ندب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى كثرة التزود من الحج والعمرة والمتابعة بينها لِما في ذلك من تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفعة الدرجات، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة» رواه أحمد والترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وليس في العام إلا حج واحد، وقد لا يتسنى للعبد أن يقصد بيت الله في كل عام، لذلك وسَّع الله على عباده، فشرع لهم من الأعمال الصالحة ما هي في متناول أيديهم وفي استطاعتهم ليدركوا أجر الحج وثواب العمرة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وهو ذو الفضل المبين، ومن ذلك: تحجيج غيرك بمالك: عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ خَلَّفَهُ فِي أَهْلِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الْغَازِي مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَجْرِ الْغَازِي شَيْءٌ ، وَمَنْ جَهَّزَ حَاجًّا أَوْ خَلَّفَهُ فِي أَهْلِهِ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الْحَاجِّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْتَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ، وَمَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ». رواه النسائي وابن خزيمة والترمذي. صلاة الإشراق: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- أن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ ، وَعُمْرَةٍ ، تَامَّةٍ ، تَامَّةٍ ، تَامَّةٍ» رواه الترمذي (586) وغيره، وهو حسن. فمن جلس بعد صلاة الفجر إلى الإشراق في مصلاه يذكر الله، ثم صلى ركعتين أدرك هذا الفضل ونال ذلك الأجر ولو في كل يوم، ولو لم يكن في إمكانه إلا في يومي الإجازة (الخميس والجمعة) لأدرك في كل شهر ثمانى حجج وثمانى عمر، وفي السنة (69) تسعة وستون حجة وعمرة، ولو دام على حاله هذا في عشر سنوات لحاز أجر (690) حجة و(690) عمرة. حضور حلقات العلم: عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حَجَّتهُ» رواه الطبراني في الكبير، وهو في صحيح الترغيب. الاعتمار في رمضان: فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمرة في رمضان تقضي حجة» أو "حجةً معي" وقال: "فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة" رواه البخاري ومسلم صلاة الفريضة في المسجد : عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ مَشَى إِلَى صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ فِي الْجَمَاعَةِ فَهِيَ كَحَجَّةٍ , وَمَنْ مَشَى إِلَى صَلاةٍ تَطَوُّعٍ فَهِيَ كَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ» رواه أحمد أبو داود عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلَاةٌ عَلَى أَثَرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ ".رواه ابوداود في سننه (558). فخمس صلوات في اليوم والليلة في المسجد مع جماعة المسلمين تعادل أجر خمس حجج، وفي السنة (5 صلوات / 360 يوما) = 1800 حجة في سنة واحدة، وفي عشر سنوات = 18000 حجة، وفي ثلاثين (30) سنة = 54000 (أربعة وخمسون ألف حجة). صلاة في مسجد قباء بالمدينة النبوية: فعن سهل بن حنيف -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ صَلاةً كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ " رواه أحمد والترمذي والنسائي ، وهو صحيح صلاة العشاء والغداة في جماعة: عَنْ أَبِي ذَرٍّ أ«َنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ قَالَ أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا». رواه أحمد في المسند والنسائي.