تستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل غدا الخميس ، القمة الأوروبية في أجواء ملبدة بالغيوم، نظرا لاستمرار تباين المواقف بين قطبي الاتحاد، أي فرنساوألمانيا إزاء آليات حل الأزمة المالية التي تعصف بدول منطقة اليورو الواحدة تلو الأخرى . ومصدر الخلاف بين باريس وبرلين أن كليهما لديه رؤية تصطدم برؤية الآخر فساكن الاليزيه الجديد يتنبى سياسة اطلاق النمو الاقتصادى والمشاركة فى تحمل الديون ، فيما تشدد المستشارة ميركل على ضرورة فرض مزيد من الصرامة على موازانات الدول . ويرى المراقبون ، أن مستقبل اليورو سوف يتقرر غدا خلال القمة التى تستمر لمدة يومين على مستوى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبى ال 27 ، فى حال ما إذا توفرت الارادة المشتركة لانقاذ العملة الأوروبية الموحدة . فهناك اجماع على أن مستقبل اليورو لايرتبط ، كما يبدو للوهلة الأولى بأسبانيا ، البرتغال ، قبرص أو اليونان وانما هو مرهون بما سوف تقرره برلين التى تتوجه اليها جميع الانظار كطوق النجاه لانقاذ العملة الأوروبية الموحدة ، اليورو ، حيث تزداد القناعة يوما بعد يوما فى الأوساط المالية أن برلين وحدها هى القادرة على ان تحمل الأعباء التى سوف تواكب خطة انقاذ اليورو ولكن المسألة تنحصر في معرفة ما إذا كان الألمان لديهم الرغبة فى ذلك ومتى يمكنهم البدء حيث كانت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قد حذرت مجموعة العشرين من محاولة إلقاء عملية إنقاذ منطقة اليورو على عاتق ألمانيا وحدها:" أن قوة ألمانيا ليست بلا حدود ولاينبغي المبالغة في تقديرها". كما أكدت ميركل في كلمة أمام البرلمان يوم 14 يونيو الحالى، أن ألمانيا قوية وتعد محرك النمو الاقتصادي في أوروبا، داعية إلى دور تنظيمي أكثر فاعلية للبنك المركزي الأوروبي على المصارف المحلية في أوروبا، لتلافي مزيد من الاضطرابات في القطاع المصرفي وتأسيس مزيد من اللجان الرقابية المستقلة على أداء المصارف، رافضة الحلول السريعة التي لاتجدي نفعا لحل مشكلة الديون الأوروبية والتى يتبناها الشركاء الأوروبيون الأخرون.