* طارق فهمي: "السيسي" دعا فلسطين وإسرائيل لاستغلال موقع مصر في مجلس الأمن * ألفي: كل الظروف لا تؤدي ل"مصالحة" فلسطينية إسرائيلية * سياسي فلسطيني ل"نتنياهو": استغل مبادرة أهم رئيس في الشرق الأوسط واستمع لصوت "السيسي" * عبد القادر ياسين: إسرائيل تخاف ما تختشيش ولن تستمع ل"السيسي" "مصالحة فلسطينية إسرائيلية".. هكذا بدا من حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش افتتاحه محطة كهرباء أسيوط اليوم، الثلاثاء. فقد ناشد رئيس مصر الفلسطينيين أن يوحدوا الفصائل المختلفة، وقال: "مطلوب تحقيق مُصالحة حقيقية، واحنا في مصر مستعدين نقوم بأي دور لإيجاد حل للقضية التي طال الانتظار لإيجاد حل لها". على الجانب الثاني، وجه الرئيس حديثه للقيادة الإسرائيلية، فقال: "من فضلكم توافقوا من أجل حل هذه الأزمة ولن يكون مقابله إلا كل أمر جيد للأجيال الحالية والقادمة لو تحقق الأمل، بإيجاد حل للقضية بوجود دولة فلسطينية سيحل الأمن والأمان للجانبين". وأضاف "السيسي": "لكل من استمع لي هناك فرصة عظيمة لمستقبل أفضل، وحياة أعظم لاستقرار أكبر لتعاون حقيقي، دعونا نغتنم الفرصة ونتحرك لواقع جديد". كيف سيستقبل الطرفان هذه المبادرة، وكيف سيتطور المشهد، خاصة في ظل وجود مبادرة فرنسية في نفس الاتجاه، هذا ما ترصده السطور التالية: "استغلال مقعدنا" أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ السياسة العامة والخبير في الشئون السياسية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وعضو شبكة مراكز الأبحاث الاستراتيجية بواشنطن، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يطرح مبادرة للسلام بين الفلسسطينيين والإسرائيليين، ولكنه أوصى بتقريب وجهات النظر واستغلال موقع مصر في مجلس الأمن لتحريك محادثات السلام مرة أخرى، وهي فرصة ربما لا تتكرر مرة أخرى. وقال "فهمي"، في تصريح خاص ل"صدى البلد": "دعوة الرئيس كانت للرأي العام وقيادة الجانبين، وحديث الرئيس اليوم كان مهما نظرا للطرح المنتظر تقديمه من قبل فرنسا في مؤتمر السلام الذي سيعقد نهاية الشهر، بالإضافة إلى استغلال زيارات جون كيري إلى مصر والمنطقة للتأكيد على ضرورة إحياء مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين؛ خصوصا بعد تحفظ القيادة الإسرائيلية على المبادرة الفرنسية". وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية في طريقها لإعادة التشكيل والدلائل الموجودة على الساحة تشير إلى أن المعارضة الإسرائيلية سيكون لها قدم في الحكومة القادمة، وهو ما قصده الرئيس بتوجيه كلامه للرأي العام الإسرائيلي ليشكلوا قوى موازية تجبر القيادة على الانصياع لمبادرات السلام الفرنسية القائمة، فالطرح المصري في مجمله ينطوي على ضغوطات على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. "انتخابات تعطل مصالحة السيسي" قال أكرم ألفي، الكاتب المتخصص في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، إنه عندما تعيش الولاياتالمتحدةالأمريكية مرحلة انتخابات فلا مجال من قريب أو بعيد للحديث عن "تسوية" بين فلسطين وإسرائيل، فأمريكا في هذا الوقت تكون منشغلة بالتودد للناخب اليهودي وطلب رضائه، بينما "التسوية" عكس هذا الاتجاه تماما. وأضاف "ألفي"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما تحدث عن التسوية بين فلسطين وإسرائيل اليوم قال جملة مقتضبة: "أدعو العالم لحل القضية"، وهو بذلك يؤكد الموقف المصري الداعم لحل الأزمة، بينما يتلخص دور الدبلوماسية المصرية في أرض الواقع على إحداث مصالحة "فلسطينية – فلسطينية" أولا استعدادا للحظة ما بعد الانتخابات الأمريكية، والمعلومات المتاحة هي أن جهود القاهرة لإدارة هذا الملف تواجه خلافات واضحة بين الفصائل الفلسطينية بعضها البعض، وهو ما يؤخر التصالح. وأوضح الباحث في الشأن الفلسطيني والإسرائيلي، أنه على الجانب الفلسطيني، فإن عدة أسباب تجعل المصالحة بين فلسطين وإسرائيل مستحيلة في اللحظة الراهنة، أولها أن الفصائل الفلسطينية نفسها دخلت عامها العاشر في الانقسام الداخلي وعدم الانسجام، وهذه الفترة تجعل من الصعب أن يكون هناك مفاوض فلسطيني عن جميع الأطراف، ومن الناحية الثانية فإسرائيل تواصل تعنتها وبناء مستطوطنات، ما يجعل التسوية صعبة في اللحظة الراهنة أيضا. وعن المبادرة الفرنسية التي جاءت دعوة الرئيس السيسي بالتوازي معها، قال "ألفي": "مصيرها الفشل، لا سيما أن تل أبيب لا تثق في "باريس" وترى أنها منحازة للعرب وغير محايدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية، كما أنه لا توجد ضغوط فعلية على إسرائيل لتقدم تنازلات، فالشواهد تؤكد تراجع أعدائها الاستراتيجيين، والمتمثلين في "حماس، حزب الله، وسوريا". اسمع كلام السيسي أكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن "طرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعوة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى طاولة المفاوضات جيد وكنا في حاجة إليه"، متمنيا أن يستمع الإسرائيليون لحديث رئيس أكبر وأهم دولة عربية في المنطقة حتى لا تسير الأمور إلى حد لا يحمد عقباه. وقال "الرقب"، في تصريح ل"صدى البلد": "بكل الصور نحن معنيون بإحياء مفاوضات السلام لكن على أسس وبشكل محدد وفترة زمنية محددة ومعلومة دون الدخول إلى مراحل مفاوضات تصل إلى 20 عاما أخرى، لذا يجب استغلال المبادرة الفرنسية كما أكد الرئيس المصري؛ لأن المنطقة برمتها معنية بالقضية الفلسطينية وإحلال السلام بفلسطين، وعلى الجانب الإسرائيلي أن يستمع لصوت العقلاء، فهي فرصة لإعادة المياه إلى العملية السياسية الفلسطينية مرة أخرى". وأضاف أن إسرائيل ضد المبادرة الفرنسية وأن بنيامين نتنياهو مصر على رفضها ودعا الرئيس الفلسطيني لمحادثات مباشرة، لكن الجانب الفلسطيني ليس لديه ثقة في وعود الاحتلال لذا رفض أي لقاء يجمع بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلا تحت إشراف دولي، وهو ما يحاول نتنياهو عرقلته، مشيرا إلى أن المبادرة الفرنسية هي عبارة عن اجتماع على مستوى الخبراء لمناقشة الأفكار ثم يتم طرحها على الجانبين ومناقشتها. "تخاف ما تختشيش" أكد عبد القادر ياسين، الكاتب والمؤرخ الفلسطيني، أن إسرائيل لن تستمع لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مثلما اعتادت على إضاعة كل جهد يتم بذله منذ عام 1948 وحتى الآن. وقال "ياسين"، في تصريح خاص ل"صدى البلد": "عدونا الإسرائيلي يحمل معادلة صفرية، إما نحنُ وإما هم، وبالتالي لا مجال للتسوية معهم، فضلا عن أن ميزان القوى العربي يميل نحو إسرائيل". وأضاف: "عدونا بيخاف ما يختشيش، ودول عربية عديدة تعرض عليهم التحالف ضد فلسطين، وعلى هذا إسرائيل هتعمل حساب لمين؟".