تداول مقطع فيديو ساخر لأطفال يقلدون طريقة تنظيم "داعش" الإرهابي من ذبح ال21 مصريًا، في سخرية مرددين أن "داعش" لا دين له ولا وطن. وانتشر مقطع الفيديو على نطاق واسع، على أنه سخرية وللضحك، ولكن كشف مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية الدكتور أحمد هارون، ل«المصريون» أن هذا الفيديو رغم ما يظهره من سخرية إلا أنه خطير جدًا، ولا يشير بأي علامات إيجابية. وأوضح «هارون» أن الفيديو الأصلي للتنظيم كان يجب التعتيم عليه حتى لا تظهر مثل هذه المقاطع من الأطفال، مشيرًا إلى أن خطورة عرض الفيديو لا يمكن أن يتخيلها أحد، مشددًا على أنه حذر عدة مرات من نشر تلك المقاطع التي تؤثر سلبيًا على نفسية الكبار والصغار على حدة. وأفاد «هارون» بأن فترة الطفولة تعد كل مهارات الأطفال في المحاكاة والتقليد، مشيرًا إلى أن الطفل يقوم بتقليد أهله في كل ما يفعلونه، وأن الأطفال يملون من الألعاب التقليدية سريعًا لذا يتجهون لأنواع عدة من الألعاب. وأشار «هارون» إلى ما حدث للأطفال في فترة ظهور المسلسل الكارتوني "سلاحف النينجا" الذي بدأ أطفال هذا الجيل في تقليده تمامًا، قائلًا: "الأطفال كانوا بينزلوا الشارع يقلدوهم ويمسكوا عصيان زيهم، ويقلدوا حركاتهم ويطلقون أسماء على كل واحد منهم". وتابع: "وسمعنا أيضًا عن طفل قفز من البلكونة عشان فاكر نفسه سوبر مان وبيقلده". وأكد «مستشار العلاج النفسي» أن المحاكاة والتقليد لدى الطفل بيحرك سلوكه بنسبة 98%، مشددًا على أن هذا ما يدل على خطورة تكرار المشاهد باستمرار، يحفز الطفل على حفظه وتكرار ما يحدث. وعما قاله الأطفال في مقطع الفيديو: "نحن تنظيم داعش الإرهابي لا دين لنا ولا وطن... نقتل النساء والأطفال والشيوخ"، قال الدكتور أحمد هارون إن هذا ليس وعيًا من الأطفال بمخاطر التنظيم الإرهابي، بل هو صوت وصورة تم تركيبهم في دماغ الطفل فتهيأ له هذا الفيديو، مشيرًا إلى أن الإعلام دائمًا يردد على أن داعش لا دين له ولا وطن، ورأوا الفيديو المصور فتم تركيب الصوت والصورة فقط. وأوضح «هارون» أن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، قالت في دراسة لها إن الطفل إذا تلقى 3 ساعات تعليما عن طريق غير مباشر، يشكل أسلوبه بنسبة 70%، مستنكرًا أن كل الفيديوهات التي يتم عرضها أنه يتم بالساعات من 6 ساعات لأكثر. وأضاف مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية، أن "سوفت وير" الأطفال ثبت أنه إذا تكرر أمامه مشهد عدة مرات يحفظه ويردده، مستندًا لطريقة التعليم في الكتاتيب أن التكرار يثبت كل ما يقال للطفل من آيات قرآنية وكلمات، موضحًا أنه ثبت فعاليتها ونجاحها في التعليم ولكن يجب عدم تعرض الأطفال لرؤية المشاهد المؤلمة. وجدد «أحمد هارون» تحذيره بعدم نشر كل مقاطع الفيديو العنيفة وخاصة ما تنشره التنظيمات الإرهابية، مؤكدًا على الخطورة الجسيمة على نفسية الأطفال وحتى الكبار، مطالبًا الإعلام بالتعتيم الكامل على كل هذه المقاطع ومنع نشرها. وفي سياق متصل، قال الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن عرض فيديو "داعش" الأخير لذبح ال21 مصريًا في ليبيا له تأثير سلبي على الأطفال قد يدفعهم لاستخدام العنف، خاصة أن هذه الفيديوهات تظهر مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية على أنهم أبطال. وطالب «عبدالمحسن»، في تصريحات تليفزيونية، أولياء الأمور بمنع أطفالهم من مشاهدة فيديوهات عنف "داعش" والتنظيمات الإرهابية.