بعد انتشار مقاطع فيديوهات ذبح تنظيم داعش الإرهابي للمواطنين المصريين، وغيرها من مقاطع الحرق، أثر ذلك على المواطنين وخاصة الأطفال حيث نشروا مقطع فيديو لأطفال يقلدون مشاهد الذبح، ما أثار قلق المجتمع من تأثير ذلك على الأجيال القادمة. استطلعت "بوابة الوفد" آراء خبراء الطب النفسي حول مدى تأثير تلك الفيديوهات، التي ينشرها تنظيم داعش على المجتمع، وبالأخص الأطفال، حيث رأوا أنها تزيد من معدل الجريمة. فمن جانبه، قال الدكتور محمد غانم، رئيس قسم الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن أفلام تنظيم داعش الإرهابية تفوق قدرة وطاقة واحتمال أي إنسان، حيث تؤدي إلى ما بعد الصدمة، ما يؤثر بشكل بشع على المجتمع، مشيرًا إلى أن ذلك يؤدى إلى حالة من الانعزالية والاحتراق النفسي. ورأى غانم أن تشجيع البعض على ارتكاب مثل هذه الأفعال باعتقاد أنها أمر طبيعي ومألوف يزيد من معدل الجريمة فى المجتمع، موضحًا أنه إذا كان من الضرورى نشر وبث هذه الأفلام فيجب إذاعتها بعد منتصف الليل مع التنويه إلى أنها للكبار فقط. وأكد غانم أن تأثير العنف الدموي والقتل وسفك الدماء فى هذه الأفلام على الأطفال أكبر، منوّها إلى أن الطفل يتميز بالخيال الواسع وتضخيم الأمور، ما يسبب له كوابيس ليلية مفزعة ورعب شديد، ويظهر ذلك خلال تقليدهم للحركات التي يرونها. وأشار الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق، إلى أن كل ما يمر به المجتمع من أعراض نفسية أو عضوية كاضطرابات النوم والسلوك وانسداد الشهيه للطعام والتشويش الفكرى وانعدام التركيز والإصابة بنوبات الهلع والفزع، وعدم القدرة على العمل أو الابتكار والإحباط ترجع إلى مشاهدة فيديوهات القتل التى نشرها تنظيم داعش. واستنكر عبد الله استمرار إذاعة تلك الأفلام خلال وسائل الإعلام، بهدف الإثارة وزيادة "القرائية"، مطالبًا بالسيطرة على ما تذيعه القنوات الفضائية حتى لا توقف عرض هذه المقاطع العنيفه والعدوانية. وبدوره، قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الهدف من هذه الفيديوهات إثارة الخوف والرعب فى المجتمع المصرى خاصة لدى الأطفال، إضافة إلى حربهم ضد الإسلام والمسلمين، وتشويه صورته، مؤكدًا أن ذلك زاد من معدل الإلحاد بين الشباب. وطالب استشارى الطب النفسي بجامعة القاهرة، بمنع بث هذه الفيديوهات على مختلف وسائل الإعلام من قنوات التليفزيون، ومواقع الإنترنت، حتى تخف من زيادة معدل الجريمة وتقلل من لجوء الشباب إلى الإلحاد. وعلى النقيض، رأت الدكتورة منال زكريا، أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة، أنه من الضرورى إذاعة أفلام داعش الإرهابية لتكوين رأى عام ضد التطرف والعنف والتفكير المتعصب، حتى تؤثر في الجانب الانفعالي مما يشكل اتجاههم ضد التنظيم. وأوضحت زكريا أن الأطفال هم من سيصيبهم الضرر نتيجة عرض هذه الفيديوهات إذ أنه كلما تلقى الطفل صور عنف كلما زادت نسبة ميله إلى العنف أكثر، إضافة إلى تعرضه إلى التبول اللا إرادي والكوابيس. وأضاف أستاذ علم النفس أن الحل الوحيد لمواجهة هذه الأفلام هو توحيد الإعلام والسينما لإنتاج أفلام تنشر التسامح وحب الآخرين والصدق وتحريم سفك الدماء وعرض الجوانب الإيجابية فى المجتمع، إلى جانب نشر وتوعية المواطنين بحقيقة الإسلام والمبادئ التى يقوم عليه.