طقوس ليلة الرؤية: * "المفتي" يقف على"التلسكوب" بنفسه في عهد الفاطميين * "السلطان" الفاطمي يخرج في زفة وسط فوانيس رمضان بعد إعلانها * الفاطميون أدخلوا التلسكوب لمصر وغيّروا في فكرة الرؤية * "يمين الرؤية" كان يحدد صوم رمضان زمن الرسول * الجاليات المصرية مخيرة بين اتباع "السعودية" أو أقرب بلد مسلم ليلة الرؤية.. الليلة التي ينتبه فيها كافة المسلمين على وجه الأرض، مترقبين لهلال شهر رمضان المعظم الذي يرتبط في نفوس المسلمين بالتواصل مع الخالق، وبعد أن أعلن مفتي الجمهورية رسميا أن غدا السبت المتمم لشهر شعبان، وأن الأحد غرة رمضان الكريم، يبقى أن نعرف المزيد عن ليلة الرؤية المباركة عند المصريين والمسلمين عموما. طقوس الفاطميين ليلة الرؤية قال الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بحلوان ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إن العهد الفاطمي كان أول عهد يشهد ظهور تلسكوب الرؤية، مرجعا ذلك إلى التقدم العلمي الكبير الذي تميّزت به الدولة الفاطمية في مصر. وأوضح "شلتوت" في تصريحات خاصة ل "صدى البلد"، إن ليلة الرؤية زمن الفاطميين كانت تقام فيها احتفالات كبيرة، وكان قاضي القضاة ومعه ثلاثة قضاة آخرين يخرجون بأنفسهم إلى المرصد لرؤية هلال رمضان بأنفسهم عبر التلسكوب على "دكة" فوق جبل المقطم، وكان به مرصدان آنذاك، وأشار إلى أن قاضي القضاة آنذاك يقابله مفتي الجمهورية في الوقت الحالي. وأضاف: وبعد إعلان الرؤية كان يخرج موكب كبير يضم "السلطان" فقط أو ممثلا عنه، ويجوب القاهرة الفاطمية في "زفة" كبيرة تُقرع فيها الطبول وتُعزف الموسيقى، وكان يخرج المصريون الفاطميون بالفوانيس التي ابتدعت في ذلك العهد، وكذلك كانت تعد صواني الكنافة والقطايف منذ الليلة الأولى. وعن المراصد في العهد الفاطمي قال "شلتوت"، كان في ذلك الحين 3 مراصد كبرى أنشأها الفاطميون، الأول المرصد "الحاكمي" بجوار الفسطاط بالمقطم، وسمي بذلك لأن الحاكم بأمر الله استكمل بناءه بعد وفاة والده، وفي المقطم أيضا كان المرصد "الجيوشي" الذي لا يزال قائمًا حتى الآن، إلى جانب المرصد الثالث الذي كان يسمى مرصد "المأمون" وكان فوق باب النصر. وأضاف: عقب حقبة الفاطميين أنشئ مرصد نابليون، في منطقة بولاق، طوره بعد ذلك محمد علي باشا على يد العالم الشهير محمود الفلكي، ثم أنشئ مرصد النضارة في ذلك العهد في العباسية، وأخيرًا أصبح المرصد الرئيسي في حلوان وهو القائم حتى الآن، حيث تم وقف العمل في مرصد النضارة، بعد أن انتشرت الضجة في أنحاء العباسية ولم تعد موقعا ملائما للرصد الفلكي. "يمين الرؤية" زمن الرسول قال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، إن طقوس ليلة الرؤية زمن الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، لم تكن تشهد احتفالات كما يفعل البعض الآن. وأضاف ل"صدى البلد" كان يتم استكشاف هلال رمضان بالعين المجردة، حيث لم تكن متوفرة أجهزة الاستكشاف الحالية، وكان الشخص الذي يرى الهلال يحلف اليمين أمام الجميع أنه شهد هلال الشهر، وبُناءً على قسمه يصوم المسلمون أول أيام شهر رمضان في النهار التالي مباشرة لرؤية الهلال. هذا وينتظر المصريون والمسلمون في كل أنحاء العالم الليلة رؤية هلال شهر رمضان المعظم، والتي سيتحدد على أساسها ما إذا كان غدا السبت غرة شهر رمضان، أم سيكون يوم غدٍ المتمم لشعبان 30 يوما على أن يكون الأحد القادم هو غُرة الشهر الكريم. "الرؤية" عند الجاليات المسلمة أكد "شلتوت"، إن الجاليات المصرية والمسلمين في الدول التي لا تشهد رصد رؤية هلال شهر رمضان وعلى رأسها دول الأمريكتين، ومن الأفضل أن تتبع المملكة العربية السعودية أو أن تتبع كل جالية وطنها الأم في صوم شهر رمضان. في حين قال الدكتور"عاشور"، إن الجاليات المسلمة لابد أن تتبع في صومها أقرب دولة مسلمة لها من الناحية الجغرافية.