الفن مرآة اى مجتمع، ومن المؤكد ان المجتمع المتقدم والمتحضر، يفرز فناً راقياً ومهذباً، أما المجتمع المتخلف، والمتأخر، فسوف ينتج فناً هابطاً ورخيصاً، وهو مانشاهده هذه الأيام، فى جميع الفضائيات ودور السينما والمسرح، مما جعل المجتمع المصرى يعيش فى أزمة اخلاقية حقيقية، تمثل خطراً شديداً على عقول الصغار والكبار. مجتمعنا المصرى يواجه منذ فترة طويلة، حملة ممنهحة لافساد أجيال متعاقبة، عن طريق الفن الهابط، افلام ومسلسلات واغان تساعد على الابتذال والانحطاط، وتدنى الأخلاق، وتدعو الى انتشار العنف والرذيلة والبلطجة، دون حساب او رقيب من القائمين على الدولة، التى تركت الحبل على الغارب لفئة ضالة هدفها افساد المجتمع بالكامل. وبذلك باتت الدولة مشاركة بنسبة كبيرة فى تغييب وإفساد جيل كامل ، وإبعاده عن كل معانى ومفاهيم الدين الصحيح والاخلاق الحسنة والقيم والمبادئ النبيلة. بمقارنه بسيطة بين الفن قديماً، وماكنا نشاهده من افلام ومسلسلات او نستمع له من أغانِ، وبين الأعمال الهابطة. الهزيلة والمبتذلة التى اقتحمت بيوتنا هذه الأيام، سوف يتأكد، أننا كنا مجتمعاً أكثر تحضراً ورقيا،ً عما نحن عليه الآن، كنا مجتمع ملتزم بالقيم الرفيعة ومتمسك بالعادات والتقاليد، وطاعة الوالدين، وتبجيل المُعلمين، واحترام القدوة، وهي الأشياء التى افتقدناها بشدة هذه الأيام. الطامة الكبرى، ان من يقدمون الفن المبتذل باتوا بمثابة القدوة والرمز لجميع أبناء الجيل الحالى، فأصبحوا يقلدونهم فى كل شيئ، وبصورة مخزية، تدعو للحزن وخيبة الأمل، بل الاكثر سوءً ان ابنائنا صاروا يتتبعون اخبارهم وكل مايكتب وينشر عنهم، فى وسائل الاعلام المختلفة، وأبتعدوا عن الفن الراقى، وانصرفوا عن القدوة الحسنة المتمثلة فى العلماء والمفكرين والمخترعين والأدباء. المثير للحسرة ان جميع المنتجين والفنانين والقنوات الفضائية يتسابقون على عرض اعمالهم الدرامية التى تحمل الكثير من الإسفاف والإبتذال خلال شهر رمضان، وكأن الشهر الكريم الذى انزل فيه القرآن، قد اصبح سوقاً للدراما الهابطة، ومتجراً كبيراً لكافة مستلزمات الإسفأف والإبتذال. منذ أيام، بدأت القنوات الفضائية فى عرض الاعلانات الترويجية للاعمال الدرامية التى سيتم عرضها خلال الشهر الفضيل، وللأسف الشديد، واضح جداً انها ستكون مثل مسلسلات كل عام ، رقص ونساء عاريات، وخمور ومخدرات والفاظ مبتذلة، ومشاهد خادشة للحياء واسفاف، بما لا يتلاءم مع الشهر الفضيل "شهر الهدى والغفران"، ولا أدرى كيف يمر هذا الإسفاف الرخيص، كل عام، مرور الكرام على المسئولين عن الرقابة، اذا كان بالفعل لدينا رقابة تتقى الله فى المجتمع الذى تعيش فيه. نتمنى ان تكون هناك حملة شعبية يشارك فيها جميع افراد المجتمع، لرفض هذا الفن الهابط، الذى يحتوى على كافة المعانى الرخيصة، البعيدة كل البعد عن التعاليم الدينية، والقيم والمبادئ الحسنة ، نقاطعه ونقف له بالمرصاد، ليس فى شهر رمضان فقط، بل طوال العام، لتطهير النفوس وتنظيف العقول، من أجل مجتمع راقِ ومتحضر نتمنى ان يعيش فيه ابنائنا.