تأثرت بشدة وكادت الدموع أن «تفر» من عينى عندما علمت أن السيد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة يتابع بمزيد من القلق ما سماه ب «اعتقال» (المدافع عن حقوق الإنسان) والصحفى حسام بهجت فى مصر, وإن إلقاء القبض عليه «ليس سوى أحدث حلقة فى سلسلة من الاعتقالات التى طالت المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو أمر يدعو للقلق (العميق)».. وعندما بحثت على جوجل عن تعريف القلق وجدت إنه «هو خبرة انفعالية غير سارة يعانى منها الفرد عندما يشعر بخوف أو تهديد من شيء لايستطيع تحديده تحديداً دقيقاً، كما يعرّف القلق: أنّه حالة نفسيّة تظهر على شكل توتّر بشكل مستمرّ نتيجة شعور الفرد بوجود خطر يتهدّده ومثل هذا الخطر قد يكون موجود فعلاً أو يكون متخيلاً لا وجود له فى الواقع». وتمنيت ان اعرف باقى مهام السيد بان كى مون الوظيفية بخلاف الشعور بالقلق الذى يفاجئنا به كل فترة, وتذكرت قول الإعلامية رانيا بدوى : «إن بان كى مون يتقاضى راتبه على حجم القلق الذى يبديه، فمع كل شعور له بالقلق يتاقضى راتبًا.. فهذا الرجل لا يفعل أى شيء سوى إبداء القلق». وعلق الإعلامى سيد على أيضا على ذلك بقوله ان وظيفة فى البطاقة (يشعر بالقلق)!. وقد حاولت أن أقوم بعمل احصائية بعدد (القلقات) التى قلقها السيد بان كى مون منذ توليه منصبه لكننى لاحظت انه شعوره بالقلق خلال لقائه الرئيس الفلسطينى محمود عباس ونيتانياهو وصل الى (6 قلقات)! لكننى لم استطع التوصل الى حصر دقيق لعدد المرات التى شعر فيها بالقلق بشكل عام. أما الذى يلاحظه الجميع ان السيد بان كى مون لم يقلق من مجزرة رفح الأولى أو الثانية ولم يقلق مما فعله المجرمين فى كرداسة ولم يقلق من القنابل التى تقتل الأبرياء فى ربوع مصر والتخريب المتعمد للمنشآات والممتلكات, ولم يقلق من الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين, ولم يقلق من القوات الإسرائيلية والمستوطنين الذين يدنسون المسجد الأقصى ويعتدون عليه ولم يقلق من تمزق اليمن أو تدمير سوريا او تفتيت العراق او تشرذم ليبيا او الاعتداءات التركية على القضاة والصحفيين والمتظاهرين ضد اردوغان ولم يقلق على من اعتقلتهم الولاياتالمتحدةالامريكية فى جوانتينامو. ولم تذكر وكالات الأنباء أيضا ان السيد بان قد شعر بالقلق تجاه الحكومة القطرية عندما أصدرت محكمة التمييز القطرية حكما بالسجن 15 عاما على الشاعر القطرى محمد بن راشد العجمى الملقب بابن الذيب، بتهمة التحريض على نظام الحكم والتطاول على رموز الدولة فى قصيدة حول أحداث الربيع العربى. ولكن السيد بان كى مون شعر بالقلق بخصوص الصحفى حسام بهجت ليس القلق فقط ولكن «العميق» أيضا ولم يحدد مدى هذا العمق واتساعه ليجعلنا فى حيرة باحثين فى الصيدليات عن علاج سريع لهذا القلق العميق!