اهتمت صحف غربية، صادرة اليوم، بموافقة البرلمان الألماني على منح اليونان حزمة إنقاذ ثالثة، معتبرة إنه حتى وإن أزالت هذه الموافقة العقبة الأخيرة في طريق أثينا أمام الحصول على مساعدات تجنبها شبح الإفلاس، لكنها قد تهدد مستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السياسي في ظل معارضة عدد لا يستهان به من نواب حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي على منح مزيد من المساعدات لليونان. فقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن تصويت 63 نائبا من الكتلة البرلمانية لحزب ميركل ب "لا" وامتناع 3 أعضاء عن التصويت خلال عملية الاقتراع التي أجراها "بوندستاج" اليوم حول مساعدات اليونان، توضح حجم المخاطرة السياسية التي تكبدتها المستشارة الألمانية مقابل دعمها لليونان. وأوضحت أن عدد المعارضين من داخل كتلة الحزب المحافظ خلال عملية الاقتراع اليوم، يعد الأعلى منذ اندلاع أزمة اليونان قبل 5 سنوات، مما قد يتسبب في إضعاف مكانة ميركل السياسية داخل الحزب. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن ميركل سعت حثيثا، خلال الفترة الماضية، من أجل حشد الدعم اللازم لتمرير حزمة اليونان وطمأنة النواب المشككين داخل حزبها بشأن مشاركة صندوق النقد الدولي في حزمة الإنقاذ، حيث تعد مشاركة الصندوق شرطا أساسيا لدعم الألمان لمساعدات أثينا. في السياق ذاته، وصفت صحيفة "فاينانشيال تايمز " اعتراض عدد كبير من نواب الحزب الديمقراطي المسيحي على حزمة اليونان ب"بأكبر ثورة برلمانية تشهدها المانيا" في عهد ميركل. وأوضحت إنه برغم أن "الثورة" لم تكن هائلة كما توقع الكثيرون من أعضاء الحزب، لكنها تظل تمثل تهديدا لمكانة ميركل إن لم تكن سلطتها في البلاد، كما إنها تشير إلى إنه سيكون هناك مزيد من المعارضة لمطالب آخرى تتعلق باليونان مثل مسألة تخفيف ديون اليونان المفترض أن تتم إثارتها في وقت لاحق. من جانبها، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المستشارة انجيلا ميركل ووزير المالية المالية فولفجانج شوبيله فشلا في إحتواء "الثورة " داخل حزبهما المحافظ بشأن منح الحكومة اليونانية مساعدات مالية تمكنها من سداد الديون المستحقة عليها في الوقت المحدد. وأشارت إلى إنه سبق وأن عارض 60 نائبا وامتنع 5 آخرين من حزب ميركل الشهر الماضي فكرة خوض مفاوضات بشأن منح أثينا حزمة إنقاذ جديدة، فيما اعتبر ضربة قوية لميركل صاحبة الشعبية الطاغية، ثم يأتي تصويت اليوم ليضاعف من حجم التحديات التي تواجهها الزعيمة الألمانية. وكان البرلمان الألماني قد صادق في وقت لاحق اليوم بأغلبية بلغت 454 صوتا على منح اليونان مساعدات طارئة في حين عارض 113 نائبا وامتنع 18 عن التصويت.