* وكيل الأزهر: * الرسول قائدنا في التجديد * لا يمكن للشريعة الإسلامية أن تساير حياة الناس أو تعينهم على قضاء حوائجهم إلا بالتجديد * الأزهر ينال التقدير في كل بقاع العالم.. ومن المؤسف أن يُهان على أرض مصر * مصطفى راشد كاذب ويتكسب من عمامته * البحوث الإسلامية: نواجه تحديات أكبرها عصبية الإعلام.. وأطالب الشباب بألا يشعروا بانكسار فى الأزهر انطلقت بالجامع الأزهر الدورة الثانية لتجديد الخطاب الديني لتدريب عدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر والباحثين الشرعيين على تجديد الخطاب الديني، تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حيث تستغرق الدورة 180 ساعة تدريب، ويحاضر فيها عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء والمفكرين بالأزهر، وذلك بمحاضرة تحت عنوان "تاريخ التجديد بالأزهر الشريف" لوكيل الأزهر، وفضيلة الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية. وقال فضيلة وكيل الأزهر للمحاضرين والدارسين، إنَّ تجديد الخطاب الديني يأتي على رأس الأمور التي اهتم بها رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) والصحابة والتابعين من بعده، فالتجديد سمة من سمات شريعتنا الغرَّاء لا ينفك عنه أبدًا، وقد رأينا في عهد النبي كيف نسخت أحكام وتبدلت أحكام في وقت القصير، فقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) قائدنا في التجديد. وأضاف أنَّ أول مسألة استُخدم فيها التجديد بعد موت رسولنا الكريم كانت موضوع الخلافة، وكيف أنَّ اختيار الخليفة خضع للآراء المختلفة والاجتهاد، وقد علمتنا شريعتنا أنَّه مهما اختلفت الآراء الفقهية وآراء العلماء فهي في النهاية تؤدي الغرض ذاته، فالطريقة تختلف والغاية واحدة، فلا يمكن للشريعة الإسلامية أن تساير حياة الناس ولا تعينهم على قضاء حوائجهم إلا بالتجديد، وهذا ما يقع على كاهل العلماء في كل عصر وما يفعله الأزهر منذ نشأته قبل 1060 عامًا. وأوضح أنَّ ما يناسب زمانًا قد لا يناسب زمانًا آخر، ولذلك كان التجديد مطلوبًا في كل عصر وكل بيئة، فالجمود مرفوض، والتجديد يكون بتجديد أمور الفتوى والخطاب للناس إذا ما كانت هناك مستجدات تحتاج إلى رأي كبار علماء الأمة لإبداء رأيٍ فقهي فيها، ونحن في الأزهر ندرس للطلاب مذاهب فقهية مختلفة، وهي في النهاية صحيحة، ولكن بعض النَّاس يشقون على أنفسهم ويجادل بعضهم بغير علم. وانتقد وكيل الأزهر أسلوب بعض من يخرجون على الشاشات وعبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي يطالبون الأزهر بالتخلي عن بعض ثوابت الدين حتى يعجبه الدين، ونحن هنا نتعجب من ذلك! كيف لهم أن يعترضوا على أحاديث جاءت على لسان خير النَّاس أجمعين؟ مستطردًا: "قلتها قبل ذلك وأكررها من جديد، على هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم، فهذا الذي يقولوه إنما هو تحريف وتخريب وتدليس على الناس، ومن المؤسف أن ينال الأزهر الاحترام والتقدير في كل دول العالم، ثم يُهان على أرض مصر". وتعجب فضيلته من بعض الدعوات والنداءات التي تقول إنَّ الأزهر لا يستطيع تجديد الخطاب الديني. قائلا: "إن كان الأزهر الشَّريف لا يستطيع تجديد الخطاب فمن الذي يجدده إذًا؟ هل يجدده أشخاص يأخذون الدين بأهوائهم ولا يملكون من العلم ما يؤهلهم لذلك، بل إنَّ بعضهم لا يُفرِّق بين الفقه وأصول الفقه ولا يتمكن من العلوم الدينية وربما لا يعرف شيئًا عن علوم اللغة؟ إنني أندهش عندما أجد لقب "مفكر إسلامي" ينسب لأشخاص لا يعرفون شيئًا عن علوم الدين ولم يقرؤوا كتب التراث، حتى أصبح تجديد الخطاب الديني مهنة من لا مهنة له". ولفت وكيل الأزهر إلى أنَّه: "يظهر لنا يومًا بعد يوم فتاوى ضالة ومشبوهة من أشخاص يتخذون الدين وتجديد الخطاب مطيَّةً لكسب الأموال والشهرة، وهنا أذكر شخصا يدعى أنه مفتي ويفتي بتحليل الخمر، في وقت يستطيع فيه طفل يلعب في الشارع أن يستدل على تحريم الخمر من القرآن والسنة"، لافتًا إلى أنَّ هذا الشخص يهاجم المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة، ومع ذلك تفتح بعض وسائل الإعلام منصاتها لنشر أفكاره المتطرفة. من جانبه، قال فضيلة محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إنَّ "هذه الدورة الثانية تأتي خطوة في جملة الخطوات التي نقطعها لتجديد أمور الدين للأمة، والتي عزمنا عليها من خلال المسئوليات التي نحملها على عاتقنا، خصوصًا في تلك المرحلة الفارقة في تاريخ الأمة الإسلامية التي تكالب فيها أعداد الداخل والخارج على الدين وعلى المؤسسات الدينية". واستنكر دعوات البعض لتفسير الدين حسب أهوائهم ويقتطعون النصوص لتبرير أفكارهم الضالة، مؤكدًا أنَّ التنظيمات المتطرفة تستخدم أسلوب اقتطاع النصوص لتحليل أفعالهم الإجرامية البعيدة عن تعاليم الإسلام السمحة كل البعد. وقال: "نحن بحاجة إلى أن تكون مؤسسة الأزهر العلمية الدينية العريقة على استعداد لمواجهة التحديات واستيعاب الآخرين إن أرادوا التجديد حقًا وكانت تنطبق عليهم شروط التجديد والعلم بعلوم الدين واللغة وأن يكونوا من أهل الثقة بين الناس، فمسألة التجديد تحتاج إلى التأمل والتريث لأننا وجدنا في الآونة الأخيرة دعوات باطلة وهدامة بخصوص التجديد، فلا يجوز أنَّ يحل رأي المجدد محل النصوص القرآنية والنبوية، كما أنَّ التجديد يحتاج إلى التريث لدراسة الأحكام قبل إصدارها للناس، فلا ينبغي أنَّ تطلق الفتاوى والأحكام كما نرى عبر الفضائيات من دون اجتماع العلماء وإجماعهم".