أكد عصام الأمير، رئيس مجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الإعلام العرب، أهمية المبادرة الإعلامية للحوار عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت اسم "مستقبلنا"، والتى أطلقها قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة، والتى تهدف بالأساس إلى إقامة حوار مع شباب المنطقة العربية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت. وقال الأمير - خلال كلمته التى ألقاها بالملتقى الثانى حول المبادرة الإعلامية للحوار عبر شبكات التواصل الاجتماعى بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بحضور الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وسوسن غوشة، مسئولة مكتب الأممالمتحدة للإعلام بالقاهرة - إن المحور الأول الذي دارت حوله المناقشات والآراء هو "التحديات الرئيسية التي تواجه التنمية المستدامة بالمنطقة العربية"، والتعرف على وجهات نظر الشباب في هذا الموضوع باعتبارهم المستفيد الأول من أي عملية تنمية مستدامة بالمنطقة، كذلك التعرف على بعض التجارب الناجحة بالمنطقة ونشرها إعلاميا وكيفية معالجة القصور في بعض النواحي الإنمائية بالمنطقة. وأقيمت حلقة نقاشية في شهر نوفمبر من العام الماضي بمقر الجامعة العربية بحضور وسائل الإعلام والعديد من المنظمات والهيئات المهتمة، وتم طرح آراء الشباب ووجهات نظره ودور وسائل الإعلام في مجال التنمية المستدامة. وقد كشفت الحوارات والآراء بين الشباب عن أن من أهم معوقات التنمية المستدامة بالمنطقة "تفشي العنف والإرهاب"، مما يعيق أو يعطل أي محاولات جادة للتنمية بالمنطقة، مما أوجد شعورا عاما بالإحباط والقلق لدى قطاعات عديدة من الشباب من المستقبل. وأضاف الأمير: "ومن أجل ذلك تم عقد هذه الحلقة النقاشية الثانية بمشاركة نخبة من الشباب العربى في إطار مبادرة "مستقبلنا"، والتي تتناول موضوع الإرهاب والعنف باعتباره من وجهة نظر الشباب أهم معوق في طريق التنمية المستدامة، وذلك للتعرف على رؤاهم ووجهات النظر للتغلب على العنف والإرهاب والتطرف في منطقتنا العربية". وأشار إلى أن "الإعلام بوسائله التقليدية والحديثة يلعب دورا مهما جدا ومؤثرا، إما مؤثر بشكل إيجابي باعتبار وسائل الإعلام وسائل تنويرية يُمارس من خلالها المجتمع بكل فئاته حرية الرأي والتعبير ويستطيع أن يتصدى لأي قضية بعرضها من مختلف أبعادها بهدف القضاء على هذه الظاهرة وسبل تحقيق ذلك الهدف، أو مؤثر بشكل سلبي باعتبار وسائل الإعلام وسائل للتحريض والتخريب وعدم قبول الآخر، ومن ثم تعميق المشكلة والاتجاه بنا إلى طريق العنف والتصادم". ووجه الأمير الدعوة إلى أن "نقف جميعا وقفة جادة وواقعية مع إعلامنا وأي دور يلعبه، وما هي محصلة هذا الدور، حتى لا ينجرف إعلامنا أمام قوى تُسيره في طريق هدم مجتمعاته وتقسيمها وتأليب مواطنيها على بعضهم البعض وهدم جسور التواصل بين الآراء والرؤى المختلفة". وأكد أن بعض وسائل إعلامنا سواء بقصد أو بجهالة تعمق مفاهيم العنف والتطرف في المجتمعات، مما يولد تربة خصبة للإرهاب الذي يدمر أي فرص لتحقيق التنمية ومن ثم شعور الشباب بالإحباط وعدم الأمل في المستقبل، ومن ثم أيضا يجد نفسه مندفعا – من باب اليأس – في طريق العنف والإرهاب ويصبح هؤلاء الشباب هم وقود تلك العمليات الإرهابية. وشدد الأمير على أن "وسائل إعلامنا وأيضا شبابنا يجب أن يكونوا على درجة من الوعي والاستنارة والحذر إن كنا نبغي القضاء على ظاهرة العنف والتطرف الذي يولد الإرهاب حتى لا ننزلق من حيث لا ندري في تلك الهوة بدلا من مواجهتها والقضاء عليها، ونحن في انتظار أن نتعرف على آراء الشباب في هذا الموضوع شديد الأهمية، والذي قد يقف حائلا في طريق مستقبلهم".