الحوار مع النائب مصطفي الجندي مهندس الدبلوماسية الشعبية، اثار العديد من القضايا، خاصة بعد اعلانه عن تجميد عضويته في حزب الوفد، رافضا للمسار الذي يسير فيها الحزب خلال هذه المرحلة. الجندي وصف نفسه بأنه عضو الوفد المجمد عضويته، وصاحب رؤية، جعلته يتنبأ قبل خمس سنوات بان هذا البرلمان - مجلس شعب 2005 - هو اخر برلمان في عهد مبارك، وان الثورة ستقوم، ويطالب ببرلمان شعبي حقيقي، برلمان توافقي. الجندي تفاعل مع اهالي النوبة، وسارع بالسفر الي اسوان والتقي بأهالي النوبة، ونجح في عقد لقاء مع د. عصام شرف رئيس الوزراء، واعلن حق العودة للنوبيين، والاتفاق علي اقامة مشروع قومي عملاق علي ضفاف بحيرة ناصر. الجندي اطلق العديد من القذائف خلال حواره الناري، علي حزب الوفد وجماعة الاخوان المسلمين وعلي النظام السابق، وقدم العديد من المقترحات لمستقبل هذا البلد.. وهذا نص الحوار: ما حكاية تجميد عضويتك في حزب الوفد؟ هذا التجميد هو اعتراض، وطلب لتصحيح مسار حزب الوفد، لان الحزب خلال الفترة التي اعقبت الثورة، وهو يأخذ مسارا ليس هو مسار حزب الوفد. والوفديون يعتبرون حزب الوفد بالنسبة لهم عقيدة، ولهذا السبب كان حزب الوفد بيتا للأمة. ونحن اختلفنا داخل الوفد، لأنه من المفترض ان يتصدر حزب الوفد المشهد السياسي اليوم، لكن هذا لا يحدث الان، ولكن الوفد حسب قول رجل الشارع يقف وراء الاخوان المسلمين، وهذا ما قاله سعد الكتاتني حينما خرج ليقول "ان حزبي الوفد والوسط يأتون بفلول الحزب الوطني علي قوائمهم الانتخابية ونحن لن نقبل بذلك ،ومن يفعل ذلك فعليه ان يترك التحالف الديمقراطي" الذي اصبح بعلاقة الوفد والاخوان " صباعين كفتة وشوية بقدونس " معني ذلك انهم من يقررون انهم قادة التحالف، ومن يقرر من يبقي ومن يخرج منه، وحينها رد عليه المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي للوفد، وليس رئيس الحزب وهناك علامات تعجب علي ذلك، وقال الطويل " انه ليس كل من كان في الحزب الوطني سيئ، ومن نأتي به علي قوائم الوفد، فعليكم القبول بدون ابداء رأي " ولم ينف عن نفسه ان حزب الوفد الان يضم بين عضويته ما بين 80 الي 90 شخصية كانت في الحزب الوطني المنحل، ولم ينف ذلك بل علي العكس قال " فليأتوا" وهذا امر غير مقبول، يحتاج الي تصحيح مسار. ونحن نفضل ان يكون لحزب الوفد 10 مقاعد قوية مدوية، ولا يكون له 60 ٪ من البرلمان من نواب العهد السابق، وممن ساهموا في افساد الحياة السياسية في مصر، كما لا نقبل ان يكون الوفد تابعا يأتي بأوامره من تيار ما اقوي منه. ونحن مؤمنون انه لم تتخذ اي مواقف حقيقية، حتي ان الحزب اعلن عدم مشاركته في جمعة تصحيح المسار علي لسان رئيس الحزب، وعندما اعلنت انا وعلاء عبد المنعم تجميد عضويتنا في الحزب اعتراضا علي عدم المشاركة، خرجوا علينا ليقولوا لقد شاركنا بشباب الوفد، وبأعضاء الهيئة العليا، ما معني هذا الكلام ؟. الامر يشير الي ان الحزب يلعب علي جميع الحبال، وجميع الاطراف، فاذا نجحت الجمعة فشبابنا مشاركون، اما اذا لم تنجح فإننا اعلنا عدم مشاركتنا، وهذا امر لا يليق بحزب الوفد، وبشخصياته ورموزه، ولا بهذا الكيان، الذي لا يعد ملكا لهم، هذا الكيان ملك لأصحاب الجلاليب الزرقاء، هؤلاء الفلاحون الذين صنعوا اسم سعد زغلول، والوفد ليس ملكا لباشا او لصاحب شركة، ولا ملكا لأي انسان وانما هو ملك للشعب. هل الوفد تابع للإخوان بإرادة رئيسه ام ماذا؟ الوفد هو وفد المؤسسات، لكن هذه المؤسسة كالهيكل العظمي، موجودة لكن لا يكسوها لحم، وهذا اللحم يعني الشعب واعضاءه المؤمنين بمبادئ الوفد. والسؤال الذي يطرح نفسه الان، هل لحزب الوفد اغلبية في الشارع ؟ وهل لحزب الوفد ما يجب ان يكون عليه ؟ الاجابة لا، ولذلك فان القرارات داخل حزب الوفد، للأسف الشديد لا تمثل بأي حال من الاحوال رأي الوفديين الذين ادعي انهم بالملايين والذين يرون ان حزب الوفد يجب ان يتصدر المشهد السياسي حاليا. كيف تقول ان الوفديين بالملايين ثم تعود لتقول انه لا توجد اغلبية له في الشارع؟ انا اريد توصيل نقطة مهمة، الوفد بسياسته الحالية لا يوجد له اي تأييد في الشارع، خاصة عقب مشكلة المبادئ الدستورية والتحالف مع الاخوان، وسياسات اخري كانضمام اعضاء كثيرين من الحزب الوطني، لا يتفق معها الشارع، وكذلك خروج العائلات الوفدية الكبيرة من حزب الوفد، اعتراضا علي السياسات. ما علاقة الوفد والاخوان؟ انا اري ان الاخوان في حاجة لوجود حزب ليبرالي كبير عريق مثل الوفد بجانبهم حتي يطمئن له العالم،وان يدخلوا في حكومة ائتلافية، ويكون الوفد غطاء لهم حتي يتمكنوا من الامور،اما حزب الوفد فهو في حاجة للإخوان لأنه يعلم جيدا ان لديه مشكلة في الشارع المصري،وهو في حاجة لمساعدة الاخوان حتي يحصل علي مقاعد في البرلمان، وحينما توجس من نوايا الاخوان، بعد اعلانهم عدم موافقتهم علي الاعلان الدستوري لمبادئ مدنية الدولة، والتي يعلم الوفد انها امر لا فصال فيه، علم ان المواجهة آتية، فعاد الي الحزب الوطني واعضائه، حتي يحصل علي نسبة 30٪ من البرلمان كما يقول رئيسه. فكيف يحصل حزب الوفد علي هذه النسبة بمفرده وبسياسته الحالية ؟، وانا ادعي ان حزب الوفد مع الموقف السياسي الحالي اذا اخذ موقفا وفديا وطنيا ليس فيه الا مصلحة مصر فسيحصل علي اغلبية البرلمان، كما حدث من قبل في عهد الرئيس السادات حينما كاد الوفد يحصل علي الاغلبية لولا التزوير، واذا لم يتحالف الوفد مع الرافضين لمدنية الدولة وسيادة القانون، وسعي لتشكيل جبهة بيت الامة من كافة القوي الليبرالية . هل د. السيد البدوي معك ام ضدك؟ د. السيد البدوي مع حزب الوفد، ومع نجاحه الشخصي، اما انا فمع مصر، وفي بعض الاحيان عندما يأتي الحديث عن مصر، فلابد ان نتنازل عن كل ما هو شخصي وحزبي. في احد اللقاءات مع النائب علاء عبدالمنعم قال ان الوفد كانت امامه فرصة ليقود هذه الثورة، كيف كان ذلك؟ انا وعلاء عبدالمنعم وطاهر ابو زيد، كنا الثلاثي الرافض لمشاركة الوفد في انتخابات برلمان 2010 ولكننا قبلنا رأي الجمعية العمومية للحزب التي تمسكت بالمشاركة، وقال د. السيد البدوي رئيس الحزب، انه في حالة تزوير الانتخابات فسوف ينسحب من الانتخابات، وعندما شهدنا حالات التزوير الصارخة في هذه الانتخابات توجهنا الي البدوي وطلبنا منه تنفيذ وعده، واتخذ القرار الذي يحسب له، وفي اليوم التالي حضر اجتماع المكتب التنفيذي للحزب، وقال لهم انه يحمل في جيبه ورقتين الاولي بالاستقالة، والثانية بالانسحاب. هل هناك صراع بين الاخوان والوفد ؟ النحاس باشا قال من قبل للإخوان إما السياسة او الدعوة، فالسياسة مكانها البرلمان، والدعوة في المساجد، وانا اكرر نفس الامر الان واقول لهم، اما الدعوة او السياسة، لأنه لا يجوز ان يتم العمل في الاثنين معاً. الجميع يعلم اننا دولة اسلامية و الشريعة اساسنا، والنحاس كان ازهريا، فلا يجب ان نزايد علي بعضنا البعض في جزئية العقيدة، وهذا هو الاساس. الان الاخوان يعملون في السياسة وكذلك والسلفيون والصوفيون، كل هؤلاء يشتغلون بالسياسة، فمن سيتفرغ الي الدعوة، ويعلمهم دينهم. الا يعتبر ذلك حجرا علي هذه التيارات؟ انا لا احجر ولكنني اقول لا تستخدموا شعار الدين، فأنا مسلم مثلي مثلكم، واستطيع ان استخدم نفس الشعارات. وان كنتم انتم الاخوان المسلمون، فنحن الاخوان المؤمنون، ونحن نحتاج الي المؤمنين من المسلمين والمسيحيين. ثم كم منا تنبأ ان الثورة اتية، ونحن رأينا الانس والجن يجتمعون علي ان يهبوا الملك لجمال مبارك، ولكن لان الله هو الذي يهب الملك لمن يشاء، لم تنجح هذه التدابير، ولو كنا مؤمنين بكتاب الله لرأينا ان الثورة اتية. نحن نحتاج في مصر الي دولة الاخوان المؤمنين. واقول لمن يدعي ان المسيحي كافر، اقول لهم ان هذا ما تريده اسرائيل، حتي تذهب الي اثيوبيا واوغندا لتقول لهم اننا نقول عنهم انهم كفار، علي الرغم من ان الاسلام منعني من الزواج بالكافرة وسمح لي بالزواج من الكتابية، كما تزوج الرسول صلي الله عليه وسلم من مسيحية. بالله عليكم أفيقوا لو تولي التيار الديني الحكم في مصر، فأنا انبئكم بأنه سيكون هناك خلاف واختلاف مع دول منابع النيل، وسنشهد انفصالات داخلية كما حدث في السودان، وهذا ما قاله الرئيس الاوغندي موسيفيني في لقائه مع وفد الدبلوماسية الشعبية، حيث اكد ان سبب علاقته بإسرائيل هو حسن الترابي، وهم من يريدون فرض الدولة الدينية بحد السيف. هل تشعر ان الاخوان يخفون ما لا يظهرون ؟ المسألة ليست مجرد شعور، ولكن هناك افعالا، حيث انهم بعد ان اتفقوا معنا علي وثيقة المبادئ الدستورية التي تؤكد مدنية الدولة، وحينما جاء ذلك في اعلان دستوري رفضوه، ومعني ذلك انهم لم يحترموا ما اتفقنا عليه. كيف تري مستقبل التحالف الديمقراطي ؟ انا اري ان التحالف الديمقراطي في طريقه للانهيار، وكان هذا واضحا في تصريحات د. سعد الكتاتني الامين العام لحزب العدالة،وانتقاده للوفد والوسط بضم عناصر من فلول الحزب الوطني علي قوائمه، وقالوا لن ننتخب فردا من افراد الحزب الوطني، وقال الوفد نحن احرار نأتي بمن نريد. هل تعتقد ان جمعة 29 يوليو اسهمت في استقواء التيار الديني ؟ جمعة 29 يوليو حملت رسالتين مهمتين، الاولي خارجية والثانية داخلية، وكلتا الرسالتين كان يستخدمهما مبارك من قبل، وكان يقول للعالم اما انا او هؤلاء. وانا اعلم انه اثناء جمعة 29 يوليو كان هناك اعضاء من المجلس العسكري في امريكا في نفس التوقيت، وفي الداخل هاج الليبراليون وارتعدوا، حتي ان الامر وصل الي ان احد الليبراليين الكبار وهو الدكتور ممدوح حمزة قال ان الحزب الوطني احسن من الاخوان المسلمين، فرددت عليه قائلا ان هذا كلام حسني مبارك فهل اوصلونا الي هذه المرحلة. لا ان هذه ثورة، وستظل ثورة طاهرة، ولن نعود الي العهد البائد، وكل يوم يمر يثبت ذلك، لان الشعب المصري واع. أين المجلس العسكري مما تقوله، خاصة ان البعض يردد ان هناك مؤامرات للبقاء في السلطة؟ انا لا استطيع ان اصدق ان جيش خير الاجناد، والشرطة التي تملك اسم وعنوان كل بلطجي، لا يستطيعون تأمين محاكمة، او مباراة كرة قدم، لأنه امر ضد اي عقل، وجيشنا من اعظم الجيوش، كما ان جهاز الشرطة لديه كل المعلومات، واذا ارادوا وقف ما يحدث لفعلوا ذلك فورا. الناس اعطت الثورة الي المجلس العسكري بطيب خاطر، وبحب، وبصدق، والنية كانت خالصة لمن سلم ثورته، ولكننا لم نحصل علي شيء من مكتسبات هذه الثورة حتي الان الا بتظاهرة يوم الجمعة، ولم نر مبارك في قفص الاتهام الا بعد مليونية 8 يوليو . ولكن حينما نفاجأ ان السفارة الاسرائيلية يقتحمها البعض ولا يعترضهم احد، يتساءل الناس كيف يحدث هذا ؟ علي الرغم من ان جمعة 9/9 شهدت حشدا عظيما، لماذا يحدث كل هذا قبل الاوقات الحاسمة في محاكمة مبارك ورموز نظامه، والمستفيدون من كل هذا هم من هم في طرة، والنظام البائد، الذي قال اما انا او الفوضي، وهو ينفذ ما قاله، ونفس القول اكدت عليه اسرائيل حينما قالت " اما مبارك او الفوضي". وبالمناسبة انا لست ضد زيادة صلاحيات الجيش خلال المرحلة القادمة، لان القوي السياسية وهي متفقة اختلفت، ولذلك انا ضد منحهم السلطة بنسبة 100٪ وعلي ذلك فان الجيش يجب ان يكون له دور في رعاية الدولة ولمدة معينة، وان يكون راعيا لمدنية الدولة وللدستور، وان يكون مشاركا مع القوي السياسية في القرار، ولكن لابد ان نعلن ذلك صراحة. بعض القوي السياسية تجمع توقيعات لرفض قانون الانتخابات بصورته الحالية او عدم خوض الانتخابات، ما تعليقك علي ذلك ؟ هذا بالفعل ما اتفقنا عليه، وما اعلنه لكم الان انه اذا لم يعدل قانون الانتخابات،، وان لم يخرج الاعلان الدستوري الذي يضمن مدنية الدولة فلن نخوض الانتخابات، اي اننا نحتاج هذين الامرين لخوض الانتخابات، والا يكون هناك تخطيط لعودة النظام السابق، خاصة ان رأس النظام ذهب، لكن جسم النظام بقي كما هو. بعد 8 شهور من الثورة، الجميع منشغل بالتنافس السياسي، وغير مهتم ببناء الدولة، الا تري ذلك؟ من بدأ هذا التنافس السياسي هو المجلس العسكري، حينما اخذ صبحي صالح وحده من كافة التيارات السياسية في اللجنة التي وضعت التعديلات الدستورية، وحينها تساءلنا لماذا لم يتم الاستعانة بأحد رموز الوفد وهم اصحاب باع طويل في القانون، او من الناصريين، او من التجمع، وهو ما اثار الشكوك لدي البعض ان هناك اتفاقا بينهم..نحن لا نريد تنافسا بين قوي ليبرالية وتيارات دينية، لان هذا التنافس باطل، نحن يجب ان نتوحد كتيارات اسلامية وقوي ليبرالية كما فعلنا في البرلمان الشعبي، وندخل البرلمان القادم بالتوافق. البعض وصف فكرة القائمة الموحدة بالانتهازية السياسية، ما تعليقك؟ هذا غير صحيح علي الاطلاق، لان هذه القائمة ستخوض الانتخابات، امام من يريد، سواء مستقلين او احزابا لا ترغب في الانضمام الينا، وهذه القائمة قد نطلق عليها البرلمان الشعبي، وتكون لها اهداف محددة، وتعلن برنامجها حال الوصول للحكم. لماذا تطلب من التيارات الاسلامية ان تنتظر لفترة اخري قبل الوصول للحكم، فيما انهم يعتبرون ان هذه الفرصة الانسب لهم ؟ اذن عليهم ان يعلنوا ذلك صراحة، وان يواجهوا الحركة الليبرالية، وكذلك عليهم ان يواجهوا المجلس العسكري الذي اعلن مرارا ان الدولة المدنية خط احمر. هل تعتقد ان هناك حزبا قادرا علي حل الخلافات ؟ لا يوجد حزب واحد في مصر ولا المجلس العسكري وحده يستطيع تعويم مركب البلاد في هذه المرحلة، ونحن نحتاج الي التوافق في الفترة القادمة، مثلما توافقنا معا واستطعنا ان " نشيل " المخلوع ووقفنا مسلم ومسيحي، وشعب وجيش وشرطة يدا واحدة. وعندما وافقنا علي التحالف مع الاخوان والناصريين والتجمع، كان بهدف التوافق، وان تكون كل القوي السياسية متواجدة ، لكن هناك قوي ثورية حقيقية سواء الليبرالية منها او اليسارية تعتبر ان مدنية الدولة مسألة تحريم، ومسألة امن قومي وخط احمر لا يمكن المساس به.. وحينما رأت هذه القوي ان هناك عبثا رفاضت الانضمام للتحالف الديمقراطي، واعترضنا وحاولنا تصحيح المسار، حيث خرج من التحالف ورقة المبادئ الدستورية التي تؤكد علي مدنية الدولة، وهي نفس الورقة التي خرجت من الاحزاب الليبرالية، والازهر الشريف، والمجلس الوطني، ولكن حينما خرج الجيش واعلن ان هناك اعلانا دستوريا يتضمن هذه المبادئ، انتفض تيار وقال لا،وهدد بالتعامل بالقوة وليست بالسلمية ان اردتم تفعيل ذلك. كيف اثق في اناس وقعت معي علي وثيقة مبادئ بالموافقة، ثم بعد ان نحاول تقنين ذلك نفاجأ بهم يرفضون ذلك. كل من لا يريد التوحد اليوم مخطئ، لأنه سينتهي الحال كما كان عليه من قبل، الاحزاب تتصارع، ثم شعب يطالب المجلس العسكري بحكمه، حتي يعود الامن والامان، وفي هذه الحالة لن يكون العيب علي الجيش، ولكن سيكون العيب في هذه القوي السياسية المتفقة علي ألا تتفق، كل قوي داخل جلبابها اجندات خاصة ومصالح خاصة، توحد القوي السياسية هو السبيل الوحيد للوصول الي مدنية الدولة او الوصول الي الحكم المدني و التخلص من الحكم العسكري الذي استمر طوال العقود الماضية. لماذا لم يحسم المجلس العسكري الخلاف حتي الان ؟ كل ما قاله المجلس العسكري عمله، ومن يدعون انه لن يكون هناك انتخابات، اقول لهم لا سيكون هناك انتخابات، فالمجلس ماض فيما اعلنه. من هو المستفيد من استمرار الخلاف ؟ المستفيد الاول هو النظام السابق، وعندما تري الفوضي تأكد انها من صنع النظام السابق واعوانه، خاصة ان هناك الكثيرين من هذا النظام خارج السجون، يحركهم من هم في داخل السجون، بالتهديد، اما ان تفعلوا كذا وكذا سنعلن عن اسمائكم في التحقيقات.. ولذلك اطالب بعمل حساب سري لكل من يريد التوبة من رجال الاعمال والاستثمار في العهد البائد ويذهبون بفارق الاموال التي حصلوا عليها بدون وجه حق والتي يهددهم بها من هم في السجون ويضعونها في هذا الحساب ويحصلون علي صك برقم ومبلغ هذه الاموال، حتي لا يتعرضوا لابتزاز من هم في السجون، ويكون هذا الطريق للمصالحة مع المجتمع، لان اي ثورة بدون مصالحة هي ثورة زائلة، ونطلق علي هذا الحساب " م أ م " اي مصالحة ابناء مصر.. وهذه المصالحة تكون مع غير المتورطين في قتل ابنائنا، او الذين افسدوا سياسيا، واقول ان بعض اعوان النظام في الخارج لا ينامون الليل خوفا ان يأتي اسمه في جريدة او وثيقة تحقيقات، وعلينا ان نسارع بإنشاء هذا الحساب فورا ، لقطع الطريق ما بين من هم داخل السجون ومن خارجها، والذين يمولون البلطجية خوفا من الزج بأسمائهم في التحقيقات، وعلينا ان نعطيهم حق التوبة في الخفاء. وهناك حساب اخر يمكن ان نطلق عليه "أ م أ " اي ابن مصر البار وهو من يقبل تأميم نفسه بنسبة 10٪ من امواله تطوعا لصالح هذا الحساب، وحينها نعطيه لقب ابن مصر البار، ويعطي امتيازات خاصة، ويمنح شعارا يضعه علي منتجاته، وسيارته ومنزله. هل تم تجهيز قوائم بأسماء اعضاء الحزب الوطني الذين تسببوا في افساد الحياة السياسية ؟ وكيف يمكن سلخ اعضاء الحزب الوطني من الحياة السياسية في مصر ؟ طالما لم يصدر من المجلس الاعلي للقوات المسلحة قانون يحرم المشاركين في المجمعات الانتخابية الحزب الوطني المنحل من مباشرة الحقوق السياسية لمدة 5 سنوات علي الاقل سيظل الفساد السياسي موجودا لأن كل عضو دخل المجمع الانتخابي كان يعلم انه طالما نجح في المجمع سوف يفوز بعضوية البرلمان وكان يعلم ويشهد علي التزوير ، حيث قيل وقتها ان المنافسة علي المجمع الانتخابي اهم واقوي من المنافسة علي الانتخابات ، ولا يجب الوقوف عند حد فلول النظام السابق ولا فلول الحزب الوطني ولكن يجب ان يؤخذ معهم فلول المعارضة الذين نجحوا علي قوائم المعارضة في الانتخابات الاخيرة كنوع من العدالة والمساواة ، لأن انتخابات 2010 معيبة بشكل كامل ، والدليل علي ذلك ان النظام السابق حاول انجاح المعارضة في الجولة الثانية بعد انسحاب الوفد والاخوان ولانه لم ينفع ذلك لفوات الاوان . وماذا عن ازمة النيل والي اين وصلت وما هو مصير الدبلوماسية الشعبية المصرية التي بدأت في اوغندا واثيوبيا ؟ نجاح الثورة هو نهاية لملف ازمة مياه النيل واذا حدث لا قدر الله وحدثت انتكاسة للثورة فستعود ازمة النيل من جديد لأن الازمة ارتبطت بالنظام السابق ارتباط وثيق، والدول الافريقية الشريكة معنا في مياه النيل ينتظرون وجوها جديدة وقيادات جدية وافكارا حيوية تعيد العلاقات مع مصر التي يعتبرونها الاخ الاكبر الذي يجب ان يتبع دائما ، وخير دليل علي نجاح الدبلوماسية الشعبية هو زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي الي مصر خلال الايام الماضية والتي شهدت لقاءامعه علي المستوي الشعبي وتم مناقشة التعاون بين الدبلوماسية الشعبية المصرية والدبلوماسية الشعبية الاثيوبية ، والدبلوماسية توقفت عند اوغندا واثيوبيا لان الهدف كان من اجل وقف مرحلي وتعطيل للاتفاقية لحين اكتمال الثورة المصرية والانتهاء من الانتخابات البرلمانية والرئاسية والحكومة الجديدة والعودة مرة اخري الي المفاوضات التي سوف تقودها الدبلوماسية الشعبية الي جانب الدبلوماسية الرسمية ، والدبلوماسية الشعبية المصرية لن تقف عند حد العلاقات الافريقية ولكنها ممتدة لتشمل دول العالم العربي والدول الاوروبية ويتم التجهيز في الوقت الحالي لفتح مجال للزيارات لكل من الجمهورية الليبية وسوريا بالإضافة الي منطقة حلفا بالسودان والتي تعتبر البوابة الرئيسية لعلاقات قوية بين مصر والسودان والتي لن تقوي احداهما الا بالأخري لذلك وجب التوحد والاتحاد بين مصر والسودان ، خاصة بعد حل مشكلة النوبيين والتي انتهت بالإعلان عن هيئة عليا لتنمية النوبة مثل سيناء وهل اعترفت الدولة بالنوبيين وبحقهم علي الرغم من مطالبهم بإقالة المحافظ ؟ انا لا اريد ان يسير النوبيون علي نفس نهج الثورة التي خرجت للمطالبة برحيل مبارك والذي رحل وبقي نظامه يعبث في البلاد ولكن اريد ان يقدموا مطالبهم التي يرونها تحقق طموحاتهم ويناقشون مع الدولة كيفية تحقيقها ، والدولة اعترفت بالأمر الواقع للنوبيين وبحق عودتهم الي ضفاف النيل والبحيرة مع الحفاظ علي المظاهر البيئية، ومن الضروري اقامة مشروع قومي في النوبة يشارك فيه شعب مصر والذي من الممكن ان يفتح مجالا للاكتفاء الذاتي من الثروة السمكية والقمح. هل اعلن رئيس مصر القادم عن ترشحه لانتخابات الرئاسة ؟ ولمن سيكون صوتك القادم؟ لم يعلن الرئيس القادم عن ترشحه حتي الان ، وبالنسبة لصوتي الانتخابي فأني افضل الانتظار لأني لم اقرأ حتي الان البرامج الانتخابية للمرشحين الذين اعلنوا عن انفسهم ولكن من الصفات التي اود ان تكون في المرشح المناسب لي ان يتمتع بالعدالة الاجتماعية. كم من الوقت يلزم مصر لكي تمر من الفترة الراهنة ؟ الفترة الراهنة وتخطيها مرتبط بالأمن والاقتصاد وكلاهما لن يتحقق الا بعد انتخابات البرلمان ثم الرئاسة ، فالبرلمان القوي والرئيس القادر علي القيادة سيحققان معا الامن والاستقرار اللذين يجذبان ويشجعان علي الاستثمار ، بالإضافة الي ضرورة تطهير المشهد السياسي من فلول الحزب الوطني وفلول المعارضة علي حد سواء ، الي جانب خروج الاعلان الدستوري بالوثيقة الضامنة لأحكام الدستور القادم. هل من الممكن أن تقوم في مصر ثورة اخري قريبا ؟ من الممكن ان تكون هناك توابع للثورة في حالة ان اخطأ الحاكم في حق الشعب واستهان بإرادته وبقوته التي استطاعت ان تخلع مصر من براثن حكم ديكتاتوري عانت منه علي مدار 30 عاما. بم تفسر موقف بعض الدول العربية من مصر بعد الثورة ؟ الموقف نابع من احساس بعض الدول بالخطر من الثورة المصرية وانها ستصل اليها ، بالإضافة الي رغبتها بأن يكون الحاكم القادم متبعا نفس مبادئهم وسياستهم وافكارهم الوهابية. متي يستوعب ويصدق بعض الطوائف الشعبية ان مبارك قد انتهي ؟ عمليا مبارك انتهي تماما وذهب الي غير رجعة وانخلع الي النهاية وعندما دخل مبارك القفص كانت هذه هي الجزء قبل الاخير من قصة النهاية والسقوط ، وسوف يترسخ الاحساس لدي الجميع عندما يسقط النظام بشكل كامل ، والذي تتهاوي اوراقه يوما بعد يوم ، الا ان النقطة الفاصلة في هذا الشأن هي الانتخابات البرلمانية النزيهة ، واقصاء فلول النظام والمعارضة معا. هل هناك تخوف من ان مصر مقبلة علي انقلاب عسكري واعلان احكام عرفية ؟ من الممكن ان يحدث ذلك ، وهنا يتحمل مسئولية ذلك القوي الوطنية والسياسية التي لم تتوحد وعانت منذ ايام الثورة وحتي الان من الانقسام والفرقة ، والانشغال بتوزيع الغنائم والبحث عن ادوار لها في المشهد السياسي والعام. نريد من بعض الرسائل السريعة للأسماء الاتية : السيد البدوي : انت تجلس علي مقعد سعد زغلول فقبل ان تأخذ القرار فكر مائة مرة هل كان سعد زغلول ستخذ نفس القرار، ويفعل مثل ما تفعل. الاخوان: لا تعيدوا اخطاءكم واعلموا قدركم، افلا تعقلون، افلا تبصرون، وتجمعوا وتوحدوا مع القوي الوطنية كلها. السلفيون: التعامل مع السلفي افضل بكثير من التعامل مع الاخواني، لأن السلفي واضح ومحدد وصريح. علاء عبد المنعم: اري فيك الوطنية والرجولة والاصرار علي المبادئ القومية. جمال عبد الناصر : نريد جمال عبد الناصر بروح 2011. رئيس الجمهورية القادم : اريدك ان تصعد الطائرة جرياً، وان تعمل علي اعادة الامن والعمل التطوعي والإعلان عن المشروع القومي المصري الكبير للنهضة الزراعية والصناعية. عصام شرف : ثوابك عند الله لأنك تحملت ما لم يتحمله احد من مشاق المهمة وانت مشهود لك بالكفاءة والشرف والطهارة . هل ستخلع عباءة الوفد؟ لن أخلع عباءة الوفد لأني عندما دخلت الوفد دخلت وفد سعد زغلول وأنا مستمر في اتباع سياسات سعد التي تنحاز للشعب والفلاحين ، واذا لم يتم تصحيح المسار في حزب الوفد فسيكون هناك "حزب وفد مواز" مثل البرلمان الموازي يضم بداخله الاعضاء الاصليين في حزب الوفد وكل من يؤمن بمبادئ وافكار زعيم الامة سعد زغلول والوفد الحر ويؤيدون مدنية الدولة ويسعون الي عودة الوفد لقيادة المشهد السياسي.