يصادف الثلاثاء الثالث عشر من ديسمبر الذكرى ال67 لتأسيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، أحد أشهر وأخطر أجهزة المخابرات في العالم، والذي تورط في عمليات لا تحصى ضد دول عربية وأجنبية، ومن بينها عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها إسرائيل معادية لها، ومازال حتى الآن يقوم بعمليات تجسس حتى ضد الدول الصديقة التي لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها. وسنعرض في التقرير التالي مجموعة من الحقائق التي ربما لا يعرفها الكثيرون عن "الموساد" الإسرائيلي: - أصله وتاريخه: 1. كلمة "الموساد" هي في الأصل اختصار لعبارة "موساد لعالياه بت" العبرية، والتي تعني "منظمة الهجرة الغير شرعية"، وهي إحدى مؤسسات جهاز المخابرات الإسرائيلي التي أنشئت عام 1937 بهدف تنفيذ عمليات تهجير اليهود. 2. أما كلمة "الموساد" في معناها الحالي فهي اختصار ل"هاموساد لموديعين أولتافكديم ميوحادي"، والتي تعني وكالة المخابرات والعمليات الخاصة؛ والموساد هو أحد الكيانات الرئيسية في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية، والذي يضم أيضا الاستخبارات العسكرية "أمان" و جهاز الأمن الداخلي "شين بت" أو "الشاباك". 3. تم تأسيس الموساد في 13 ديسمبر عان 1949، بناءً على توصية من رئيس الوزراء الإسرائيلي "ديفيد بن جوريون"؛ وفي مارس عام 1951 تم إعادة تنظيمه بحيث أصبح يتبع سلطة وأوامر رئيس الوزراء بشكل مباشر. - مهامه: 4. الموساد هو الجهة المسئولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية وإجراء العمليات السرية، وإدارة عمليات التجسس خارج البلاد، وكذلك يهدف إلى إقامة علاقات سرية خاصة خارج البلاد مع العمل على الحفاظ عليها، بالإضافة إلى رصد مختلف مصادر المعلومات التي ترد في النشرات والصحف والدراسات الأكاديمية والإستراتيجية في جميع أنحاء العالم، وإحباط تطوير الأسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية وإحباط تسليحها بتلك الأسلحة، وإحباط النشاطات التخريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج، فضلا عن إنقاذ اليهود من الدول التي لا يمكن الهجرة منها إلى إسرائيل من خلال المؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميا بالقيام بتلك المهمة، وأيضا الحرب النفسية ونشر الفكر الصهيوني. 5. مؤسسة مدنية بمسئولين عسكريين: يعد الموساد مؤسسة مدنية في إسرائيل، ولا يحظى العاملون به برتب عسكرية، لكن جميع موظفي الموساد سبق وأن خدموا في الجيش الإسرائيلي، وأغلبهم من الضباط. - الاغتيالات الإسرائيلية قائمة طويلة حافلة بالفضائح والعمليات الفاشلة: 6. نفذ الموساد عدة عمليات اغتيال لبعض العلماء المرموقين من مصر ودول عربية أخرى، وكذلك لعناصر في المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية، ومن الصعب احصاء عدد عمليات الاغتيال التي تورط فيها. 7. اعترفت إسرائيل باغتيال الموساد لعالم مصري في فيلم وثائقي: اعترفت إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية رسميا باغتيال العالم المصري "يحيى المشد"، وذلك خلال فيلم تسجيلى مدته 45 دقيقة بعنوان "غارة على المفاعل" تم عرضه على قناة "ديسكفرى" الأمريكية، كما تم تصويره بالتعاون مع الجيش الأسرائيلى؛ ويذكر الفيلم أن الموساد اخترق مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية ووصلوا العالم المصرى البارز "يحيى المشد"، وعندما رفض "المشد" عروضهم بالمال والسلطة والجنس مقابل معلومات حول المفاعل، اقتحم عملاء الموساد غرفته بالفندق وقتلوه. يذكر أن "المشد" كان من ضمن أهم عشرة علماء فى العالم فى مجال تصميم المفاعلات النووية والتحكم فيها؛ ولد عام 1932 فى مصر ودرس الهندسة الكهربائية فى الجامعة التكنولوجية فى العراق، ثم حصل على دكتوراة فى هندسة المفاعلات النووية من موسكو؛ وبعد تجميد البرنامج النووى المصرى بعد نكسة يونيو 1967، سافر الى العراق لمواصلة أبحاثه الذرية بعد تلقيه عرض من الرئيس العراقى "صدام حسين"، وهو ما جعله هدفا للموساد الأسرائيلى. وتم العثور على جثة "المشد" فى 13 يونيو عام 1980 فى حجرته بفندق "الميريديان" فى العاصمة الفرنسية، وكانت رأسه مهشمة ودمائه تغطى سجادة الحجرة، وأغلقت السلطات الفرنسية القضية على أن الفاعل مجهول. 8. الموساد تورط في اغتيال العالم المصري "جمال حمدان": "جمال حمدان" هو أحد أعلام الجغرافيا فى القرن العشرين، ولد عام 1928، وكان له مؤلفات عظيمة كان له دور كبير فى فضح أكاذيب اليهود من أبرزها كتاب "اليهود أنثروبولوجيا" الذى صدر عام 1967؛ وبالطبع لم تنل آرائه ومؤلفاته اعجاب الموساد الإسرائيلى الذى وضعه على قائمة اغتيالاته، وذلك على حد قول رئيس المخابرات السابق "أمين هويدى" الذى أكد على أن لديه ما يثبت تورط الموساد فى قتل "حمدان". يشار إلى أنه تم العثور على جثة "حمدان" فى 17 أبريل عام 1993، وكان النصف الأسفل منها محروقا، واعتقد الجميع أنه لقى حتفه نتيجة لتلك الحروق، لكن الطب الشرعى المصرى أكد على أنه مات مختنقا من الغاز لأن الحروق لم تصل لدرجة إحداث الوفاة. 9. عملية اغتيال القيادى بحركة حماس "يحيى عياش: كان "يحيى عياش" أحد قادة حركة "حماس" الفلسطينية وكان مسئولا عن صناعة القنابل التى تستخدمها المنظمة، الأمر الذى جعله هدفا لوكالة الأمن القومى الإسرائيلية التى حاولت التخلص منه من خلال تحويل هاتفه المحمول إلى قنبلة، وسربوا معلومة إلى "عياش" من خلال أحد المقربين إليه بأن قوات الاحتلال وضعت جهاز تصنت على هاتفه المحمول، ثم قامت القوات الإسرائيلية بعد ذلك بتفجير الهاتف عن بعد عندما علمت أن "عياش" يستخدمه، وكان ذلك في يناير عام 1996. 10. اغتيال "أحمد ياسين" القيادي في "حماس" في هجوم صاروخي: "أحمد ياسين"، مؤسس وزعيم حركة "حماس" الذي تم اغتياله مع حراسه الشخصيين في مارس عام 2004 من خلال هجوم صاروخي شنته الطائرات الإسرائيلية عليه وعلى من معه أثناء عودته على كرسيه المتحرك بعد أداء صلاة الفجر بمسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله. 11. محاولة الاغتيال الفاشلىة للقيادي البارز في حماس "خالد مشعل": في سبتمبر عام 1997، استهدف الموساد الإسرائيلي "خالد مشعل" بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتياهو"، وقام عناصر من جهاز الموساد بالدخول إلى الأردن، حيث كان "مشعل"، الحاصل على الجنسية الأردنية مقيما آنذاك، بجوازات سفر كندية مزورة، وقاموا بحقنه بمادة سامة أثناء سيره في أحد شوارع العاصمة الأردنية "عمان". لكن السلطات الأردنية اكتشفت المحاولة وألقت القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين، وطلب العاهل الأرني الراحل الملك "حسين بن طلال" من "نتنياهو" المصل المضاد للسم الذي حُقن به "مشعل"، لكنه رفض، ولم يوافق سوى بعد ضغط من الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون"؛ وتم إجراء صفقة تبادلية أفرج على إثرها عن الشيخ "أحمد ياسين" من السجون الإسرائيلية.