهور فيديو جديد يبين كيف عمد أب سوري إلى إرسال طفلتيه اللتين لا يتجاوز عمرهما ال 10 سنوات لتفجير نفسيهما في منطقة الميدان في العاصمة السورية. ونشر حساب على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" باسم "أستغفر الله أستغفر الله" فيديو لرجل يتحدث مع طفلتين عن العملية التي ينوي إرسالهما لتنفيذها، وهي تفجير نفسيهما داخل مركز للشرطة". وأكد نشطاء وأبناء المنطقة أن الفيديو ليس مفبركًا، وإنما صحيح ونشرته الأم تحت عنوان "فاطمة قبل أن تغزو دمشق بيوم" ولم يسفر الحادث عن قتلى بصفوف رجال الشرطة. وقد آثار هذا التصرف استياء المتابعين وأكدوا أنه منافٍ لكل الأعراف الدينية والإنسانية. من جهته، شنّ الدكتور بكر زكى عوض، عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر السابق، هجومًا على من يقومون باستهداف الأطفال فى الحروب أو استخدامهم كأدوات لقتل الغير من خلال تفخيخهم أو وضعهم كدروع لصد أى عدوان، مؤكدًا أن هذا غير جائز شرعًا وترفضه كل الأديان، لافتًا إلى أن الإسلام نهى عند محاربة الأعداء قتل النساء والأطفال والعجزة. وقال "عوض" ل"صدى البلد"، إن التحريض على القتل أو حث شخص على تفجير نفسه فى جمع من الناس سواء طواعية أو كرهًا هو قتل عمد لهذه النفس وله عقابه فى الشرع، مشددًا على أن الدفاع عن الإسلام لا يكون بأعمال القتل فى خلق الله ولكن يكون بمواجهة الفكر بالفكر والمنطق. وأشار أستاذ الثقافة الإسلامية، إلى أن الفيديو المنتشر منافٍ لأى عرف ودين، مشددًا على أنه قاتل لابنتيه الطفلتين فلم تبلغا رشدهما ولا تعلمان ماذا تفعلان وهو مسئول عنهما مؤكدًا أنه لا يجوز لأى شخص فرض الجهاد من نفسه وإلزام الآخرين بالسير على دربه. من جانبه قال منير أديب، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، إن التنظيمات التكفيرية لديها رؤية وأفكار معينة عن الإسلام تختلف عن الأفكار التى لدى جميع المسلمين أو لدى المسلمين الطبيعيين ومن هذه الأفكار أن كل من يفجر نفسه سوف يدخل الجنة ويصبح فى الفردوس الأعلى وهذا ما يبرر قيامهم بالعمليات الانتحارية. وأضاف "أديب" فى تصريحات ل"صدى البلد" أن هذه التنظيمات يخيل لها أنه إذا كانت تخوض حربًا ضد الأعداء فيحق لأى جهادى استخدام أشخاص آخرين يقومون بما يقوم به من عمليات انتحارية وأن هذه العمليات إذا كانت تستهدف شخصًا بعينه ومات بها أحد غيره فيبعث على نيته التى مات عليها. وحول الفيديو أوضح الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن الجماعات التكفيرية تبرر هذا الأمر بأنه مصلحة شرعية تقتضى استخدام بديل لا يشغل بالهم إذا كان البديل طفلًا أو غيره وتابع أن التكفيريين يرون فى قتل الطفل ثوابين أحدهما له وهو نيل الشهادة ودخول الجنة والآخر لوالده المضحى به لافتا إلى أن الجهاديين يعانون من خلل فكرى ونفسى يجعلهم كارهين لكل شيء معادٍ لهم. وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري علم النفس، إن هناك تفسيرات حول استحداث طرق جديدة للزج بالأطفال لتنفيذ الأعمال الإرهابية، ظنًا منهم أنها محاولة لإرضاء الله ولتحقيق الجهاد في سبيل الله، لافتًا إلي أن استخدام الإسلام لتنفيذ هذا المخطط المخابراتي يستهدف تشويه الإسلام. وأوضح "فرويز"، في تصريح خاص ل"صدي البلد"، أن التحليل النفسي حول إقناع الأب لطفلتيه كما نشرته وسائل الإعلام من فيديو لأب سوري دفع ابنتيه اللتين لا يتجاوز عمرهما عشر سنوات لتفجير نفسيهما يعبر عن حالتين نفسيًا أولاهما أن هاتين الطفلتين ربما تكونان نتاج الحرب واستخدام هذه الشخصيات المتقمصة لدور الأب والأم لتنفيذ مخططهم الإرهابي كما حدث مع كثير من أطفال سوريا، وثانيتهما شعور غير عادي بذنوب وأفعال ارتكبها العنصر الإرهابي من قبل وتقديم ابنتيه نوعًا من التعويض لإرضاء الله. ونوه استشاري علم النفس، إلى أن هذه الأعمال الإرهابية نجد من يرحب بها وهذا دليل علي نشر الفكر المتطرف الذي يهدف إلي الخروج عن معتقدات الدين الإسلامي كما نراه الآن من انقسام من فئات حول آراء رجال الدين. في سياق متصل، أكدت إحدى المنظمات الدولية في تقرير لها اليوم أن الأطفال الذين حوصروا في معركة الموصل يعانون من "إصابات مرعبة" و"رأوا أشياء لا ينبغي لأحد أن يراها". وأشارت المنظمة في تقريرها، بعد زيارة إلى العراق استمرت 17 يوما، إلى أن "الأطفال الذي حوصروا في مرمى نيران معركة الموصل الوحشية رأوا أشياء لا ينبغي لأحد، مهما كان عمره، أن يراها أبدا". وأضافت المنظمة أن "بنات لم تتجاوز أعمارهن 11 سنة لم يسلمن من الاغتصاب، بينما أكره الصبيان على الالتحاق بالتدريب العسكري، ولُقنوا كيف يقطعون رؤوس البشر، وأجبروا على مشاهدة أشخاص يعدمون أمام أعينهم". وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة المستشارين لمواجهة الأزمات في المنظمة التي قادت البعثة "لقد شاهدت أطفالا لم تلحق بهم إصابات مرعبة فحسب، وإنما رأوا رؤوس أقربائهم وجيرانهم تقطع بسبب انفجار قذائف الهاون، أو يتحولون إلى أشلاء نتيجة انفجار السيارات المفخخة أو الألغام، أو يسحقون تحت ركام المنازل". وأشارت روفيرا إلى ضرورة أن يعطي المجتمع الدولي الأولوية لحماية الأطفال، بما في ذلك توفير الدعم الصحي النفسي الشامل لمن تعرضوا للعنف المفرط، كجزء من المواجهة الإنسانية للأزمة في العراق.