قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الشريعة الإسلامية تضع الأيتام فى مكانة ومنزلة خاصة وتدعو دائمًا إلى رعايتهم والقيام على قضاء حوائجهم وتقديم كافة أشكال الرعاية لهم للتخفيف عنهم وإشعارهم بالحب والحنان المحرومين منه، باعتبارهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع. وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن من يكفل يتيما يرضى الله عنه، مشيرًا إلى أن الإسلام خص من يمسح على رأس يتيم بالثواب العظيم والأجر الكبير من الله -عز وجل-، كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَسَحَ عَلَى رَأْسِ يَتِيمٍ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى يَدِهِ وَزْنٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». وأشار المفتي السابق، إلى أن المسح على شعر اليتيم يذهب قسوة القلب ويجعله لينيًا، مستشهدًا بما روي بأَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَتَبَ إِلَى سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلا شَكَى إِلَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ: «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ». ولفت إلى أن القرآن الكريم قد حفل بالعديد من الآيات التى تحض على رعاية شؤون اليتيم والاهتمام به ورعاية مصالحه ومن هذه الآيات قول المولى عز وجل: «وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً» (النساء : 127)، وقوله تعالى أيضا : "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ" (الضحى: 9)، وقوله جل شأنه: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً" (الإنسان الآية 8). وألمح إلى السنة النبوية المطهرة حفلت كذلك بالكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التى تحض على الاهتمام باليتيم ورعايته وتقديم كافة أنواع العون له ومنها قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا.. وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى» وقوله صلى الله عليه وسلم: «من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة».