في شارع تشم الحزن فى جميع أرجائه، الدموع تملأه من ناصيته حتى نهايته، الوجوه شاحبة اللون، أمام كنيسة العذراء مريم، في حدائق القبة، لافتة تتزين بصورتي الشهيدتين "مارينا فهيم حلمي"، و"فبرونيا فهيم حلمي"، اللتين فارقتا الحياة في حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية أمس الأول. الحزن عنوان الوافدين إلى العزاء، أعينهم مملوءة بالدموع، ينظرون إلى صورة الشهيدتين داخل الكنيسة فيزدادون ألماً على فراقهما، فقد كانتا زهرتين في ربيع عمرهما، طفأ الإرهاب نورهما أمس الأول حينما دخل الإرهابي محمود شفيق محمد مصطفى بعد أن أعمى الكره قلبه، ففجَّر نفسه داخل الكنيسة. فهيم حلمي، والد الشهيدتين، يجلس في مقدمة العزاء، يرى الجميع وجهه وقد انتابته الحصرة والألم وتتوه عيناه بين الحضور من فجعه على فراق ابنتيه، عناء اليومين الماضيين يرتسم على ملامح وجه الشاحب، مصيبته تنزرف في شكل دموع تنهمر من عينيه، يستقبل الوافدين إلى العزاء بكل قوة وصلابة. "إحنا فرحانين، أبوهما وأمهما وأنا، كلنا فرحانين هي في الجنة دلوقت"، بهذه الكلمات وصف ماركو جوزيف، ابن خالة الشهيدتين، حالة الأسرة بعد فراقهما. وأضاف: "الشهيدتان كانتا طيبتا القلب، يحبان الناس، وابتسامتهما لا تفارق وجههما، كانا يخدمان في تلك الكنيسة، موتهما مأثر فينا، أبوهما وأمهما في حال لا يرثى له، ولكن إحنا مش زعلانين لأنهما شهيدتان عند ربهما وفي الجنة إن شاء الله". وكان حادث إرهابي قد وقع أمس الأول الأحد، استهدف الكنيسة البطرسية بالعباسية، وأسفر عن استشهاد 25 وإصابة 70 آخرين، فضلًا عن بعض الأشلاء الجاري فحصها، بعد انفجار عبوة ناسفة، داخل بهو الكنيسة، أثناء مراسم صلاة القداس بالكنيسة.