* روسيا تحتفظ بقوة قوامها 4000 شخص في سوريا * عناصر الانسحاب وتوقيته يحددان مدى جدواه في حل الأزمة * تنفيذ الانسحاب يدلل على رغبة روسيا في إنهاء الصراع فعليا قال محللون إن إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن سحب القوات الرئيسية الروسية من سوريا، سيعطى دفعة لمحادثات السلام التي تجرى في جنيف بين المعارضة السورية والنظام برعاية دولية ومشاركة أطراف إقليمية، حسب ما نقلته صحيفة تلجراف البريطانية. وأضاف المحللون انه إذا ماتم تنفيذ الانسحاب بالفعل فإن هذا سيكون دلالة قوية على صدق روسيا فى حديثها حول رغبتها في إنهاء القتال فى سوريا بعد خمس سنوات من الصراع الذي أودى بحياة 300 ألف شخص وأدى إلى فرا الملايين من اللاجئين خارج البلاد. في الوقت ذاته حذر المحللون من أن إعلان الرئيس بوتين لن يغير كثيرا، إذا ما تم وقف الضربات الجوية الروسية على فصائل المعارضة والمدنيين في البلاد. وقالت تلجراف إن روسيا والتى بدأت ضرباتها الجوية فى سوريا العام الماضي بهدف معلن وهو تدمير الجماعات الإرهابية في البلاد، ركزت ضرباتها في الواقع على قوات المعارضة المناوئة للأسد. وقال الكرملين إن روسيا حققت انقلابا حقيقا في المعركة ضد الإرهابيين فى سوريا بالرغم من ان تنظيم داعش لازال يسيطر على ثلث أراضي البلاد تقريبا. وقال بوتين إن القوات الروسية ستحافظ على وجودها فى ميناء طرطوس وكذلك قاعدة جوية فى اللاذقية. وبحث بوتين مع نظيره الأمريكي باراك أوباما انحساب روسيا الجزئي مساء أمس الإثنين، حيث اكد البيت الأبيض إن الرئيسين ناقشا الخطوات التالية لحل النزاع فيما أصر أوباما على الحاجة إلى مرحلة انتقال سياسى في سوريا. وتقدر القوات الروسية فى سوريا بحوالي 4000 شخص بينهم طيارين وقوا، ومشاة البحرية. ورغم عدم اعتراف الكرملين رسميا بالأمر إلا أنه يعتقد ان هناك وحدات مدفعية روسية فى سوريا. وقال مايكل هويتزر، محلل أمنى في مجموعة ليفانتين:" السؤال الآن كم سيستغرق الانسحاب من سوريا، وما الذى يعنيه بوتين ب " الجزء الرئيسي" من القوات الروسية في سوريا؟ إذا لم يكن يعنى العنصر الجوي وإذا استغرق الانسحاب شهورا، فهذا لن يكون ذا جدوى". وقالت تلجراف إنه رغم الاشتباكات المتقطعة منذ بدء هدنة مؤقتة في سوريا برعاية روسية أمريكية فى 26 فبراير، فإن مستوى العنف انخفض بشكل كبير في سوريا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وأشارت تلجراف إلى أن الهدنة لا تشمل كل من داعش وتنظيم جبهة النصرة وهى فرع تابع لتنظيم القاعدة في البلاد، مضيفة أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول التحالف الدولي لازالت تواصل قصف داعش. وقالت الصحيفة البريطانية إن هناك نقاط خلافية ضخمة بين الحكومة السورية والمعارضة خاصة فيما يخص مسألة الانتقال السياسي في البلاد. وتطالب المعارضة السورية برحيل الرئيس الأسد فورا بينما يقول النظام السوري إن المرحلة الانتقالية ستقتصر على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات سيسمح للأسد بالترشح فيها.