فشل الجهاز التنفيذي لمحافظة الإسماعيلية في أول اختبار حقيقي له، وهو القضاء على أزمة انتشار القمامة وتفشي الظاهرة، ورغم الوعود البراقة للمحافظين المتتالين، تفشت ظاهرة انتشار النباشين. ونباشو القمامة هم أشخاص يقومون بتتبع صناديق القمامة على مستوى الأحياء والمراكز والمدن ويقومون بتفريغها والتنقيب عن المواد البلاستيكية والحديدية والأوراق، والتي يعاد تصنيعها مرة أخرى بما يدر عليهم مكاسب مربحة. وبالرغم من محاولات ردعهم، والتي كان آخرها قرارا بمنع مرور عربات الكارو في 2005 والتي كانوا يستقلونها لتحميل ما يظفرون به من مواد مهمة بعد التنقيب، إلا أنهم مازالوا يمارسون نشاطهم بحرية مطلقة وفي أي وقت يرغبون فيه، مستخدمين عربات الكارو والتروسيكلات النارية، ومعظمهم من الصبية صغار السن والذين يعملون لدى كبار المعلمين الذين يستغلونهم مقابل مبلغ مادي يومي، لتسريحهم في الشوارع بحثا في القمامة عن أشياء نفيسة يتم ترويجها لدى مافيا القمامة فيما بعد. وبدأت الظاهرة بعد انتشار القمامة بطريقة غير لائقة. وفي جولة بأحياء الإسماعيلية الثلاثة، ظهرت الظاهرة جلية في حي أول، ورغم أنها تحتاج إلى تضافر الجهود وتنظيم حملات مشتركة من الجيش والشرطة والحي، إلا أنها مازالت متفشية، مستغلين فرصة انصراف الموظفين ويقومون بقلب صناديق القمامة في وسط الطرق بحثا عما يفيدهم. ووفقا للتقارير الرسمية، تشكل ظاهرة نباشي القمامة 60% من أزمة انتشار القمامة، وتنحصر الأوقات المناسبة لقيامهم بأعمالهم ما بين عقب صلاة الفجر وعصرا من الرابعة وحتى السادسة مساءً، ويقومون بفض صناديق القمامة المنتشرة على مستوى الحي، ويبحثون عن المواد الحديدية والبلاستيكية والورقية والصفائح، ولا سيما المشغولات الذهبية، والتي تمثل لهم قيمة كبرى. وتنتشر الظاهرة في منطقة الازارة في البلابسة "الساحة الشعبية" على مستوى الحي. وفي حي ثالث، لم يكن الأمر أرفق حالا، حيث تنتشر الظاهرة في الشارع التجاري وطريق صبري مبدي، وأغلبية النباشين من منطقة الكيلو 2 وحي العبور، ويستقلون عربات كارو وتروسيكلات. وطالب التنفيذيون بديوان عام المحافظة بأن تتم معاقبة النباشين بالتنسيق مع الشرطة بمصادرة العربات وإلقاء القبض عليهم، خاصة مع تفاقم أزمة القمامة بعد انتشارهم بشكل كبير مستغلين حالة الانفلات الأمني بالمحافظة، وأن عربات "الرتش" هي الأخرى تشكل عاملا إضافيا لما يعانيه الحي من تدهور أمور النظافة، حيث تقوم العربات بسكب مخلفات الرتش بالطريق الدائري بالمحافظة.