قال فؤاد حامد، الخبير الاقتصادي، إن الدولة تتجه تدريجيا لتحرير قيمة الجنيه المصري والوصول به إلى قيمته الحقيقية للتشجيع على جذب الاستثمارات والمستثمر الأجنبي على جلب أمواله لمصر. وحذر حامد، في تصريحات ل"صدى البلد"، من الجانب السلبي لهذه السياسات المالية وما سيترتب عليه من ارتفاع هائل في الأسعار، حيث إن ما يقرب من 60% من الاحتياجات الضرورية يتم استيرادها وسيدفع المواطن المصري البسيط فاتورة تلك السياسات المضطربة وعجز الحكومة عن التدخل بالتقليل قيمة الواردات المصرية الباهظة. وأضاف الخبير الاقتصادي أن آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة أشارت إلى استيراد سلع مثل الفواكه بنحو 500 مليون دولار، منها التفاح الأحمر بقيمة 400 مليون دولار، و200 مليون دولار خضراوات، و2.5 مليار دولار للسكر ومشتقاته، فى حين أن لدينا فى مصر مخزونا كبيرا من السكر المنتج محليا، و1.7 مليار دولار للذرة الصفراء رغم أنه من الممكن أن تتم زراعتها محليا، و1.056 مليار دولار للتليفونات المحمولة والثابتة، و300 مليون دولار للشاى، و80 مليون دولار لاستيراد الكافيار، و136 مليون دولار للأحذية، و1.05 مليار دولار للملابس الجاهزة المتنوعة. وأشار حامد إلى أن تحرك قيمة الدولار في الصعود يؤدي إلى تشجيع القدرة على الإنتاج وعلى الدولة تسهيل إجراءات تصدير المنتجات المصرية لأنه الحل الوحيد لتوفير الدولار والاحتياطي النقدي الأجنبي. وطالب الحكومة بسرعة اتخاذ أولى خطوات تنفيذ خطة الاقتراض للخروج من مأزق الفجوة التمويلية الكبيرة التي تقدر بنحو 36 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة. وأوضح حامد أن نجاح الحكومة في الحصول على موافقة البنك الدولي لتقديم قرض 3 مليارات جنيه يعد فرصة جيدة لمواجهة أزمة نقص الموارد الدولارية التي تبلغ نحو 4 مليارات دولار، وتحتاج الحكومة لتوفير هذا المبلغ قبل نهاية العام الجاري، حيث أعدت الحكومة خطة للاقتراض تتمثل في الحصول على مبلغ 1.5 مليار دولار موزعة على البنك الأفريقي للتنمية والبنك الدولي، بالإضافة إلى طرح أراضٍ للمصريين في الخارج تقدر قيمتها بنحو 2.5 مليار دولار. وتابع: "كما يجب اتخاذ عدة إجراءات لسد تلك الفجوة ومعالجة العجز في الموازنة العامة من خلال طرح سندات دولارية تصل إلى 10 مليارات دولار في الأسواق الدولية، إلى جانب تعديل آلية الصكوك لطرحها كأداة تمويل إضافية".