علي واقع ما يحدث الآن في منابرنا الإعلامية التي كرست ومازالت عبر سنوات طويلة واقع اللعب علي أوتار ماتت منذ أمد بعيد حيث يتم اليوم تسليط الضوء علي كل ما هو غريب وفقا لمقولة اكتسبت قوة النظرية في الإعلام وهي "ليس الخبر أن يعض الكلب الإنسان... ولكن الخبر عكس ذلك" وبالتالي ليس مستغربا أن نري مدعي النبوة وخبراء الأبراج ومفسري الأحلام ومحاربي الجن ، وببساطة شديدة أصبح التأثير في الداخل منعدما فما بالنا بالخارج وأصبحنا لا نصرخ إلا في وجه بعضنا البعض. وبما أننا نتحدث عن أساطير وبحكم الإنتماء القاري أشير إلي وهم آخر من الأوهام المنتشرة في داخل قارتنا التي يرتبط فيها الدين بالسياسة علي شكل خزعبلات يصدقها البعض وينكرها الآخر ألا وهي جيش الرب الأوغندي الذي تحرك علي واقع ديني للوصول إلي صولجان الحكم الذي يعتبر مغنما يؤدي للكثير من المزايا والثروات ولا شك أن الإطار الديني يؤدي إلي المزيد من الشرعية لهذه الحركة التي تم توصيفها علي أنها انفصالية دموية منذ بدايتها في ثمانينات القرن الماضي في الشمال الأوغندي تحت زعامة امرأة تدعي "أليس أوما" وهي تدعي بأنها تملك روحين روح في أمريكا وأخري لشخص مسلم يدعي قاسم ودخلت السياسة من خلال الأمر الإلهي الذي جاءها لإزاحة الرئيس "موسيفني" عن الحكم واستخدمت لذلك طقوس دينية في منطقة الشلالات وكانت تستخدم نوعا معينا من الزيوت يحمي والكلام لها من رصاص الأعداء وتقصد الجيش الأوغندي وانتهت هذه الحكاية بهزيمة جيشها وفرت إلي كينيا وخلفها والدها ببضع سنوات وانتهي به الأمر في السجن. وتولي رئاسة الحركة من بعدهما "كوفي" وتحولت الحركة إلي شكل أكثر دموية وإرهابا وكان يعتبر نفسه قديسا من عند الله وكان قادة حركته من المقدسين أيضا وكان الهدف الأعلي له ولحركته تحرير أوغندا من الكفار والعلمانيين والوصول إلي الحكم وتحكيم الإنجيل والوصايا العشر كأساس لنظام الحكم ونشر التعاليم المسيحية الصحيحة ووصل الأمر إلي قوله عن نفسه أنه رسول لا يموت والرصاص لا يخترقه ... كل هذه الهاله الكبيرة كانت من أجل الوصول إلي الحكم والحكم باسم الدين كل ذلك أعطي لهذه الحركة مصادر دعم إقليمية ودولية ، ومع الإسراف في القتل والإرهاب فقدت الكثير من الدعم وأصبحت في معزل عن الواقع السياسي ، واستمرار القتال لم يعد مفيدا إلا لقادة الحركة "الأنبياء الذين يتلقون الوحي من السماء" ، وأصبح الفقر مسيطرا علي كل شبر من أرض الشمال الأوغندي وأصبح السلام يعني فقدان نفوذ القادة وهذا يسبب بقاء الوضع علي ما هو عليه من قلاقل لأن ذلك في صالحهم وليس في صالح شعوبهم الفقيرة. فهل بعد كل ذلك نستطيع أن نقول أن هذه الحركة حركة دينية تدافع عن الحق؟ وهل يمكن أن نتفهم أكذوبة هذه المزاعم ؟؟ يا سادة المشكلة في أبسط صورة مجموعة من البشر تستغل أخري من أجل الوصول للثروة والحكم والأخطر أن تزاوج الدين بالسياسة مسألة في غاية الخطورة لأن الصدق فيها مسألة بعيدة المنال من خلال تجارب عديدة مرت علينا ولازالت والسماء بريئة من كل ذلك.