قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الصحابي ممكن أن ترفض شهادته ولكن لا ترفض روايته، مشيرًا إلى أن الإمام القرافي بين في كتابه «الفروق» بين الرواية والشهادة. وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن الإمام القرافي رأى أن الرواية تكون لحاجة عامة تتعلق بالأمة، والشهادة تكون لحاجة خاصة، وضرب مثلاً بأن «أبوبكرة الثقفي شاهده 4 من الصحابة وهو يفعل خطيئة الزنا، فبلغوا عنه سيدنا عمر بن الخطاب فغضب منهم لأنهم بلغوا عنه، فشهد الأول والثاني والثالث، بوقوع الفاحشة، أما الرابع فكان زياد بن أبي سفيان، فقال له سيدنا عمر إني أرى وجهك لا يزال معه صحابي من صحابة رسول الله، فخاف وقال لم أر شيئًا ما رأيت شيئًا إلا أنهم بجوار بعضهما، فرد عمر شهادة الثلاثة، وترك أبو بكرة». وأشار المفتي السابق، إلى أن سيدنا عمر فعل ذلك مع أبي بكرة لكي يعلمنا معنى الستر ،منوهًا بأن الشريعة مبناها عدم التبليغ عن الزاني، مضيفًا: «استر أخاك لو بهدب ثوبك». وأكد أن التستر على الزاني ليس ذلك رضا بالفاحشة، بل إن الزنا من القذورات، ولكن من باب قول رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي الدُّنْيَا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».