على مدار أسبوع كامل رصدنا التشوهات التى طالت الشخصية المصرية بسبب غياب الضمير الفنى.. تحدثنا عن السينما والغناء وحالة الانفلات التى طالت الإعلام المصرى.. الهدف ليس كما قلنا البكاء على أطلال الماضى أو إثارة شجن القارئ، الهدف هو البحث عن روشتة علاج من خلال تطبيقها نستطيع استرداد أمجاد الماضى وتصحيح المسار.. واليوم نحاول أن نضع الكرة فى ملاعب أصحابها ونلفت الأنظار إلى أن كل مسئول فى موقعه يستطيع التصحيح لو أخلص النية وعقد العزم.. فى عدد اليوم نحاور النقباء الثلاثة الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، ومسعد فودة، نقيب السينمائيين، وهانى شاكر، نقيب الموسيقيين، ثم رئيس اتحاد النقابات الفنية المخرج عمر عبدالعزيز لنعرف منهم كيف يرون المشهد الآن وما هى خطتهم أو منهجهم فى حماية المجتمع من موجات الإسفاف التى أفسدت وطالت كل مجالات الإبداع؟ تشويه الأغنية المصرية يعد إحدى الأزمات الكبيرة التى يمر بها الوسط الفنى المصرى خلال الربع قرن الأخير مما أدى التى تشويه متعمد للشخصية الغنائية المصرية، فلم تعد الأغنية بخير كما كانت من قبل عندما كان على رأس هرم الأغنية أسماء مهمة ممثلة فى أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم وغيرهم من الأسماء التى سطرت التاريخ الأغنية العربية، تحدثنا مع نقيب الموسيقيين هانى شاكر الذى أخذ على عاتقه منذ أن تسلم مقعد النقيب محاربة التيار الهابط الذى أساء للأغنية المصرية. الذى قال فى البداية: لابد أن أؤكد أننا وصلنا لمرحلة من الانهيار لا يمكن الصمت عليها من أجل هذا الوطن الذى أنجب صفوة النجوم فى الطرب والتلحين والشعر وفى شتى مجالات الفن الأخرى لذلك فالصمت على أى خروج عن الاحترام جريمة فى حق المصريين جميعاً، لذلك كل القرارات التى اتخذتها مع زملائى فى المجلس من أجل عودة الاحترام للغناء المصرى والعربى أمور طبيعية، لأننا بصراحة شديدة ما أشاهده فى بعض الأغانى المصورة وفى الفيديوهات والفضائيات ليست أغانى لكنها أعمال تدعو للفجور، ومصر بلد العظماء لا يليق بها مطلقاً أن يخرج منها هذه النوعية من الأغانى. والقادم فى مكافحة هذه النوعية من الأغانى هو تنقية جدول النقابة من المدعين والذين تسربوا إليه فى غفلة من الزمن حتى تعود الشخصية المصرية. وأضاف هانى شاكر: تحدثت مع المايسترو دكتور رضا رجب، رئيس لجنة القيد، وطلبت منه عدم استخراج أى كارنيه جديد لأى عضو إلا بعد التأكد من صلاحيته للغناء وكذلك مراجعة كافة التصاريح التى صدرت فى السنوات الأخيرة خاصة خلال فترة المشاكل التى كانت تعانى منها مصر. فالأمر ليس كما صوره البعض معنى بالملابس فالأمر ليس ملابس فقط لكن نحن نأخذ الأمر ككل وللأسف بعض المغنيات يرتدين الجينز أى ملابس غير خليعة ويقمن بعمل حركات لا تليق بالمايك، لذلك لابد أن يعى الجميع أن الأمر ليس فى الملبس فقط لكننى بشأن فرض الاحترام فى الكلمة واللحن والأداء.. كل شىء مرتبط بالغناء. وقال هانى: عمرنا فى المجلس أربعة أشهر فقط ورغم ذلك حققنا أموراً مقبولة ومع مرور الوقت سوف يشعر المهتمون بالموسيقى والغناء بتحسن فى كل شىء، لكن أتمنى أن يصبر علينا الناس لأننا تعرضنا للهجوم على بعض القرارات من ناس ليس لهم علاقة بالنقابة، حتى عندما منحت النقابة حق الضبطية القضائية التى عشنا سنين طويلة نطالب بها وجدنا البعض يهاجمنا وكأن هانى شاكر وأعضاء النقابة سوف يرتدون ملابس ضباط شرطة ويقومون بالقبض على الناس لذلك أقول للناس صبراً علينا، نحن نعيد الهيبة للأغنية المصرية. وأضاف: هذه الفوضى ألاحظها منذ سنوات والنقابة لن تصمت عليها أيضاً لكننى لابد أن أؤكد أن النقابة بمفردها لا يمكن أن تواجه هذا التيار لذلك أتمنى أن تساندنى أجهزة الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة والرقابة وشرطة المنصفات الفنية وكذلك اتحاد النقابات الفنية وكل زملائى فى النقابات الأخرى. قلت لهانى شاكر: ألا تخشى من أصحاب هذا التيار خاصة أن بعضهم يمتلك آليات إحباط محاولتكم؟ - قال أنا غير قلق لسبب أن الشعب نفسه يلاحظ هذا الانهيار ولا يصح إلا الصحيح. وأضاف: أتابع الحملة التى تقوم بها «الوفد» ضد أغانى المهرجانات وأنا معكم تماماً فى أن هذه النوعية من الأغانى تسربت من السينما لذلك سوف أعمل على اتخاذ بعض التدابير التى تمنع انتقال هذه الأغانى من السينما إلى الفضائيات. ويكون هناك إقرار يوقع فى الرقابة أو أى جهة من قبل المنتج بمنع عرض أو إذاعة أغانى الأفلام خارج سياق العمل الدرامى. وأضاف: للأسف بعض الشركات تستخدم الأغانى الهابطة كدعاية للفيلم لكننى أعدك بأننا سوف نعمل على القضاء على كل ما هو هابط وأتصور أن الحكاية مجرد وقت. وبمناسبة أغانى المهرجانات أرى أن حرص بعض الإذاعات الموجود على ال «إف إم» بتخصيص جزء كبير من مساحتها لهذه الأغانى ومطربيها أمر فى منتهى الخطورة وأتمنى من القائمين على هذه الإذاعات أن يتداركوا هذا من أجل مصر، ليس من المقبول أن نترك هذه الأغانى تحل محل الغناء الجاد. وأنا أطالب من خلالك بأن تكون هناك لجنة أو جهة تعمل على تنفيذ مطالب الرئيس السيسى الذى شدد عليها بشأن الارتقاء بالفن المصرى لأننا بالفعل نمر بمرحلة حرجة خاصة فى الفن، لا يليق بأن نشاهد تلك المسلسلات التى تقدم فى رمضان من كل عام وتلك الألفاظ.. هذه ليست مصر وهذه ليست الألفاظ التى تخرج من الأسرة المصرية لابد أن نقضى على حالة العبث التى نعيشها وجميل أن نجد الرئيس استشعر هذا الخطر وطرحه للعامة هذا يعنى أنه متابع جيد، لذلك أتمنى من الجهات المسئولة تفعيل كلام الرئيس السيسى. وأضاف هانى: المواجهة لابد أن يكون هناك دور للإذاعة والتليفزيون والبداية عودة ليالى التليفزيون وأضواء المدينة تلك الحفلات أتصور أنها المصل الذى يساهم فى منع تلك المهاترات التى نراها على الساحة. وأرى أيضاً أن فرض شركات الإعلانات موجة معينة من الأغانى على بعض المحطات الإذاعية منها أغانى المهرجانات تدمير للذوق العام ولا يجوز أن تفرض هذا الشركات نوعاً معيناً من الغناء الهابط على الناس، هذا لا يليق، غير مقبول أنك تقول الناس تسمع إيه؟ وأتمنى من المسئولين عن متابعة ومراقبة تلك الإذاعات اتخاذ قرارات تمنع هذه المهازل هذه مصر يا جماعة، لا يليق بنا أن تكون هناك محطات إذاعية مهمتها هدم الذوق العام أو أغانٍ مدعومة من معلن هذا تهريج يقدم ذوقه الخاص لنا ويفرضه علينا لمجرد أن هناك شريحة من الناس تسمع تلك الأغانى وأنا معكم أيضاً بأن هناك محاولة لتدمير الشخصية المصرية. وطبقاً لما أراه هذا حقيقى أنظر إلى صورة المرأة فى الدراما واستمع إلى كلمات الأغانى الآن لا تعبر عنا وكلامها ليس منا رغم أن الأغنية كانت سلاحك السرى للوصول إلى كل بيت فى العالم العربى، الآن أتصور أن ما يقدم من إنتاج غنائى ودرامى سوف يجعل الدول ترفض شراء أعمالنا. وحول مستقبل الأغنية المصرية قال هانى: تحتاج إلى تضافر الجميع شركات ومسئولين وأنا بطبعى متفائل بشرط أن تتخلى الشركات عن السياسات السابقة المتعلقة بالتدخل فى المهرجانات. وأتمنى أن يكون هناك تعاون مع وزارة الثقافة والسادة المحافظين فى عملية تنشيط سياحة المهرجانات الغنائية لأننى من الممكن أن أقيم كل عام مهرجاناً فى محافظة حتى أصل إلى كل منطقة فى مصر، خاصة أننى غير راضٍ تماماً عن عدد المهرجانات المصرية، لا يليق بدولة بحجم مصر ألا يكون فيها سوى مهرجان الموسيقى العربية فقط، مصر تستحق أكثر من هذا. كتب:صفوت دسوقى فى الفترة الأخيرة طال الإسفاف والابتذال الدراما التليفزيونية وتراجعت لغة الحوار بشكل كبير وأصبحت جريئة ووقحة مما أدى إلى تهديد الشخصية المصرية، الأمر الذى دفع كثيراً من الجمهور إلى الابتعاد عن مشاهدة الأعمال الدرامية المصرية والاكتفاء بالدراما التركية والهندية.. ولم تتوقف الجرأة فى الأعمال الدرامية عند لغة الحوار بل زحفت إلى مشاهد كاملة.. وشاهدنا أعمالاً درامية تضم مشاهد صعبة وصادمة كما حدث فى مسلسل «ابن حلال» بطولة محمد رمضان، فقد احتوى المسلسل على مشهد يحرق فيه الابن والده بدم بارد، وقامت الدنيا ولم تقعد بسبب هذا المشهد لكن ما قيمة هذه الضجة فلا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها، فقد تم العرض.. والمشكلة أن محاربة الإسفاف والابتذال لا تحتاج إلى شخص محدد أو جهة بعينها ولكن تحتاج إلى تضافر الجهود ودعم من الدولة لأن الفن صناعة ضخمة وتشارك فيها أطراف كثيرة. التقينا الدكتور أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية، والذى تحدث فى هذه القضية قائلاً: إذا أردنا أن نحارب الإسفاف والابتذال فيجب أن نعترف بأن الإسفاف سيظل موجوداً وأن الحل الوحيد للقضاء عليه يحتاج إلى تقديم منتج بديل.. نعم نحتاج إلى منتج بديل جيد حتى يفرض نفسه ويطرد الأعمال التى تحمل إسفافاً وابتذالاً. وواصل الدكتور أشرف زكى حديثه: القضاء على الإسفاف والابتذال ليست مسئولية النقيب أو جهات الإنتاج.. الأمر يحتاج إلى اهتمام كبير من الحكومة، يجب أن نسأل الحكومة بكل أعضائها هل هى جادة فى رفضها للإسفاف أم لا؟ إذا تخلت الحكومة وتركت الأمور كما هى الآن فيجب أن نعترف بأن الوضع سيظل كما هو، أتمنى أن تكون لدينا حكومة مؤمنة بقيمة الفن ولديها نوايا جادة فى تقديم فن جيد يرتقى بذوق المشاهد ويساهم فى تفتيح مداركه. وحول دور وزير الثقافة فى تصحيح هذا المسار الذى جعل لغة الحوار وقحة والمشاهد الصادمة تفرض نفسها، قال: نقيب المهن التمثيلية: الأزمة أكبر من دور وزير الثقافة كما قلت فى موضع سابق، إذا أردنا إعلان الحرب على الإسفاف والفنى الردىء فيجب أن تهتم الحكومة بكل قطاعاتها ومؤسساتها. شىء غريب أن الدولة عندما تريد مناقشة أوضاع الدراما والسينما تجلس مع ناس غير معنيين بالأمر.. أرجو أن تنتبه الدولة إلى قيمة الفن وأن تنظر إليه باعتباره القوة الناعمة التى تستطيع من خلالها التأثير والتغيير فى الناس لكن كل الشواهد الموجودة على الساحة الآن تؤكد أن الدولة لا تؤمن بقيمة الفن وقدرته على التأثير فى الناس.. فى تركيا أدركت الحكومة أن الفن سريع التأثير ولذا أصدرت قراراً بإعفاء صناع العمل الفنى الذى يروج للسياحة هناك من 16٪ من قيمة الضرائب وهذا شجع صناع الفن على إبراز الأماكن الطبيعة هناك وعلى أثر ذلك حدث انتعاش فى الدخل السياسى وهذا يعكس أن الفن له دور إيجابى. وأضاف أشرف زكى: عندما قلت إن القضاء على الإسفاف مهمة الدولة لم أقصد أن دخول الدولة فى مجال الإنتاج ولكن تشجيعها لصناع الإبداع الحقيقى الذين يريدون تقديم فن جاد ولا يعرفون لغة الفن التجارى الذى يعتمد على الغناء الشعبى والرقص لجذب الإيرادات.. التسهيلات تشجع شركات الإنتاج لكن ارتفاع الجمارك والضرائب وإيجارات الأماكن السياحية والمطارات تدفع عدداً كبيراً من شركات الإنتاج الجادة إلى الابتعاد عن السوق وعدم خوض تجربة الإنتاج.. فقد عرف العالم العربى والغربى مطار القاهرة من الأفلام القديمة لكن فى الوقت الحالى تضطر شركات الإنتاج إلى عمل ديكور رخيص يعبر عن مطار القاهرة للهروب من سداد قيمة الإيجار المبالغ فيها.. ويظهر مطار القاهرة فى الديكور ضعيفاً جداً ولا يعكس الحقيقة.. ارتفاع التكاليف الخاصة بالإنتاج جعل الأعمال الجيدة قليلة لأن تقديمها مغامرة والعائد منها غير مضمون خاصة أن هناك شركات إنتاج تقدم التوليفة التجارية التى تضمن جنى أكبر قدر من الإعلانات. وبشأن الأصوات التى تنادى بإلغاء الرقابة والأصوات التى تحملها مسئولية الإسفاف والابتذال قال الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية: أنا مع وجود الرقابة على المصنفات الفنية فى الوقت الحالى لأن هناك متغيرات كثيرة فى المجتمع ووجود الرقابة شىء مهم فى ظل هذه المرحلة لأن الرقابة مهمتها عدم السماح بأعمال تفسد الذوق العام أو تهدد سلامة المجتمع وتتعارض مع الآداب العامة.. وتابع أشرف زكى: إلى جانب وجود الرقابة يجب أن يكون ضمير المبدع يقظاً جداً فلا يقدم إلا الأعمال التى تحمل قيمة وتساعد على البناء وليس الهدم.. ويجب على صناع الدراما الابتعاد عن الأفكار التى يساهم الترويج لها فى إفساد الذوق العام وتدهور منظومة الأخلاق.. من يتأمل حال الغناء والتمثيل يكتشف جيداً أن هناك تراجعاً وتدنياً ولكن علينا أن ندرك أن الإسفاف سيظل موجوداً ولن يرحل ولكن الحرب عليه يجب أن تكون بتقديم بديل يحمل كل مواصفات الجودة وحامل للقيمة. واختتم نقيب الممثلين حديثه: أنا مثل كل الناس أتمنى أن تسترد السينما عافيتها وتستعيد الدراما التليفزيونية بريقها وهذا لن يحدث إلا بدعم جاد من جانب الدولة للمبدعين.. الفن قبل أن يكون صناعة وتجارة فهو رسالة تؤثر فى النادى وتغير الأوضاع الخاطئة. عمر عبدالعزيز نعيش حالة تخبط والضمير الفنى غائب والإسفاف بلغ الذروة فى الفن والإعلام المخرج عمر عبدالعزيز، رئيس اتحاد النقابات المصرية والعربية قال عن أزمة غياب الشخصية المصرية المحترمة فى السينما والدراما وتدنى الذوق العام وكيفية مواجهته كرئيس الاتحاد النقابات: للأسف نحن لا نملك سوى مناشدة الضمير الفنى الغائب وأن يراعى كل فنان ربه وضميره فيما يقدم خاصة أننا بحاجة ماسة لأن تقدم صناعة الدراما والسينما أعمالاً حقيقية تعبر عن الشخصية المصرية الحقيقية فى هذا التوقيت تكون باعثة للأمل والعمل والقدوة والانتماء، لكن - والكلام لعبدالعزيز - هذه الأمور بحاجة لبعض الوقت لكى نعود لها من جديد لأننا مازلنا نعيش فى حالة تخبط فى كل الجهات ونعيش مرحلة مختلفة عجزت معها الرقابة عن مواجهة هذا الشكل الفكرى الكبير فى مضمون الدراما وهى أمور لابد أن تنبع من الضمير الفنى لكن الإسفاف بلغ الذروة فى كل شىء وأسوأها فى الإعلام الذى تخطى السينما والدراما حتى الأخلاق العامة أصبحت تعانى خللاً رهيباً فى الشارع والمدرسة والفن ولعل آخرها ما بدر من الممثل الشاب أحمد مالك تجاه رجال الشرطة الذين يحموه ويحمونا فى الشارع وهذا ناتج عن خلل فى تربية وأصبحنا للأسف كنقابات فنية أو اتحاد منسق بينهم لا نملك سلطة المحاسبة. وأوضح عبدالعزيز أن هذا الخلل والتخبط والانحدار ناتج فى المقام الأول من غياب الدولة عن الصناعة سواء بالدعم أو الحماية أو وضع ضابط وآليات تحكم عمل القائمين على الصناعة وتركها فريسة للقرصنة لذلك يستسهل المنتج بعمل أفلام رخيصة فى التكلفة والمضمون تحسباً للسرقة ويلعب على الغرائز ليسحب جمهوراً معيناً هو القادر على التعامل مع مرحلة الفوضى والتخبط. وأضاف: غياب الضمير الفنى فى هذه المرحلة خطر لأننا بحاجة لقوة وتأثير السينما والدراما فى تكوين الوجدان وتعزيز الانتماء والقدوة وبث روح العمل لتتماشى مع مجهودات الدولة والرئيس لكن من حول الرئيس؟ وأوضح أنهم لا يؤمنون بالفن بدليل إهمالهم وعدم اهتمامهم بعيد الفن. السينمائيين مسعد فودة: أحذر.. هناك مؤامرة قطرية وإيرانية لاحتكار إبداعنا وتراثنا.. الحقونا أحمد عثمان الشخصية المصرية التى كنا نشاهد أصالتها وعراقتها فى أعمال مازالت محفورة فى الوجدان فى السينما والدراما من خلال أعمال خالدة للأسف تعرضت للتسطيح والتهميش والتشويه على الشاشة بسبب غياب الضمير الفنى وانحدار وتدنى الأعمال المقدمة وكان لزاماً علينا مواجهة نقيب السينمائيين ورئيس اتحاد النقابات الفنية حول سلطة كل منهما فى مواجهة الابتذال والتدنى الفنى فى السينما والدراما؟ وكانت هذه آرائهما حول تفاقم الأزمة وانحصرت فى غياب الدولة وغياب الضمير الفنى. وفى البداية سألنا المخرج مسعد فودة - نقيب السينمائيين نقيب الفنانين العرب عن هذه الظاهرة؟ - فقال: حاولنا ومازلنا نحاول التصدى لظاهرة التدنى الكبير الذى شاب أعمال السينما والدراما وعملنا لجنة قراءة واطلاع على النصوص قبل تصويرها فى نقابة السينمائيين خاصة أعمال القطاع الخاص البعيد عن الرقابة لكن - والكلام لفودة - قبل البحث عن آليات وضوابط تحكم العمل الإبداعى فى السينما والدراما لمواجهة التدنى الرهيب فى المستوى الفكرى واللفظى الذى نشاهده بتبجح والناتج عن حالة فوضى وتدنٍ كبيرٍ فى كل الخدمات والمجالات يجب أن نصرخ وننبه الدولة وكل مؤسساتها التى سحبت يديها من دعم وحماية صناعة الفكر والإبداع عن حجم المؤامرة الكبرى التى تدار لنهب وبيع تراثنا الفنى والإبداعى والتى ساهم فى كارثيتها ابتعاد الدولة ومحاولات التطفيش والتهميش للصناعة من خلال آليات تعطل الصناعة مثل وضع عقبات أمام التصوير فى الأماكن السياحية والمزارات المهمة التى من شأنها تقديم دعاية سياحية بالمجان لمصر وعدم تصدى الدولة ومؤسساتها لعملية القرصنة الممنهجة على السينما لدرجة أصبحت أن من يعمل فى صناعتها الآن أبطال ومقاتلون لأنهم يتعرضون لنزيف الخسارة. وتساءل «فودة» كيف تسألنى أن لا أمد يدى لا أسرق وآكل وأنت تتركنى جائعاً وقبل أن تتحدث عن انحدار الذوق العام فى الفن والإبداع علينا أن نواجه فى الشارع وفى الإعلام وفى كل المجالات والوزارات التى تئن بالفساد وكيف تسألنى عن ضوابط والدولة لا تسمع ولا ترى ولا تهتم بالفن والإبداع. وأوضح «فودة»: نحن أمام هجمة شرسة لتدمير صناعة السينما والدراما أطرافها معلومة وتنفذها آليات منظمة لصالح قطر وإيران تسعى للاستحواذ على كل التراث الفنى واحتكار النجوم بأجور فلكية ليس لها مثيل فى العالم ولا تمثل الأجر الطبيعى لأى نجم فى مصر وفاقت الخيال تعطيهم بلا حساب ثم تتركهم بلا عمل لسنوات مقبلة تماماً كما حدث فى الغناء عندما استحوذت روتانا على كل نجوم الطرب ثم تركتهم يواجهون المجهول. والآن هناك محطة فضائية جديدة وقنوات تسعى لعمل محطات دراما وسينما ومنوعات ستبتلع سوق الدراما المصرية والعربية وتسعى لشراء كل التراث الإبداعى وبدأوا فى شرائه من ART وروتانا وإن لم تقف الدولة فى ظهرنا وتدافع عن فنها ليس بالمال وإنما على الأقل بمجموعة من الضوابط والقرارات والقوانين ستخسر كل شىء وسنخسر القوة الناعمة التى تساند قضيتنا إذا لم نستطع عمل ذلك بعدها يمكن أن نحاسب بعضنا عن الذوق والأخلاق والقيم التى ضاعت فى السينما والدراما.