* إلقاء الصرف الصحى بمياه خليج السويس مشكلة أمام المحافظين * من ينقذ أشهر مصايف السويس منذ الستينيات وأحد معالم أفلام السينما * عضو برلمانى سابق: مشكلة الصرف الصحى فى هذه البقعة الحيوية لا يمكن السكوت عليها إلقاء مياه الصرف الصحى بشاطئ خليج السويس بمنطقة "الكبانون" مشكلة مزمنة أمام أى محافظ يتولى مسئولية بلد الغريب، ويسعى المعنيون بالأمر، على مدى ال 25 عاما الماضية، لإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ تلك البقعة الحيوية الشاطئية التاريخية، ولكن دون جدوى. فشاطئ الكبانون يعد من أشهر مصايف محافظة السويس منذ الستينيات، وواحدا من أشهر شواطئ العين السخنة وأقربها إلى قلب مدينة السويس، ولا ننسى أن المنطقة تعد أحد معالم أفلام السينما المصرية الشهيرة، حيث تم تصوير معظم المشاهد الفنية على هذا الشاطئ، ولعل أشهرها فيلم "ابن حميدو" لإسماعيل ياسين وأحمد رمزى وهند رستم، بالإضافة إلى العشرات من الأفلام البوليسية. وعلى الرغم من أهمية هذه المنطقة، إلا أن أهاليها تضرروا من الروتين الحكومى الذى دائما ما يقف عائقا أمام التنمية الشاملة، فضلا عن غياب التخطيط والإهمال وعدم التنسيق بين أجهزة المحافظة حول هذه المنطقة التى تحولت إلى بؤرة تلوث تهدد خليج السويس وقد تؤدى إلى تدمير الثروة السكنية بسبب إلقاء الصرف الصحى لهذه المدينة على مياه خليج السويس مباشرة بل وتحولت المصارف التى تحيط بالمدينة إلى منطقة خطرة. جدير بالذكر أن المحافظ السابق اللواء أحمد الهياتمى، كان قد أكد أثناء توليه المسئولية أن هناك مشروعا سيحول ناتج مياه محطات الصرف الصحى بالمحافظة لثروة بعد معالجتها ونقلها لمناطق تعمير جديدة للتشجير والزراعة وإنقاذ الثروة السمكية بمياه خليج السويس. "الأقطع": الناموس والحشرات لا يفارقوننا فى منازلنا وقال نصر الأقطع، محامٍ وأحد سكان المنطقة، إن الأهالى هناك يعانون منذ سنوات من الناموس والحشرات بسبب عدم توصيل شبكة الصرف الصحى وربط المدينة بها، موضحا أن سكان الكبانون اجتمعوا أكثر من مرة بالمسئولين لحل تلك المشكلة، مشيرا إلى أن السكان يأملون أن تجد الكبانون حلولا عاجلة، خاصة أن الظهير الصحراوي خلف الطريق السريع الذي يربط السويس بالسخنة قد أقيم به مؤخرا 3 مناطق سكنية كبرى. "بشير": الروتين أكبر عقبة أمام الحلول الفورية وقال رفعت بشير، عضو مجلس الشعب الأسبق وأحد سكان المنطقة، إن هذه البقعة من السويس لها تاريخ كبير فى أرشيف السينما المصرية، وإن كبار نجوم الفن والغناء كانوا يقصدون "الكبانون" يوميا باعتباره أقرب شواطئ البحر لمدينة القاهرة قبل تعمير مدن الغردقة وشرم الشيخ ومرسى مطروح. وأوضح "بشير" أن الروتين يقف عقبة في ربط الكبانون بشبكة الصرف الصحى الرئيسية، وتشغيل لوحة الكهرباء التى تقوم بربط صرف المنطقة بمحطة عتاقة لتنقية مياه الصرف الصحى قبل إلقائها بمياه خليج السويس. وأضاف أن هذه المشكلة لها أبعاد أخرى تتعلق بالسياحة والشواطئ والثروة السمكية والامتداد العمرانى للمدينة. وأكد عضو مجلس الشعب الأسبق، أن الكبانون أصبح لديها 3 مدن سكنية، لذلك فإن مشكلة الصرف الصحى فى هذه البقعة الحيوية لا يمكن السكوت عليها. "نشأت": هناك ملف تفصيلى أمام اللواء أحمد حامد وقال نشأت محمد، السكرتير العام المساعد لمحافظة السويس، إن المدينة بصدد إعداد ملف خاص عن احتياجات البنية الأساسية في هذه المنطقة من الصرف والكهرباء لمواكبة الامتداد العمرانى لمدينة السويس. وأوضح "محمد" أنه سيكون هناك اجتماع مع المسئولين بجمعية الإسكان المسئولة عن هذه المنطقة لوضع حلول جذرية. وأضاف أن أهالى المنطقة يعدون مذكرة تفصيلية لعرضها على المحافظ الجديد، اللواء أحمد حامد، حتى تكون هناك حلول على أرض الواقع. "أبو الحسن": هذه المشكلة أدت إلى تراجع المخزون السمكى بالخليج وقال بكرى أبو الحسن، نقيب الصيادين بالسويس، إن مشكلة إلقاء مياه الصرف الصحى، تعد أحد أهم عوامل تلوث مياه خليج السويس، وأدت إلى تراجع المخزون السمكى بالخليج. وأوضح "أبو الحسن" أنه على الرغم من أن مصر لديها سواحل ممتدة، إلا أن الصيد فى خليج السويس والبحر الأحمر له أهمية كبيرة، لذلك يجب على المسئولين التدخل من أجل الحفاظ على ما تبقى، خاصة أن هذه المنطقة تعد أحد دعائم الأمن الغذائى فى مصر. ويبقى السؤال الأهم؛ هل تشهد الأيام القليلة المقبلة حلول جذرية لمشكلة الصرف بمنطقة الكبانون التى تحتوى على 500 أسرة، تعانى بشدة من هذه المشكلة.