خلف مشاهد الهلع والدماء والبكاء والدمار الذي خلفه العمل الإرهابي الخسيس بتفجير الكنيسة البطرسية تبقي حكايات وقصص الشهداء تترك وجعا يسكن قلوب أحبتهم الما من الفراق ويسطره التاريخ كواحدة من جرائم الإرهاب الأسود الذي لن يفلح في أهدافه الخبيثة ولن يزيدنا الا تماسكا وقوة. عروس سوهاج سامية جميل الخليوي 34 سنة عروس جديدة لم يمض علي زفافها إلا شهران فقط وكانت تحمل جنينها الأول بين أحشائها، وجاءت سامية من أخميم لتسكن في منطقة الخصوص لتخدم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و كانت تحبهم وكانوا هم أيضا يحبونها ويتجاوبون معها، ومن مفارقات القدر أنها كانت معتادة الذهاب إلي كنيسة الانبارويس داخل الكاتدرائية للصلاة وفي هذا اليوم تحديدا قررت الدخول الي الكنيسة البطرسية لحضور القداس ودخل زوجها أيضا إلي القداس لكنه جلس ناحية الرجال وقال إنه كان ينظر ناحيتها دائما يجدها ناظرة الي السماء وهي تصلي حتي فوجئ بالانفجار الهائل واصيب بعدة شظايا من القنبلة ولكنه تحامل علي نفسه واشترك مع الآخرين في البحث عنها وسط ركام وحطام المقاعد حتي عثر عليها ولكنها كانت قد فارقت الحياة. صراخ في طابور الصباح داخل مدرستي كلية رمسيس و مدرسة راهبات سيدة المعونة الدائمة كان الحزن الموجع هو حال الجميع مسلمين ومسيحيين ففي فناء المدرسة الأولي تجمعت الطالبات في طابور الصباح ووقفوا حدادا علي روح زميلتهم فيبرونيا دموعهم تنهمر كالمطر وتخترق سكون الصباح وترتفع لعنان السماء. و في مدرسة سيدة المعونة عادت ميس تريز والتي أصيبت بثقب في اذنيها في الحادث الإجرامي لعملها دخلت كل فصل بالمدرسة وطالبت الطلاب بأن تسود بينهم المحبة شعر الطلاب الذين كانوا يرون فيها شدة بوجه آخر لها التمسوا فيه الطيبة. الحضن الأخير فيرينا امين 19 سنة ووالدتها اعتادا الذهاب إلي القداس الثاني وليس الاول .. ولكن لحكمة الله اتفقا ليلا علي الذهاب إلي القداس الأول ووقع الانفجار الدنيء ماتت الأم فورا بينما توفيت فيرينا بالمستشفي كان خبر وفاتها صادما لصديقتها المسلمة المقربة آية والتي أخذت تنعيها وتذكر اللقاء الأخير الذي جمعهما قائلة قبل الحادث بيوم ونحن في الجامعة حضنتني فيرينا بقوة ولم اكن أعلم انه الحضن الأخير لي منها. وكانت أصعب تلك المشاهد مشهد والدة الفتاتين مارينا فهيم حلمي 20 سنة وشقيقتها فيرونيا 18 سنة والتي لم تدر بنفسها إلا وهم يحملونها إلي سيارة الإسعاف عقب الانفجار وهنا تنبهت أن ابنتيها غير موجودتين معها فنزلت من سيارة الإسعاف تبحث عنهما. وعلمت أنهما نقلا لمستشفي الدمرداش فهرولت إلي هناك مسرعة بقلب تكاد مشاعر الخوف والقلق تفتك به وكانت لحظات المواجهة المرعبة لم تجد ابنتيها من الأحياء فتوجهت تبحث عنهما في ثلاجة المستشفي فوجدتهما وقد تلاشت ملامح فتاة منهما من قوة التفجير.. وخارت قواها ألما ستعيشه ممتدا.
وفاة «أوديت صالح» إحدى مصابات حادث الكنيسة البطرسية أقيمت صباح أمس صلاة الجنازة علي روح الشهيدة أوديت صالح ميخائيل والتي صلي طقوسها نيافة الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وعدد من الكهنة بكنيسة السيدة العذراء والأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية - العباسية. كانت الشهيدة قد وافتها المنية متأثرة بإصابتها جراء التفجير الارهابي الذي استهدف الكنيسة البطرسية ليصل عدد شهداء الحادث إلي 26 وقد أكد البيان الصادر من وزارة الصحة أن عدد المصابين الموجودين بالمستشفيات حاليا 23.