سمعنا وقرأنا ،ونسمع ونقرأ،وسوف نسمع وسوف نقرأ عن براءات اختراع لشباب وعلماء مصريين في مجال تحلية مياه البحر وبتكلفة زهيدة مقارنة بالأجهزة والمعدات المستوردة،وسرعان ما تعرف هذه الاختراعات والبراءات طريقها إلى أدراج المسئولين الذين يجري في عروقهم مياه صرف صحي لا دماء ولا حتى مياه مالحة ،مسئولون أقل مايمكن وصفهم به هو أنهم متآمرون ضد حاضر ومستقبل البلاد ويمارسون خيانة عظمى للوطن وفي المقابل يهبهم الوطن مرتبات وعلاوات وحوافز نظير تفانيهم في الإضرار بالوطن،مسئولون يصرون على أن نتفرج على تحكم وسيطرة الأفارقة في شريان الحياة المصرية وكأننا ننتظر وعلى أحر من الجمر ، ننتظر الموت عطشا،وكأن المسئولين لا يعرفون أن لمصر شواطئ بحرية تمتد لآلاف الكيلومترات،مسئولون لا خلاق لهم ولا ضمائر لديهم ولا قلوب في صدورهم الخربة ولا عقول في رؤوسهم التي لا تستحق غير القطع، براءات اختراع ليس أمام أصحابها غير الانتظار على رصيف الحسرة والندم،الانتظار حتى يحين دورهم في ممارسة التصرف البوعزيزي، ليس أمامهم غير أن يشعل الواحد منهم النار في نفسه ربما يومها يستيقظ ضمير مسئول ولكن صاحب الاختراع يومها لن يعنيه استيقاظ ضمير أو انضمامه إلى أهل الكهف ،فقطار الرحيل إلى الآخرة انطلق وبلا توقف،لأن محطة البوعزيزي تليها مباشرة محطة الآخرة. أخشى أن نحيا يوما نشهد فيه توقيع أقسى العقوبات على كل من يشذ وتسول له نفسه الخروج على الجماعة بأن يبحث ويدرس ويتوصل إلى اختراع فيقوده غباؤه فيسعى إلى الحصول على براءة اختراع،وذلك تطبيقاً للحكمة القائلة"في مملكة العميان،يصبح المبصر شاذاً". إن الظروف المحيطة بمصرنا تقتضي منا رصد جوائز ثمينة ومغرية لمن يبتكر جهازاً يوفر للبلاد جرعة ماء ،فالماء قريباً وربما من اليوم سوف يكون مرادفاً لعزة البلاد،قطرة الماء التي هي الحياة والتي منها كل شئ حي كما قال خالقنا خالق الماء،قطرة الماء التي إذا ما خرجت سيطرتنا عليها فإنها سوف تسلم رقابنا للغير يعبثون بها أو يلهون بها أو يقطعونها إذا مل الواحد منهم اللعب،هل لنا أن نضع نصب أعيننا كون الماء أمناً قومياً لابد من الحفاظ عليه وتنميته وزيادة روافده بأن نبحث في تحلية مياه البحر ربما يخفف هذا من قتامة صورة الغد التي يسعى كثيرون من أن يصبح اللون الأسود سيدها أو ربما يصبح الصورة كلها. أخشى أن ننام في العسل لنستيقظ على يد من يوقظنا بقدمه ،نفتح عيوننا فنجده أجنبي الطبع إسرائيلي السياسة إفريقي النسب،يصرخ فينا قائلاً"اشربوا م البحر"يومها فقط نتذكر أن براءات الاختراع الخاصة بتحلية مياه البحر قد بيعت أوراقها بعد تكهينها أي خُردة"والحقيقة تقول بأن السادة المسئولين إنما هم الخردة ،وزيادة في إحقاق الحق فإنهم قمامة لا خردة.