قال وكيل الأزهر إنه جاء من القاهرة لأستراليا حاملا تحية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ودعواته بالتوفيق لأبناء الجالية الأسترالية بصفة عامة، معربا عن سعادته خلال اللقاء الذي جمعه ونخبة السياسيين بأستراليا وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية وأبناء الجالية الإسلامية. ووجه وكيل الأزهر في كلمته عدة رسائل، الأولى تبدأ من التأكيد على أن الإسلام هو دين الوسطية دين الإنسانية دين الرحمة الذي قال فيه المولى – عز وجل - لرسوله الكريم الذي نحتفل بمولده "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين". أما الرسالة الثانية نابعة من قوله تعالى "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، وهذا تأكيد على قيمة التعايش السلمي، والأزهر الشريف بعلمائه يؤكد على هذه الحقيقة أن خالق الكون إله واحد والبشرية جمعاء، إما أنهم أشقاء في الدين وإما نظراء في الإنسانية، فالإنسان إما يشارك أخاه في العقيدة أو الإنسانية. أما الرسالة الثالثة، فهي للمسلمين في شتى بقاع الأرض وهي إظهار سماحة الإسلام وأنه دين يدعو للتعايش مع الجميع في سلام وأمان، وشعارنا في ذلك قوله تعالى "لكم دينكم ولي دين" و"لا إكراه في الدين"، فيجب أن نؤمن بذلك ونلتزم به، فعليكم أن تكونوا سفراءً لدينكم وتصحيح الصور التي شوهها بعض المحسوبين على ديننا وهو منهم ومن أفعالهم وجرائمهم براء. وطالب الجالية الإسلامية بأستراليا بأن يجتمعوا على المشتركات الإنسانية مع بقية أبناء الشعب لأننا جميعا نعيش على أرض واحدة ولا يمكن لأحد أن يعيش في معزل عن الآخرين، فالتعايش السلمي هو الخيار الوحيد الذي لا بديل عنه. وأوضح أن ما أصاب العالم شرقا وغربا شمالا وجنوبا من أمور تهتز لها الأبدان لأمر يجب على كل من يحمل انتماءً صحيحا لدينه ألا يكف لسانه عن الدفاع عن دينه الذي ينتمي إليه، فيجب أن ننسب الإرهاب لفاعله وليس لدينه، فالأديان جميعا تدين التطرف والإرهاب. وأكد أن الأزهر يضع يده مع كل من يدعو للتعايش السلمي ونبذ صور التطرف والتشدد لأن الأزهر مؤسسة تعليمية ودعوية تدعو للبناء لا الهدم، وأن العنف لن يحل مشكلة والدم يتبعه العنف وسيتوارثه الأبناء والأحفاد، فلماذا نترك لهم الأحقاد والدماء وتظل لعانتهم تلاحقنا في قبورنا، أما اذا تركنا لهم الخير سنضيق على المجرمين سبل نسب جرائمهم بدين الإسلام، وهو منها براء. وأكد وكيل الأزهر للحاضرين أن هناك نصا في ديننا نباهي ونفاخر به، أذكر به الفئات الضالة التي ترى أن الآخر الذي لا ينتمي لدينه حلال في دينه وماله وعرضه بقول الرسول "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة".