قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إنه يجوز للإنسان أن يتصرف في أمواله ويتصدق بها كاملة حال حياته، لأنه ليس تركة ومن حوله ليسوا ورثة فعليين. وأوضح «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن المال والعقارات تسمى تركة بعد الموت، مشيرًا إلى أنه يجوز للمسلم أن يهب جزءًا لأحد من أبنائهم، أو أن يكتب جميع أمواله لبناته لتأمين حياتهن شريطة ألا يقصد بذلك حرمان أخوته من الميراث لأن هذا يعد محرمًا. وشدد المفتي السابق على أن الإضرار بالورثة ليس عدلاً، مستشهدًا بما روى البخاري عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: تَصَدَّقَ عَلَيَّ أَبِي بِبَعْضِ مَالِهِ ، فَقَالَتْ أُمِّي عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لَا أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ أَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُشْهِدَهُ عَلَى صَدَقَتِي ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَفَعَلْتَ هَذَا بِوَلَدِكَ كُلِّهِمْ؟ قَالَ: لَا ، قَالَ: (اتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا فِي أَوْلَادِكُمْ) فَرَجَعَ أَبِي فَرَدَّ تِلْكَ الصَّدَقَةَ».